الأربعاء, ديسمبر 18, 2024

أرسين جليك: فيلم “من أجل الحرية” نقطة انعطاف جديدة في السينما الكردية

يقول مخرج فيلم “من أجل الحرية” (Ji bo Azadiyê)؛ ” فإن أفضل السبل لإظهار الحقيقة والتعبير عنها في السينما الكردية، هو أن يشارك في هذا العمل أشخاص شهدوا وعاشوا تلك الوقائع”.
أكرم بركات –أحمد سمير
بدأ عرض فيلم “من أجل الحرية” في  12 كانون الثاني الجاري في مدن روج آفا.

 يحكي الفيلم قصة المقاومة التي استمرت مئة يوم في ناحية سور في مدينة آمد في شمال كردستان، تلك المقاومة التي شارك فيها الشباب الكرد عام 2016 ضد هجمات دولة الاحتلال التركية.

بدأت عمليات تصوير الفيلم عام 2018 في مدينة كوباني، المدينة التي شهدت مقاومة كبيرة ضد مرتزقة داعش، ويسلط الفيلم الضوء على مقاومة مجموعة من الشبان الكردي بقيادة القيادي جياكر، في ناحية سور في مدينة آمد.

عُرض الفيلم لأول مرة في 12 كانون الثاني الجاري في بلدة رميلان وفي 13 كانون الثاني في مدينة قامشلو، وسط تفاعل واهتمام كبير ممن حضروا العروض الأولى.

مخرج الفيلم أرسين جليك أشار إلى أن الفيلم شهد تفاعلاً مماثلاً خلال عرضه في الهند وباكستان، مشيراً إلى أن عمليات تصوير الفيلم جرت في ظروف صعبة، ورغم ذلك فإن الفيلم نجح في الكشف عن حقيقة الاحتلال، والمقاومة التي تشهدها كردستان ضد الاحتلال.

ونوّه جليك أن عمليات تصوير الفيلم جرت في الوقت الذي كانت الحرب ضد داعش متواصلة في الرقة، وتزامن فيما بعد مع الهجمات التي شنها الاحتلال التركي ضد عفرين.

جليك اعتبر ان الفيلم يشكل نقطة تحول وانعطاف كبيرة في السينما الكردية، وقال إنهم لم يهتموا بظروف ومصاعب تصوير الفيلم بقدر ما كان يهمهم ما إذا كان الفيلم سينجح في إبراز مقاومة سور أم لا.

فيما يلي نص الحوار الذي أجرته وكالتنا مع أرسين جليك مخرج فيلم “من أجل الحرية”:

كيف كانت ظروف العمل أثناء تصوير الفيلم، وما هي الصعاب التي واجهتكم؟

بدأنا بتصوير الفيلم بداية عام 2018 في مدينة كوباني، حوالي 90 أو 95 من مشاهد الفيلم تم تصويرها في كوباني، وصُوّرت المشاهد في حي الجمارك في كوباني، الحي الذي كان شاهداً على مقاومة كبيرة، كما تم تصوير بعض المشاهد في مدينة قامشلو، إضافة إلى استخدام مشاهد من مدينة آمد.

عندما بدأنا بتصوير الفيلم كانت الحرب لا زالت مستمرة، في تلك الفترة كانت حملة تحرير الرقة متواصلة، إضافة إلى بدء الهجمات على مدينة عفرين، كما أن داعش كانت تهاجم عدداً من المناطق، في مثل هذه الظروف بدأنا بتصوير الفيلم، كانت الظروف صعبة، لم يكن من السهولة بمكان إحضار ممثل أو جلب بعض المعدات، وكان من الصعب أيضاً إحضار مختصين بالأمور التقنية إلى روج آفا.

عمل في الفيلم كادر عمل كبير، هؤلاء جميعهم كانوا متحمسين جداً للعمل، كانوا يدركون أهمية هذا العمل، نحن في أسرة عمل الفيلم كنا واثقين أنه بإمكاننا إنجاز هذا العمل، طبعاً لا بد أن نذكر إن العمل أُنجز بمساعدة ودعم كبير من أهالي كوباني.

تحدثتم عن المصاعب، هل يمكنكم أن تذكروا على سبيل المثال المصاعب التي واجهتكم أثناء إحضار أشخاص أو معدات إلى روج آفا؟

الحدود بشكل عام كانت مغلقة، فعلى سبيل المثال كنا ندخل بعض المعدات التقنية بمساعدة بعض الصحفيين، طبعاً كانت هناك بعض المعدات هنا أيضاً، ولكن لم يكن هذا هو العائق الكبير، بل إن الصعوبة كانت تكمن في الجانب النفسي للعمل.

من الصعب على المرء أن يحول مثل هذه الحقيقة إلى فيلم، كان السؤال الأهم بالنسبة لنا هو؛ هل سننجح في إيفاء مقاومة سور حقها من خلال الفيلم؟؟.

 كانت ظروف العمل صعبة، وكان من الصعب  إبراز هذه الحقيقة وسط هذه الظروف، هذا ما كنا نقلق بشأنه.

ولكننا قلنا بما أن كل الأمور على ما يرام والأشياء كلها متوفرة، فإننا سوف نستطيع إنجاز العمل، لقد أخذنا في الحسبان ظروف كردستان والأوضاع السائدة، قلنا إن الحرب ربما تستمر، بل أنها يمكن أن تشتد يوماً بعد يوم، ولكننا رغم ذلك واصلنا العمل، قلنا أننا يجب أن نواصل عملنا الفني في كل الظروف والشروط.

فعلى سبيل المثال عندما حدثت الهجمات ضد عفرين، وحين كانت الحرب مستمرة، ناقشنا مع بعض الدور الذي يمكن أن يؤديه الفنانون، لذلك قلنا يجب ألا تتوقف السينما، يجب أن تتواصل نشاطاتنا، ويجب أن ننهي عمل الفيلم.

هذا أيضاً كان بمثابة الدفاع عن الوطن، مما لا شك فيه إن الكفاح المسلح أهم أشكال الدفاع عن الوطن، ولكن تطوير اللغة والثقافة والفن أيضاً يمكن أن يكون جزءاً من المقاومة.

كيف يمكن تقييم أو توصيف هذا الفيلم بالنسبة للسينما الكردية، وكيف سيكون تأثيره على السينما الكردية؟

العديد من الكرد يعملون في السينما في مختلف أنحاء العالم، ولكن يمكن القول حالياً إن هذا العمل يتم بشكل جزأي. العمل السينمائي مستمر في جميع أجزاء كردستان، ولكن هذا العمل يتم عادة من خلال شركات إنتاج ضخمة، ولكننا قلنا إننا لن نستطيع أن نفعل ذلك، ولكن بعد هذا الفيلم رأينا إن بإمكاننا إنجاز أعمال سينمائية كبيرة.

الأمر الآخر؛ بالنسبة للسينما الكردية من المهم الثقة بالنفس، وعلى سبيل المثال فإن الممثلين الذي مثلوا في الفيلم سبق لهم أن عاشوا تلك الحالة، أحد الممثلين هو روبار شرفان استشهد في مقاومة حفتانين، لم يكن ممثلاً، ولكن بالنسبة لنا فإن أفضل السبل لإظهار الحقيقة والتعبير عنها في السينما الكردية، هو أن يشارك في هذا العمل أشخاص شهدوا وعاشوا تلك الوقائع.

 هؤلاء هم الذين نجحوا بشكل أكبر في إظهار هذه الحقيقة، العديد من الذين عملوا في الفيلم سواء أمام الكاميرات أو خلفها عاشوا هذه الحقيقة، لذلك فإذا كنا حقاً نرغب بإظهار الحقيقة يمكننا فعل ذلك.

هناك حقيقة أخرى، نحن نعتبر هواة في مجال السينما، نظراً لأننا نفتقر إلى الخبرة في إنجاز وصناعة الأفلام، لقد أنجزنا الفيلم، ولكن ليست لدينا الخبرة والتجربة والخلفية المعرفية اللازمة، ولكننا قلنا إن بإمكاننا أن نفكر بشكل احترافي رغم قلة الخبرة، كانت هذه إحدى شعاراتنا الأساسية، نعم نحن هواة، ولكننا نستطيع أن نصبح محترفين وننجز أعمالاً كبيرة من خلال التخطيط والانضباط.

لقد ألغينا مقولات من قبيل ’إننا لن نستطيع أن نفعل ذلك‘ أو ’إننا لن نستطيع أن نفعل ما هو أفضل‘، كنا ندرك حقيقة أننا نفتقر إلى الخبرة وأن إمكاناتنا قليلة ولكن هدفنا الأساسي كان هو أن ننجز الأفضل بما هو متوفر لدينا.

من أين استمددنا كل هذه الجرأة؟ بالتأكيد من مذكرات مقاومة سور، يجب أن يتحلى الفنانون والمثقفون أيضاً بجرأة المقاتل، وهذا أمر مهم جداً.

نحن نتحدث عن مقاومة سور على مدى 100 يوم، هناك العديد من أمثلة المقاومة المشابهة، ولكن لم يتم تحويل تلك المقاومات إلى أعمال سينمائية.

خليل أويسال عمل في السينما قبل 20 عاماً، وأنجز الأفلام، لذلك يجب أن نتمتع بالجرأة، وأنا على ثقة أن هذا الفيلم سوف يمنح هذه الجرأة للسينما الكردية.

هل شارك فيلم “من أجل الحرية” في مهرجانات أو مسابقات عالمية؟

شاركنا في مهرجان كالكوتا للأفلام في الهند، وكان لفيلمنا صدى جيداً في المهرجان.

 تجاوز عدد المشاهدين عدد المقاعد الموجودة في الصالة، طبعاً المشاهدون كانوا يودون معرفة ما يجري في هذا الوطن، ولكن الأمر الأهم هو أن هذا الفيلم يتحدث عن أمور حقيقية.

فعلى سبيل المثال، كان من المقرر أن يتم عرض الفيلم مرة واحدة فقط في مهرجان كالكوتا، ولكن بناء على الطلب المتزايد، تم عرض الفيلم مرتين، كان للفيلم تأثير واضح على المشاهدين، حتى أن بعضهم أجهش بالبكاء. وهنا أيضاً حدث ذلك، في عرض رميلان وقامشلو كان هناك تفاعلاً كبير.

خلال يومي 23 و 25 سوف يعرض الفيلم في مهرجان روتردام، كما سيشارك الفيلم في مهرجانات أخرى.

ANHA

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *