أعلن زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، في تسجيل مصور نُشر اليوم الأربعاء 9 تموز 2025، أن “الكفاح المسلح ضد الدولة التركية انتهى”، مشدداً على ضرورة الانتقال الكامل إلى العمل السياسي في إطار قانوني.
وقال أوجلان، في كلمته المصورة التي بثتها وكالة الفرات للأنباء، إن “المرحلة الحالية تدفعنا إلى بذل خطوات عملية”، مؤكداً أن “هذه المرحلة والخطوات ذات أهمية تاريخية، ولفهمها يجب إظهار حسن النية والتقدم إلى الأمام”.
أوجلان في فيديو مصور يعلن انتهاء الكفاح المسلح بشكل طوعي والانتقال إلى المرحلة القانونية والسياسة الديمقراطية#تركيا #كردستان #أوجلان pic.twitter.com/7dBweBS3bb
— Kurd Online (@kurdonline) July 9, 2025
وأوضح أن “استراتيجية حرب التحرر القومي قد انتهت، بعد الاعتراف بالهوية، وهو ما يعني أن الهدف الأساسي قد تحقق”، مضيفاً: “على هذا الأساس، أتمّت الحركة ميعادها، ومن هنا ضرورة النقد والنقد الذاتي بشكل موسّع”.
وأكد أن “السياسة لا تقبل الفراغ، ويجب صيانة برنامج السلام والمجتمع الديمقراطي عبر قانون شامل، كتكتيك أساسي في المرحلة الجديدة”، مشيراً إلى أهمية تشكيل “لجنة واسعة ومسؤولة داخل البرلمان التركي من أجل نزع السلاح بشكل طوعي وفي إطار قانوني”.
وأشار أوجلان إلى أن هذه التطورات هي نتاج “لقاءاته في إمرالي”، واصفاً إياها بأنها جرت بمحاولات “على أعلى المستويات”، وأنها أسهمت في صياغة “مانفيستو المجتمع الديمقراطي”، الذي عدّه “انتصاراً لمسار بدأ قبل 50 عاماً”، وله “أهمية تاريخية تتجاوز المجتمع الكردي وتشمل المنطقة والعالم”.
كما اعتبر أن حزب العمال الكردستاني “قد تخلى عن هدف بناء الدولة القومية، وبالتالي تخلى عن استراتيجية الحرب”، مضيفاً أن “انتهاء الكفاح المسلح بشكل طوعي والانتقال إلى المرحلة القانونية والسياسة الديمقراطية لا يعني الهزيمة، بل يجب تقييمه على أنه انتصار تاريخي”.
وفي ما يتعلق بآليات نزع السلاح، قال: “سيتم تحديد الطرق المناسبة والقيام بخطوات عملية سريعة”، مشيراً إلى أن حزب “المساواة وديمقراطية الشعوب” سيضطلع بمسؤولياته لإنجاح هذه المرحلة.
وبخصوص حريته الشخصية، شدد أوجلان على أنه لم يضعها في أي وقت كمشكلة، قائلاً: “بحرية الفرد يتحرر المجتمع، وبحرية المجتمع يمكن للفرد أن يتحرر، وهذه الحقيقة لا يمكن تطبيقها إلا بشكل طوعي”.
وأكد أن إيمانه قائم بـ”السياسة وسلام المجتمع لا بالسلاح”، داعياً إلى تطبيق هذا المبدأ، مضيفاً: “أنا متحمّس وذو قرار، وأنتظر انتقاداتكم واقتراحاتكم ودعمكم”.
وفي ختام كلمته، قال: “على أساس قرارات المؤتمر الثاني عشر، والآراء والمقترحات الأخيرة التي ذكرتها في هذه الرسالة، سنسير إلى الأمام ونحقق النصر”.
وكان حزب العمال الكردستاني قد قرر في أيار/مايو 2025 حل نفسه وإنهاء صراعه المسلح مع الدولة التركية بعد أكثر من أربعة عقود من النزاع. ومن المقرر أن يقيم الحزب مراسم لتسليم أول دفعة من الأسلحة في إقليم كردستان بالعراق بين 10 و12 تموز/يوليو الجاري.
وأكد مصدر من الحزب لوكالة “رويترز” أن “مراسم نزع السلاح ستكون بادرة حسن نية تهدف إلى بناء الثقة وتمهيد الطريق أمام الحكومة التركية لاتخاذ المزيد من الخطوات والوفاء بالتزاماتها نحو سلام دائم”، فيما يُتوقع أن تتواصل عملية نزع السلاح خلال الأشهر المقبلة.
النص الكامل لكملة أوجلان:
“الرفاق الأعزاء
حركتنا التي تستند إلى الرفاقية الاشتراكية، تعيش بعض الأزمات في الوضع الحالي.
أرسل مرة أخرى رسالة موسعة واضحة، كطريق لحل هذه الأزمات، وذلك من منطلق واجب أخلاقي.
1ـ في 27 شباط 2025 أطلقتُ نداء السلام والمجتمع الديمقراطي، ولا أزال أدعم هذا النداء.
2ـ قام المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني بالرد بإيجابية على نداء السلام والمجتمع الديمقراطي، وكان هذا الموقف بنظري رداً تاريخياً.
3ـ يجب النظر للوضع الحالي كنتيجة تاريخية وقيّمة، أشكر كل من بذل جهوداً ودوراً فعالاً في هذه المرحلة.
4ـ في ظل التطورات الأخيرة والتحول التاريخي، قمت بتحضير مانفيستو المجتمع الديمقراطي، حيث يعدّ انتصاراً لمنافيستو (طريق ثورة كردستان) الممتد منذ 50 عاماً، وهذا لا يقتصر على المجتمع الكردي التاريخي فحسب، بل أؤمن بأهميته التاريخية للمنطقة وجميع قوى المجتمع العالمي، ليس لدي أي شك أن هذا مثال لانتصار تقاليد المانفيستو التاريخي.
5ـ أستطيع القول بكل صراحة، إن هذه التطورات هي نتائج لقاءاتي في إمرالي، ولكي تكون هذا اللقاءات مستندة إلى الإرادة الحرة، كانت هناك محاولات على أعلى المستويات.
6ـ المرحلة الحالية تدفعنا إلى بذل خطوات عملية، هذه المرحلة والخطوات ذات أهمية تاريخية، ولفهم المرحلة يجب إظهار حسن النية، والتقدم إلى الأمام.
حركة حزب العمال الكردستاني كانت تستند إلى إنهاء إنكار الهوية، وتأسيس دولة مستقلة، انتهاء استراتيجية حرب التحرر القومي، تم الاعتراف بالهوية، لذا تم تحقيق الهدف الأساسي، ومن هذا المنطلق أتمّت الحركة ميعادها، عدا ذلك، عانت الحركة من التكرار والتوجه نحو أزمة، على هذا الأساس ستتم مواصلة النقد والنقد الذاتي بشكل موسّع.
بما أن السياسة لا تقبل الفراغ، فإن استراتيجية برنامج السلام والمجتمع الديمقراطي، “السياسة الديمقراطية”، كتكتيك أساسي، يجب أن يصان بقانون شامل، نتحدث عن مرحلة تحديد مصير من الناحية التاريخية.
في الوقت الراهن يتم تشكيل لجنة واسعة ومسؤولة داخل البرلمان التركي، من أجل نزع السلاح بشكلٍ طوعي وفي إطار قانوني، وهذا أمر بالغ الأهمية، من الضروري أن تكون الخطوات المتخذة حساسة وبعيدة عن المنطق الضيق، أعلم تماماً أن هذه الخطوات لن تذهب سدى، وأرى في هذه الخطوة بادرة حسن نية وأؤمن بها.
لذا تبذل جهود لفتح أبواب جديدة واتخاذ خطوات عملية واضحة.
الأفكار التي طرحتها كعناوين على الشكل التالي:
1ـ إن تحمّل الجميع للمسؤولية، وتحقيق هدف السلام والمجتمع الديمقراطي، لا يتحقق إلا بتبنّي منظور اندماجي إيجابي، وبناءً على ما سبق نستنتج أن حزب العمال الكردستاني قد تخلى عن هدف بناء الدولة القومية، وبالتالي تخلى عن استراتيجية الحرب، أي حلّ نفسه، وفي المرحلة التاريخية الراهنة هناك آمال بتحقيق مزيد من التقدم .
2ـ لجعل عمل اللجنة والمجلس ذا معنى، وإزالة مخاوف الرأي العام، في إطار الإيفاء بالوعود التي التزمنا بها، ينبغي أن يرحب بنزع سلاحكم من قبل الجهات المعنية والرأي العام بشكل طبيعي، وإنشاء آلية إلقاء السلاح ستسهم في تحقيق تقدم في العملية، وانتهاء الكفاح المسلح بشكل طوعي والانتقال إلى المرحلة القانونية والسياسة الديمقراطية.
إن هذا لا يعني الهزيمة، على العكس يجب تقييمها على أنها انتصار تاريخي، وبخصوص إلقاء السلاح سيتم تحديد الطرق المناسبة والقيام بخطوات عملية سريعة.
3ـ حزب المساواة وديمقراطية الشعوب الذي يعمل تحت مظلة البرلمان التركي، سيعمل مع الأحزاب الأخرى، وسيتحمّل جميع المسؤوليات التي تقع على عاتقه لإنجاح هذه المرحلة.
4ـ بصدد حريتي الشخصية التي نصّت عليها جميع القرارات كشرط، أقول، أنتم تعلمون إنني لم أضع حريتي الشخصية كمشكلة في أي وقت، في المعنى الفلسفي لا يمكن فصل الحرية الشخصية عن المجتمع، بحرية الفرد يتحرر المجتمع، وبحرية المجتمع يمكن للفرد أن يتحرر، هذه الحقيقة لا يمكن تطبيقها إلا بشكل طوعي.
يكمن إيماني بالسياسة وسلام المجتمع لا بالسلاح، أدعوكم لتطبيق هذا المبدأ.
أكدت التطورات التي حدثت في الأيام الأخيرة، في المنطقة، مدى أهمية وتنفيذ الخطوات السريعة لندائنا التاريخي هذا.
بخصوص المرحلة أو العملية، أنا في غاية الحماس وأنتظر انتقاداتكم واقتراحاتكم ودعمكم.
أظهرت هذه النقاشات في جميع أنحاء الوطن والمنطقة وعلى المستوى العالمي. إننا، قوى الحداثة الديمقراطية، نملك برنامجاً نظرياً يصل إلى مرحلة استراتيجية وتكتيكية جديدة، أشير من الآن، أنني حالياً في محاولة استعداد، أستطيع أن أقول بكل سرور إنني متحمّس وذو قرار.
ندائي للمرحلة القادمة:
على أساس قرارات المؤتمر الثاني عشر، والآراء والمقترحات الأخيرة التي ذكرتها في هذه الرسالة، سنسير إلى الأمام ونحقق النصر.
سلامي ومحبتي ورفاقيتي اللا نهائية لكم.
19 حزيران 2025
عبد الله أوجلان“.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=71752