الأحد, أكتوبر 6, 2024
القسم الثقافي

“نوخشة وهاب” أيقونة الحرف اليدوية الكردية تعيد إحياء التراث وتنقل خبراتها لأجيال جديدة

منذ أكثر من ثلاثة عقود، تكرّس نوخشة وهاب، الحرفية الكردية الشهيرة من مدينة حلبجة، حياتها للحفاظ على التراث الثقافي الكردي من خلال العمل في مجال الحرف اليدوية. ورغم مرور السنوات، لا يزال شغفها بهذا الفن نابضًا، حيث تمكنت من تدريب أكثر من 80 امرأة على الحرف اليدوية التقليدية، لتسهم في إحياء هذا الإرث الغني وضمان استمراريته عبر الأجيال.

ولدت نوخشة وهاب في عام 1968 في قرية عبابلية التابعة لمدينة حلبجة. بدأت مسيرتها في الحرف اليدوية بعد عودتها من إيران في عام 1991، ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف نوخشة عن العمل في مجال الزينة التقليدية الكردية وصناعة الأزياء الشعبية بهدف حماية هذا التراث من الاندثار. تقول نوخشة لوكالة روج نيوز: “كان لدي حب كبير للحرف اليدوية، ورغبة قوية في حماية ثقافتنا الكردية”.

على مدار 33 عامًا، دربت نوخشة أكثر من 80 امرأة على المهارات اليدوية المتعلقة بصناعة الملابس التقليدية، مثل الكولاون (غطاء الرأس)، الكلاوزار، والجلا التقليدي. بعض هؤلاء النساء شاركن معها في مهرجانات ثقافية كبيرة، كان آخرها مهرجان الخريف في كلار. تضيف نوخشة بفخر: “ما يسعدني هو رؤية النساء اللاتي دربتهن وقد تحولن إلى حرفيات ماهرات يشاركن في الحفاظ على هذا التراث العريق”.

إلى جانب الحرف التقليدية، تعتبر نوخشة إحدى الرائدات في إحياء التقاليد المتعلقة بالأزياء الكردية، حيث تقوم بجمع المعلومات التاريخية وتحديث التصاميم بناءً على تلك المعطيات. تزور الأماكن الأثرية والقرى النائية لتعيد إحياء التصاميم القديمة بلمسة معاصرة. تؤكد نوخشة: “نعمل على إعادة الملابس الكردية إلى شكلها الأصلي، بحيث تعكس تقاليدنا وتاريخنا”.

وفي إطار جهودها لتطوير الحرف التقليدية، قامت نوخشة بابتكار “الملوانة”، وهي غطاء رأس تقليدي مصنوع من الشمل. هذه الملوانة، إلى جانب جمالها التراثي، تستخدم أحيانًا كعلاج لألم الرأس. كما طورت نوخشة ملوانة من نبات الميخك الذي يُستخدم للزينة وإضافة رائحة طيبة للملابس، وقد انتشر هذا الابتكار بين النساء في القرى والمناطق الريفية.

تعتبر نوخشة أن الحفاظ على التراث لا يقتصر على الحرف اليدوية فحسب، بل يشمل أيضًا التغذية والصحة. تشير إلى أن بعض الأعشاب التي تستخدمها في صناعاتها اليدوية تملك خصائص مفيدة للصحة، مؤكدة أن التراث الكردي يتسم بالعديد من الجوانب التي تسهم في حياة صحية ومستدامة.

بفضل جهودها وتفانيها، أصبحت نوخشة وهاب رمزًا للحفاظ على التراث الثقافي الكردي، وإحدى الشخصيات البارزة التي ساهمت في نقل هذا الإرث الغني إلى الأجيال الجديدة.

الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين

شارك هذه المقالة على المنصات التالية