هجوم دموي لداعش يستهدف قوات قسد بريف دير الزور وسط استنفار أمني واسع

هاجم مسلحون من خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) يستقلون دراجات نارية، موقعًا عسكريًا لقوات الدفاع الذاتي التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في منطقة السرير النهري بجرزة الميلاج بريف دير الزور. وأسفر الهجوم عن فقدان خمسة عناصر من “قسد” وإصابة آخر بجروح متفاوتة، نُقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

عقب الهجوم، شهدت المنطقة استنفارًا أمنيًا واسعًا، في حين لاذ المهاجمون بالفرار إلى جهة مجهولة.

وفي سياق متصل، رصد المرصد السوري تنفيذ خلايا التنظيم 68 عملية داخل مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” منذ بداية عام 2025، شملت هجمات مسلحة وتفجيرات. وأدت تلك العمليات إلى مقتل 28 شخصًا، بينهم 18 من قوات سوريا الديمقراطية والتشكيلات المتحالفة معها، إضافة إلى 5 عناصر من تنظيم “داعش” و5 مدنيين.

من جهة أخرى، بدأت قوات التحالف الدولي مساء الأحد عملية واسعة لسحب معداتها العسكرية من قاعدتي حقل العمر النفطي ومعمل كونيكو للغاز بريف دير الزور الشرقي، باتجاه محافظة الحسكة. وشملت العملية دخول أكثر من 150 شاحنة مغلقة وحاملات معدات ثقيلة إلى القاعدتين، لنقل آليات وعربات عسكرية ولوجستية نحو القواعد التابعة للتحالف في الحسكة، في خطوة تشير إلى ترتيبات جديدة للوجود العسكري في المنطقة.

وكانت مصادر المرصد السوري قد أفادت في 18 أبريل الجاري، بأن القوات الأمريكية تعتزم تقليص وجودها العسكري في سوريا خلال الأسابيع المقبلة، ليقتصر على قاعدتي الشدادي وقسرك ضمن مناطق سيطرة “قسد” شمال شرقي البلاد، بالإضافة إلى قاعدة أخرى في ريفي حلب الشرقي والرقة. كما شهدت نفس الفترة بدء عمليات نقل تدريجية للمعدات من قاعدتي العمر وكونيكو نحو قاعدة الشدادي جنوب الحسكة، مع إغلاق مؤقت لبعض النقاط الصغيرة غير المحمية جويًا وتعزيز النقاط الكبرى.

وترافقت عمليات النقل مع تحليق طائرات بين الحقلين لنقل تجهيزات يصعب شحنها برًا، مما يشير إلى تحركات لإعادة هيكلة وتوزيع قوات التحالف الدولي داخل الأراضي السورية.

على صعيد متصل، شهدت منطقة سد تشرين بريف حلب الشرقي استنفارًا عسكريًا جديدًا، وسط هشاشة الهدنة المتفق عليها وتصاعد الخروقات بين “قسد” والقوات التابعة لوزارة الدفاع السورية، بالتزامن مع هجمات تركية بواسطة طائرات مسيّرة على مواقع قريبة من السد.

ووفقًا للمرصد السوري، عادت القوات من الجانبين إلى التمركز في نقاط متقدمة؛ حيث تمركزت قوات “قسد” في قرية أبو قلقل على بعد سبعة كيلومترات من السد، مع رفع مستوى الجاهزية القتالية، في حين عززت القوات الحكومية مواقعها بالعتاد والجنود على الطرف الآخر.

وشهد محور سد تشرين اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، عقب محاولة عناصر من “فرقة السلطان مراد” التسلل إلى مواقع تابعة لـ”قسد”، ما أسفر عن مقتل عنصر من الفرقة.

وفي تطور آخر، قصفت طائرة مسيّرة تركية محيط سد تشرين الاستراتيجي، ما أدى إلى وقوع انفجار وتصاعد أعمدة الدخان من المواقع المستهدفة غرب السد، دون ورود معلومات عن وقوع إصابات. ويعد هذا القصف خرقًا جديدًا لاتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة برعاية أمريكية، حيث بلغ عدد الضربات التركية بواسطة المسيرات منذ يوم أمس أربع ضربات.

يُذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق منذ بدء التصعيد العسكري في 12 ديسمبر 2024، مقتل 628 شخصًا، بينهم 56 مدنيًا (بينهم 7 سيدات و4 أطفال وصحفي)، و468 عنصرًا من الفصائل الموالية لتركيا، بينهم رقيب في الجيش التركي، و101 عنصرًا من قوات “قسد” والتشكيلات العسكرية المتحالفة معها، بالإضافة إلى 3 جنود من القوات التركية.