بير رستم
بخصوص الحوار الكردي الكردي -وهو الحديث الساخن هذه الأيام في الشارع وعلى منصات التواصل الاجتماعي ونقصد منها الكردية طبعاً- نود أن نشير إلى التالي؛ أولاً الحوار ضروري ولمصلحة الجميع كردياً وسورياً حيث على المستوى الكردي سيشكل الأساس الضروري للعمل الوطني لشعبنا وقضيتنا كأحد أهم الملفات وبهدف ايجاد الحلول المناسبة لمختلف الجوانب المتعلقة بالقضية والمنطقة وانهاء عقود من الصراع الحزبي الداخلي المقيت والذي جعل الشارع الكردي منقسماً آبوجياً بارزانياً وبالتالي توحيد شعبنا حول مشروع سياسي أو كما يقال ورقة سياسية موحدة في علاقته مع الأطراف والقوى الفاعلة الأخرى في الملف السوري، إن كانت محلية (المعارضة والنظام) أو مع القوى الإقليمية والدولية وهو ما سيجعل الكرد أحد أهم اللاعبين في الملف السوري ويسحب الورقة التي تتلاعب بها بعض الأطراف وعلى رأسهم تركيا وإيران.
ولذلك ولكي يكون الحوار جاداً وفعالاً ويهدف حقيقةً لبناء منصة أو جبهة كردية في روژآڤاي كردستان (سوريا) وليس فقط حواراً لأجل الحوار وذر الرماد في الأعين أو الضحك على الذقون والجماهير والقواعد الحزبية -ولا نريد القول؛ الرعاع الحشدية لكل طرف وفريق- فيجب أن تتوفر عدد من الشروط لكي ينجح ذاك الحوار حقيقةً ولا يتحول لخوار مثل كل مرة بحيث أن كل طرف ولكي يغطي على الفشل والنفاق تراه يرفع من عقيرته ونبرة صوته في اتهام الطرف الآخر بإفشالها، نعم لانجاح هذا الحوار يجب توفر عدد من الشروط وأهمها ما يلي:
أن يكون الحوار في منطقة تكون نفوذ القوى الكردستانية فيها متقارباً مثل كركوك، لكي لا يكون طرف تحت الضغط والنفوذ لأحد الأطراف الأخرى.
أن تكون هناك رعاية كردستانية ودولية -على الأقل أمريكية- عند إجراء الحوار، ونقصد بالرعاية الكردستانية هو ممثلين عن الأحزاب والقوى الكردستانية الفاعلة وفي المقدمة ممثل الديمقراطي والعمال الكردستاني حيث دون رعاية ومباركة من الطرفين لن ينجح أي حوار بين الأطراف الكردية في روژآڤا وذلك وكما سبق وأشرنا؛ لانقسامنا بين بارزانيين وآبوجيبن أو حاجتنا ضحك على أنفسنا وكأننا أصحاب القرار، بل الإخوة في أربيل وقنديل هم أصحاب القرار وبالتالي انجاح أي حوار ومشروع سياسي يجب أولاً اتفاق ومباركة أولئك الأخوة في المركزين الكردستانيين.
كذلك ومن الواجب والضرورة احضار أو حضور ومشاركة طرف وفريق ثالث غير الطرفين المتنازعين؛ الإدارة الذاتية وفواعلها السياسية وعلى رأسهم حزب الاتحاد الديمقراطي وبالمقابل؛ المجلس الوطني الكردي بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني (سوريا)، طبعاً نقصد بالفريق الثالث كل من القوى والأحزاب والشخصيات الوطنية التي هي خارج الإطارين السابقين؛ مثل حزبي الوحدة والتقدمي ومنظمات مدنية حقوقية وكذلك شخصيات وطنية ثقافية وأكاديمية بحيث يشكلوا هم الطرف الموازن في أي جدال سياسي وكذلك لعدم تهميش طرف مهم يمثل بعض الشرائح الاجتماعية في روژآڤا!
طبعاً وبالأخير، بل أولاً؛ يجب أن تتوفر الرعاية الدولية أو على الأقل الأمريكية، كما سبق وقلنا، أو إحدى الدول الأوروبية، فرنسا مثلاً ، كون دون هذه الرعاية وبالأحرى الحماية الغربية لن يكون هناك نجاح لأي حوار أو لا حوار أساساً حتى وإن توفرت النية والإرادة الكردستانية -وهو أمر غير وارد لدى الكرد حيث صراعاتنا مع بعضنا أقوى من أي صراع مع الأعداء الخارجيين وأهم من أي قضية كردستانية وأساساً أعدائنا قد فهموا السايكولوجيا الكردية ولذلك تجدهم دائماً يدخلون من باب الصراعات الكردية الكردية لافشال أي مشروع تحرري كردستاني وقد نجحوا دائماً حيث قديماً كانت الصراعات تحت مسمى العشائرية والقبلية واليوم نفس الصراعات مع اختلاف في التسمية حيث الحزبية والأيديولوجيات.. نعم دون رعاية دولية؛أمريكية أو فرنسية، لا نجاح لأي مشروع سياسي أو لأي حوارات قادمة، طبعاً إن استطعنا -استطاعت أحزابنا- تجاوز صراعاتها وتلك الذهنية الانقسامية بين محمودكي عثمانكي -اليوم بارزانجي أو آبوجي- وقاموا بتشكيل جبهة كردية في روژآڤا لإدارة مناطقهم أو العمل كجبهة ومنصة كردية، فإن القوى الإقليمية الغاصبة لكردستان ستجهز على تلك الخطوة وهي في المهد ولذلك لا نجاح لأي مشروع لكرد روژآڤا دون رعاية دولية، فهل تلقى السيد عبدي وعوداً من الأمريكان أو الفرنسيين؟
إن الإجابة على السؤال السابق ب “نعم” أو “لا” يحدد مصير أي مفاوضات وحوارات مستقبلية، بل ويحدد مصير شعبنا ومناطقنافي روژآڤا! طبعاً هذا لا يقلل من تضحيات شعبنا في سبيل نيل الحقوق الوطنية المشروعة ، بل يؤكد على حقيقة أن تلك التضحيات جعلت القوى الدولية ترضخ للإرادة الكردية وتضحيات أبنائها ولكن علينا أن لا ننسى بأن الدماء والتضحيات وحدها لا ترسم مستقبل الشعوب ، بل كذلك مصالح القوى الإقليمية والدولية.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=47491