حزبا الاتحاد الديموقراطي والديموقراطي الكردستاني يتراشقان الاتهامات بخصوص إغلاق “معبر فيش خابور-سيمالكا” وذلك عبر توكيل الأمر لإدارة المعبر على الطرفين وقد جاء بيان إدارة البارزانيين في (١٥) الشهر الحالي ليأتي الرد والتوضيح من قبل إدارة الآبوجيين اليوم في (١٦) من الشهر.. ما هو ملاحظ في بيان الطرف البارزاني هو تسييس قضية المعبر حيث جاء في بيانهم، وبحسب ما أوردته رووداو، ما يلي:
(إدارة معبر فيشخابور، ذكرت أنه “منذ افتتاح المعبر، وقعت ثلاث اتفاقيات بين المجلس الوطني الكوردي و حركة المجتمع الديمقراطي والإتحاد الديمقراطي، برعاية الرئيس مسعود بارزاني، وورد في الاتفاقيات بند خاص بالإدارة المشتركة للمعبر، لكن الإتحاد الديمقراطي دوماً وابداً ما كان يتنصل من كل اتفاق، ويهدمه ويستمر بالهيمنة على الحدود من النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية”). ويحاول البيان المذكور تغطية الأسباب السياسية لنقطة أمنية مشكوك في صحتها حيث يقول؛ (وكشفت أن حزب الإتحاد الديمقراطي “يدرك عدد المرات التي حاول فيها إدخال السلاح والذخيرة والمتفجرات سواء عبر المعبر أو الحدود إلى الاقليم، بغية زرع القلاقل والفتن وضرب الاستقرار الأمني في اقليم كوردستان”).
طبعاً قلنا بأن قضية الجانب الأمني المزعوم ب”إدخال السلاح والذخيرة والمتفجرات سواء عبر المعبر أو الحدود إلى الاقليم، بغية زرع القلاقل والفتن وضرب الاستقرار الأمني في اقليم كوردستان” مشكوك فيه ليس فقط من منطلق عدم إيماننا أن يلجأ حزب كردي لضرب الآخر، بل استنادًا لم جاء في البيان نفسه؛ بأن يمكن إدخال مثل هذه المواد من الحدود وليس من خلال المعبر وخاصةً في الجانب الآخر هناك الإدارة البارزانية وستقوم بتفتيش ما يدخل إليها!
إذاً بقي الأمر محصورًا بالجانب السياسي والمالي، ألا وهو “الإدارة المشتركة” للمعبر بين كل من حزب الاتحاد الديموقراطي (حلفاء أو وكلاء الآبوجيين في روژآڤاي كردستان) والمجلس الوطني (حلفاء أو وكلاء البارزانيين، أي وكلائهم)؛ يعني تدخل مباشر في الشأن الداخلي من قبل “الأخوة الكبار” حيث صراع البارزانيين والآبوجيين ولمن يكون النفوذ في هذا الجزء الكردستاني الملحق بسوريا ويأتي بعد كل هذه المآسي من يقول لنا؛ بأن “قرارهم مستقل” وليس هناك تدخل ولا تبعية لأحد الأطراف الكردستانية.
للأسف نحن كرد روژآڤاي كردستان ندفع ثمن صراع النفوذ بين “إخوتنا الصغار”؛ وليعذرني الآبوجية والبارزانية على وصفهم ب”الصغار” حيث لو كانوا كبارًا لفضلوا المصلحة الكردستانية الإستراتيجية على المصالح الحزبية الآنية.. وبالمناسبة وتأكيدًا لمفهوم الصغار و”الولدنة”، فإن إغلاق المعبر وبالأسباب السابقة يذكرني بمقولة يرددها الصغار عندما يريدون المشاركة في لعبة الكرة حيث تجد الطرف الذي يطالب باللعب يقول للطرف الآخر؛ “يا لعيبة يا خريبة”، أي إما يشاركوا باللعبة أو يخربوها على الجميع وهكذا يفعلها إخوتنا “الكبار” وللأسف.
بير رستم
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=23543