الأربعاء 20 آب 2025

“أنت درزي.. رح نحرقك أنت وموتورك”: انتهاكات جسيمة بحقّ الدروز خلال (نيسان/أبريل – أيار/مايو 2025)

1. الملخص التنفيذي:

يوثق هذا التحقيق الموسع نماذج متكررة من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان؛ والتي شملت القتل خارج نطاق القانون، والاعتقال التعسفي، والتعذيب والمعاملة المهينة، ونهب الممتلكات، والتمييز الطائفي وخطاب الكراهية، في نواحي صحنايا وأشرفية صحنايا وجرمانا (ريف دمشق)، وقرية الصورة الكبرى شمالي السويداء، خلال نيسان/أبريل وأيار/مايو 2025. جرت هذه الانتهاكات في سياق اشتباكات مسلحة بين فصائل محلية (مقاتلين دروز) من جهة، والأمن العام والمجموعات المسلّحة المساندة له من جهة أخرى، في أعقاب انتشار تسجيل صوتي مجهول المصدر يتضمن إساءة للدين الإسلامي ونُسب آنذاك للشيخ الدرزي مروان كيوان، ليتبين لاحقاً أنه ليس صاحب التسجيل.

يركّز التحقيق على توثيق الاعتداءات التي وقعت خلال نيسان/أبريل وأيار/مايو 2025، حيث تعمل “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” على إعداد تقارير موسعة لاحقة تغطي التطورات خلال شهر تموز/يوليو وآب/أغسطس 2025. ويعتمد التحقيق على 16 مقابلة مع ضحايا أو ذويهم وشهود عيان، نزح بعضهم خوفاً من القتل أو الاعتقال، فيما تعيش الأسر المتبقية في حالة مستمرة من الخوف وانعدام الأمان.

بحسب إفادات الشهود والمصادر المحلية، قُتل ما لا يقل عن 119 شخصاً[1] تمكنت “سوريون” من التحقق من بيانات 99 منهم. كما وثقت حالات اختفاء قسري، ورفض السلطات الإفصاح عن مصير المعتقلين، وممارسات إذلال طائفية ونهب ممتلكات خاصة، وسط غياب للمساءلة والمساواة في فرض سيادة القانون.

تكشف المعطيات الموثقة عن بيئة من الفراغ الأمني وغياب حياد “مؤسسات الدولة” بشكل صارخ، ما سمح بظهور فصائل مسلحة متقابلة على أسس طائفية، وأسهم في إضعاف الثقة بالسلطات وزيادة هشاشة الوضع الأمني. وتشير خطورة الانتهاكات وتكرارها من الجهات العسكرية المرتبطة بالسلطات الانتقالية في دمشق، إلى احتمال كبير بارتكابها كجزء من سياسة أوسع لاستهداف الدروز، ما قد يرقى إلى حدّ جرائم حرب و/أو الجرائم ضد الإنسانية.

2. منهجية التحقيق:

أجرت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” أبحاثاً ميدانية ومكتبية مكثفة بين 18 أيار/مايو و30 حزيران/ يونيو 2025، شملت إجراء مقابلات معمّقة مع 16 شخصاً من الضحايا أو أقاربهم إضافة إلى شهود عيان، 7 منهم كانوا يقيمون في المناطق التي تعرضت للاعتداء أثناء الأحداث، والبقية كانوا نازحين قسراً يقيمون في مناطق أخرى في السويداء أو غادروا سوريا بعد الأحداث (لبنان، دول الاتحاد الأوروبي).

أجريت المقابلات عبر الإنترنت، عن طريق تطبيقات تواصل آمنة. وخلال أخذ موافقاتهم المستنيرة، اطلع جميع من قابلناهم على الطبيعة الطوعية للمقابلة، وسبل استخدام المعلومات التي شاركوها، بما في ذلك نشر هذا التحقيق، فآثرت المصادر إخفاء هوياتهم أو أي معلومات قد تدل عليها، حيث تم استخدام أسماء مستعارة للدلالة على الأشخاص الذين يقتبس التحقيق أجزاء من إفادتهم.

بالإضافة إلى الشهادات، جرى تحليل تقارير مفتوحة المصدر صادرة عن منظمات حقوقية، ووسائل إعلام محلية وإقليمية ودولية، فضلاً عن مراجعة عشرات المقاطع المصورة والصور والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث استُخدم ما تمّ التحقق من صحته في بناء التقرير.

[1]وفق ما قاله “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، في تقرير نشره في 3 من أيار/مايو 2025، فإن الحصيلة النهائية لقتلى الاشتباكات في النواحي الثلاثة في ريف دمشق وصلت إلى 119 قتيلاً، “14 رجلاً من الطائفة الدرزية، أُعدموا ميدانياً وبمسيرة مجهولة، 105 شخصاً من قوات وزارة الدفاع والداخلية، والمسلحين الدروز، ومدنيين قتلوا خلال الاشتباكات والكمائن”.

لقراءة التقرير كاملاً (34) وبصيغة ملف PDF يُرجى الضغط هنا.

نسخة بديلة على الرابط التالي

https://kurd-online.com/wp-content/uploads/2025/08/Serious-violations-against-the-Druze-in-Syria.pdf

المصدر: سوريون من أجل الحقيقة والعدالة