السبت, يناير 4, 2025

أمريكا تُعرب عن قلقها من “الهجمات الانتقامية” بحق الأقليات في سوريا

أفاد موقع “أكسيوس” الإخباري، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، الاثنين، بأن مبعوث وزارة الخارجية دانييل روبنشتاين الذي وصل، الأحد، إلى العاصمة دمشق، أعرب لوزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال السورية أسعد الشيباني، عن قلق الولايات المتحدة بشأن ورود تقارير تحدثت عن هجمات “انتقامية” و”عنيفة” شنتها جماعات مسلحة في البلاد خلال الأيام القليلة الماضية.

وذكر الموقع الأميركي، أن واشنطن تشعر بـ”القلق”، من إمكانية أن تؤدي “الأعمال الانتقامية العنيفة” من قبل مسلحين تابعين للفصائل السورية، والتي تستهدف الأقليات أو أعضاء النظام السابق، لـ”تقويض الجهود الرامية لاستقرار البلاد”.

وأبلغ روبنشتاين وزير الخارجية السوري، بأن “الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء تقارير العنف والانتقام والترهيب ضد الأقليات”، مشدداً على ضرورة أن “تتوقف مثل هذه الهجمات”.

وفي المقابل، رد الشيباني على المبعوث الأميركي قائلاً، إن “الحكومة الانتقالية السورية ترفض مثل هذا العنف”، مشيراً إلى أن “معظم هذه الأعمال ارتكبت من قبل جماعات مسلحة أخرى، وليس (هيئة تحرير الشام)” التي يتزعمهما قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع، والتي قادة الفصائل المسلحة المعارضة للإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الجاري، بحسب “أكسيوس”.

الاعتراف الدولي
وطلب روبنشتاين كذلك من الشيباني خلال اللقاء، تفاصيل أكثر عن الخطط التي تحدث عنها الشرع مؤخراً بشأن “عملية إعداد دستور جديد للبلاد”، وكذلك “إجراء الانتخابات”، ووفقاً لمسؤول أميركي.

وذكر “أكسيوس”، أن أحد الشروط التي وضعتها الولايات المتحدة والدول العربية لحصول الحكومة السورية الجديدة على “الاعتراف الدولي” هو أن تكون شاملة.

وكان الشرع قال، الأحد، إن عملية إجراء الانتخابات، قد تستغرق 4 سنوات، مشيراً إلى أن وضع دستور جديد، ربما يستغرق 3 سنوات.

من جانبه، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن “الولايات المتحدة في حوار مستمر مع (هيئة تحرير الشام)”، لافتاً إلى أنه “لا يستطيع مناقشة المحادثات الدبلوماسية الخاصة بشكل علني”، لكنه وصفها بأنها كانت “مثمرة” حتى الآن، مضيفاً، أنها “تناولت قضايا محلية ودولية”.

وأعرب المتحدث، عن اعتقاده بضرورة أن تحترم الهيئة “حقوق الإنسان، والحريات الأساسية لجميع السوريين، بما في ذلك الأقليات والنساء”.

وتابع: “سنواصل مراقبة الوضع للتأكد من أن الأفعال تتماشى مع الأقوال”.

اختبار جديد
مثّلت العمليات المسلحة والمظاهرات في مناطق عدة في سوريا، منها حماة وحمص وطرطوس، وهي جزء من المنطقة الساحلية التي تضم العديد من أفراد الطائفة العلوية، أكثر المواجهات دموية التي تواجه الإدارة الجديد منذ الإطاحة بنظام الأسد.

ووفقاً لـ”أكسيوس”، أعرب بعض العلويين وعدد من الأقليات الكردية والدرزية في سوريا، عن مخاوفهم من أن يصبحوا أهدافاً لمثل هذه “الهجمات العنيفة”.

وتزعم عدة مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، أن مسلحين ينتمون لـ”هيئة تحرير الشام” أو قوات الأمن التابعة للحكومة الجديدة، “يضربون ويسبون ويهينون رجالاً علويين أثناء اعتقالهم”، أو “يوجهون تهديدات أخرى لهم”، بحسب “أكسيوس” الذي قال إنه حصل على عدة مقاطع فيديو منها، بما في ذلك بعض المقاطع التي “تُظهر عنفاً واضحاً”، لكنه أشار إلى أنه “لم يتمكن من التأكد من صحتها”.

وفي السياق، قال مسؤول أميركي لـ”أكسيوس”، إن “وزارة الخارجية على علم بهذه المقاطع، وإنها بدأت النظر في تقارير عن مثل هذه الحوادث”.

وذكر المسؤول، أن “الشرع والحكومة الانتقالية الجديدة في دمشق يحاولان السيطرة على الوضع من خلال تفكيك الميليشيات، ودمجها داخل جيش سوري جديد وموحد”.

وتعهد الشرع مؤخراً بـ”حل جميع الفصائل”، بما فيها “هيئة تحرير الشام”، و”دمجها تحت مظلة وزارة الدفاع”، مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان عن “هيكلة الجيش السوري من قِبَل لجنة قيادية عسكرية خلال الأيام المقبلة”.

وشدد المسؤول الأميركي لـ”أكسيوس”، على أن “الحكومة الجديدة بحاجة للسيطرة على الوضع لأن استمرار مثل هذه الحوادث العنيفة قد يزيد من التوترات الداخلية، ويسمح للعناصر المرتبطة بنظام الأسد، أو حتى بتنظيم (داعش)، بإشعال صراع جديد في البلاد”.

ويطالب قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا، الولايات المتحدة والغرب برفع العقوبات التي كانت مفروضة على سوريا في عهد الرئيس السابق بشار الأسد.

والتقى الشرع في دمشق، الأسبوع الماضي، بوفد أميركي برئاسة مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف وذلك للمرة الأولى، وأبلغوه أنه تم إلغاء المكافأة البالغة 10 ملايين دولار والتي كانت الولايات المتحدة قد رصدتها لتسليمه.

ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي افتراضي، بشأن ما إذا كان الشرع قد تغيّر وبات أكثر اعتدالاً، قالت ليف إن الاجتماع الأول مع الشرع كان “جيداً جيداً ومثمر جداً ومفصل”، مضيفةً: “بحثنا قضايا عدة محلية وخارجية، كما بدا (خلال الاجتماع) براجماتياً”.

المصدر: الشرق

شارك هذه المقالة على المنصات التالية