الأربعاء, أكتوبر 23, 2024
القسم الثقافي

“استراتيجية المثقف.. تكتيك السلطة” كتاب جديد لإبراهيم اليوسف، يتناول شخصية المثقف السوري

صدر عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر كتاب جديد للكاتب السوري إبراهيم اليوسف في ثلاثة أجزاء بعنوان “استراتيجية المثقف.. تكتيك السلطة”، في 400 صفحة من القطع المتوسط، وبطباعة أنيقة. وقد جاء الكتاب الأول بعنوان: هوية الكاتب وماهية الكتابة. وجاء الكتاب الثاني بعنوان: ثنائية الخطاب والتزييف. أما الكتاب الثالث فقد جاء بعنوان: معادلة المواجهة والسقوط.
ونقلت “العربي الجديد” عن المؤلف قوله أن هناك جزءا آخر من الكتاب ستتم طباعته لاحقاً، يعاين فيه واقع المثقف الكردي بعد امتحان الثورة السورية.
يقول المؤلف: تستحق ثنائية “السياسي والثقافي” الكثير من الاهتمام، من قبل كل من يشتغل في الحقل المعرفي، لا سيما في أي فضاء تنعدم فيه العدالة وقيم المساواة والديمقراطية، وذلك لما للموقف بين طرفي العلاقة من تأثيرعلى رؤى المثقف، وموقفه، ومصداقية ما يقدمه من نتاج ثقافي، ليكون المثقف هنا هو منتج الثقافة في حقول الكتابة والأدب والإبداع والمعرفة، وحتى الفنون بأنواعها: مسرح – تشكيل – موسيقى – سينما إلخ، إذ إن هناك حدوداً، بل معايير، كثيرة يمكن أن يضعها أي مثقف لنفسه، في ما يخص علاقته بالسياسي/ السلطوي، كما أن السياسي المتناول هنا هو المتسلط أو السلطوي، وإن كنا نميّز بين سياسيين: أحدهما مضطهِد، بكسر الهاء، والآخر مضطهَد، بفتحها، وقد يحتل موقع الأول، ويرثه، إن امتلك أدواته، ما دمنا ضمن حدود ذلك الفضاء، مختل القوانين والأنظمة!
ذلك السياسي، وهو التسلطي هنا، ليس له إلا أن يتلمس الخاصرة الرخوة لسلطته، أمام صورة المثقف الحقيقي، مستشعراً الخطورة والهلع، ما يدعوه للاستنفار، لطالما هو غير قادر أن يحقق وظيفته المثلى، أمام صورة المثقف، وقوة تأثير أدواته، وهو يمارس دوره النقدي، لذلك فإن من طبيعة هذا السلطوي أن يكون معنياً بأمر ضرورة استمالة المثقف، أو احتوائه، وتبعيته، على نحو رسمي أو غير رسمي، أي على نحو ديواني، أو دعائي، بهذا الشكل أو ذاك، وإن كان السياسي لا يمكن له أن يعنى بالثقافي إلا إذا تنازل هذا الأخير له عن رسالته، وبدل موقعه من خانة الناقد إلى خانة المبوِّق، وشتَّان ما بين هاتين الخانتين…!

يُعدّ الكتاب بأجزائه الثلاثة أحد الكتب التي عاينت شخصية المثقف السوري مع بدايات انطلاق الثورة السورية، حيث يرى المؤلف أن هناك أصنافاً من المثقفين، منهم من وقف مع أهله، ومنهم من لاذ بالصمت، مقابل من تواطأ ضده، إذ تمت غربلة جبهة المثقفين، أمام محيطهم، ومتابعيهم، على نحو واضح. وهذه الجبهة لم يؤد الكثيرون من المنتمين إليها أدوارهم بالشكل المطلوب.
كما يكشف الكتاب عن وجود الأنموذج الرمادي، ذلك الأنموذج الذي كان يترقب لحظة التحولات كي يعلن وقوفه إلى جانب الأقوى. وقد كانت محنة هذا الأنموذج أنه انخدع بالوقائع أكثرمن مرة، لذلك فقد كان موقفه زئبقياً. وهو لا يبحث في المحصلة إلا عن مكاسبه باعتباره ضحية إمعية لا أكثر.
ويؤكد الناشر أن الأفكار التي جرى طرحها في هذا الكتاب يتم تناولها بجرأة في التشخيص، بعكس بعض البحوث والدراسات السريعة أو حتى المتأنية منها التي تناولت حدث الثورة السورية وراحت تتجاهل التشخيص أو تميل إلى التعمية من خلال التغطية على سوءات بعض المثقفين والتعرض للحظة التناول بعيداً عن الماضي والمستقبل، أي أنها معالجة تتناول الموضوع من خلال المزاج المتقلب نتيجة ظروف حالة الحرب، وبهذا فإن هذا الكتاب يثير من جديد حواراً مهماً بهذا الخصوص، قد نختلف خلاله مع مضمون ما جاء في هذه القراءات أو نتفق معها..!
الجدير بالذكر أنه صدر لليوسف، وهو شاعر وناقد كردي من مدينة قامشلي يقيم في ألمانيا، حوالي خمسة وعشرين كتاباً تنوعت ما بين الشعر والنقد والرواية والدراسة، ويأتي هذا الكتاب كأحد أبرز أعماله الجديدة في إحدى القضايا الحساسة والإشكالية.

الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *