هل يمكن أن أكون كُردستانيا و أنا أنسب وطنيتي لوطنية الدول المحتلة لأرض كُردستان ؟ – فيصل يعقوب

كورد أونلاين |

هل يمكن أن أكون كردستانيا و أنا أعرف نفسي بهوية محتلي أرض كردستان ؟ و لماذا ؟
بعد الحرب العالمية الأولى سقطت الإمبراطورية العثمانية و تشكلت الكيانات ( الدول) المصطنعة على ايدي الدول الاستعمارية آنذاك مثل بريطانيا و فرنسا،
و ظهرت مع تشكيل هذه الكيانات المصطنعة هويات زائفة ( سورية ، عراقية ، تركية ،…….) لم تكن لها أي وجود قبل ذلك ، و قد تم فرضها أيضا على الشعب الكردي نتيجة تقسيم أرضه بين هذه الكيانات الاستعمارية المصطنعة بدون إرادته. و قد قاومت فئات من الشعب الكردي فرض هذه الكيانات المصطنعة و هوياتها الزائفة عليها بحسب فهمها و امكاناتها البسيطة و لكنها و مع الأسف الشديد لم تنجح في التحرر منها لأسباب عديدة أهمها أسباب ذاتية تعود إلى الشعب الكردي نفسه و منها عدم قدرته على الاتفاق على وحدته و تشكيل إطار تنظيمي موحد من أجل حريته و سيادته على أرضه حتى ضمن كل جزء من كردستان المحتلة على حدة ،بل أن فئات واسعة منه ارتبطت مصالحها الخاصة بمصالح محتلي أرضه و وقفت ضد بعضها البعض على حساب حرية الشعب الكردي و سيادته على أرضه و تحقيق هويته الوطنية الكردستانية .
و أثناء الحرب العالمية الثانية و بعدها ظهرت حركات التحرر الوطني بشكل واسع ضد الاستعمار و الإحتلال في العديد من المناطق في العالم و حاربت الإحتلال مثل الهند و الجزائر و فيتنام و غيرها و حققت حرية شعوبها و هويتها الوطنية و السيادة الوطنية .
أما في كردستان المحتلة المقسمة فلم تظهر أي حركة تحررية وطنية كردستانية تتبنى هوية أرض كردستان و تطالب بحرية الشعب الكردي و سيادته على أرضه، بل ظهرت أحزاب كردية نسبت وطنيتها لوطنية الدول المصطنعة المحتلة لأرض كردستان و ناضلت من أجل بعض الإصلاحات السياسية في الدول المحتلة لأرض كردستان تحت تسميات مختلفة مثل ( ديمقراطية و الاشتراكية و إلخ) من هذه التسميات للدول المحتلة لأرض كردستان و بعض الحقوق البسيطة للشعب الكردي مثل الحكم الذاتي ! أي أن هذه الأحزاب الكردية ناضلت و تناضل من أجل أن تشرعن الإحتلال و هوية المحتل على أرض كردستان و الشعب الكردي بشكل رسمي مقابل مشاركتها في شيء من السلطة و الثروة مع محتلي أرض كردستان ( فحتى الحزب الديمقراطي الكردستاني/ إيران) لم يكن له أي هدف لاستقلال كردستان بل الديمقراطية لايران و الحكم الذاتي للشعب الكردي) و لكن و بتحريض من الاتحاد السوفيتي آنذاك أعلن جمهورية ( مهاباد) كردستان الديمقراطية . و كان هدف الاتحاد السوفيتي آنذاك من ذلك هو أن تكون هذه الجمهورية ( مهاباد) تابعة لها أي ضمن جمهوريات الاتحاد السوفيتي و ليس دولة مستقلة حرة! و لكن بعدما رفضت قيادة هذه الجمهورية الانضمام إلى الاتحاد السوفيتي و تطبيق النظام الشيوعي المطبق في الاتحاد السوفيتي لأن قيادة جمهورية مهاباد ( كۆماري کوردستان) كانت من رجال الدين و الآغاوات و الاقطاعيين و هذا كله كان مرفوضا في النظام السوفيتي،سحب الاتحاد السوفيتي جيشه من هذه الجمهورية و قد قال ستالين وقتها الطبقة البروليتاريا غير ناضجة في كوردستان. و تم مهاجمتها من قبل إيران و سقطت!
و منذ ذلك التاريخ ظهرت أحزاب كردية كثيرة و كلها لم ترتقي إلى مستوى حركات التحرر الوطني لأنها بقيت تنسب وطنيتها لوطنية الدول المحتلة لأرض كردستان و تتبنى هوية محتلي أرض كردستان و ناضلت و تناضل من أجل مشاركة محتلي أرض كردستان في السلطة و الثروة تحت شعارات شعبوية فضفاضة مثل الديمقراطية للدول المحتلة لكردستان و الحكم الذاتي أو الإدارة الذاتية أو بعض الحقوق الثقافية للشعب الكردي و البعض من هذه الأحزاب الكردية لجأت إلى الكفاح المسلح من أجل هذه الشعارات الشعبوية الفضفاضة و أصبحت ضمن قائمة الإرهاب ! { لأنه لا يحق لأي حزب سياسي أن يلجأ إلى حمل السلاح من أجل فرض أفكاره السياسية و العقائدية و برنامجه على الدولة . الكفاح المسلح يأخذ شرعيته من أجل حق الشعب في تقرير مصيره بنفسه و سيادته على أرضه} ضد الاحتلال على أرضك . مع العلم أن هذه الأحزاب الكردية بعيدة كل البعد عن فهم الديمقراطية و ممارستها بل هي تمارس الدكتاتورية حتى ضمن نفسها.
🔸 أن نضال هذه الأحزاب الكردية لم يكن يوماً من أجل هوية الشعب الكردي و حق الشعب الكردي في تقرير مصيره بنفسه و سيادته على أرضه بالمطلق بل من أجل مشاركة محتلي أرض كردستان في السلطة و الثروة و هذا موثق و مثبت في برامج هذه الأحزاب الكُردية و تحت الشعارات الشعبوية الفضفاضة و البعيدة كل البعد عن معنى النضال التحرر الوطني و الحقوق الأساسية للشعب الكردي ( حق تقرير المصير و سيادته على أرضه).
🔸 فأي فرد أو حزب أو منظمة أو جمعية أو حركة أو جبهة و إلخ ما لم يتبنى/ تتبنى هوية أرض كردستان و تناضل من أجل حق الشعب الكردي في تقرير مصيره بنفسه كما أقرته القانون الدولي لا يمكن أن يتم الاعتراف به من قبل المنظمات الدولية و على رأسها الأمم المتحدة و لا يكسب نضاله الشرعية و التأييد الدولي و لن يكون وطنيا كردستانيا مهما زين إسمه ب الكردستاني.

شارك هذه المقالة على المنصات التالية