وصف المتحدث باسم الأمم المتحدة غرق قارب على متنه مهاجرون قبالة السواحل السورية بالمأساة التي تفطر القلب، وفقاً لموقع الأمم المتحدة.
جاء ذلك ردّا على سؤال خلال المؤتمر الصحفي اليومي من المقر الدائم بنيويورك بشأن “جنوح قارب يحمل مهاجرين ولاجئين قبالة السواحل السورية” والذي تسبب بوفا العشرات.
وبحسب ما ورد انطلق القارب باتجاه أوروبا يوم الثلاثاء من مرفأ مدينة الميناء، بالقرب من مدينة طرابلس، بشمال لبنان، وعلى متنه ما بين 120 و170 مهاجراً ولاجئاً، معظمهم سوريون ولبنانيون وفلسطينيون. وكان من بين الركاب نساء، وأطفال، ورجال، وشيوخ.
وقال الناطق الرسمي ستيفان دوجاريك للصحفيين أمس الجمعة إن الأسوأ من ذلك هو “أننا نعلم أنه يمكن منع مثل هذه الحوادث إذا أدارت الدول تدفق الأشخاص والمهاجرين واللاجئين بطريقة منسقة. إذا لم يُترك تنقل الأشخاص بيد العصابات الإجرامية والمهربين.”
وفي تغريدة على حسابها على تويتر، قالت وكالة الأونروا إن تقارير تفيد بوجود عدد من لاجئي فلسطين على متن القارب الذي انطلق من شمال لبنان وغرق قبالة السواحل السورية.
وقالت الأونروا: “الوصول إلى قرار ركوب قوارب الموت هذه ليس أبدا بالقرار السهل. هو دلالة أُخرى على الوضع المزري الذي وصل إليه الناس في لبنان حيث أصبحوا يعرضون حياتهم للخطر بحثا عن الأمان والكرامة لهم ولعائلاتهم.”
وفي بيان مشترك صادر بعد ظهر يوم الجمعة بتوقيت نيويورك، قالت الأونروا والمنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين إن “حطام السفينة قبالة الساحل السوري في وقت متأخر من يوم الخميس هو ببساطة مأساوي.”
أما المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، فقال هذا ببساطة مأساوي. لا أحد يقرر ركوب قوارب الموت هذه بسهولة. يتخذ الناس هذه القرارات المحفوفة بالمخاطر، ويخاطرون بحياتهم بحثا عن الكرامة.”
وشدد قائلا: “ينبغي علينا أن نفعل المزيد لتوفير مستقبل أفضل والتصدي للشعور باليأس في لبنان وفي جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك بين لاجئي فلسطين”.
واستجابةً لزيادة عمليات المغادرة عن طريق البحر من المنطقة خلال الأشهر الماضية، تدعو المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والأونروا الدول الساحلية إلى “زيادة الجهود لبناء قدرتها على تقديم خدمات البحث والإنقاذ والعمل على ضمان إمكانية التنبؤ في تحديد أماكن الإنزال الآمنة.”
غير أن الوكالات الثلاث سلطت الضوء في بيانها المشترك على “أهمية اتخاذ إجراءات للتصدي للأسباب الجذرية لهذه التحركات وأهمية أن يعزز المجتمع الدولي، بما يتماشى مع مبدأ تقاسم المسؤولية، الوصول إلى مسارات بديلة أكثر أمانا لمنع الأشخاص من اللجوء إلى الرحلات المحفوفة بالمخاطر.”
“يجب أيضا تقديم المزيد من الدعم الإنساني والإنمائي إلى أولئك النازحين والمجتمعات المضيفة في جميع أنحاء المنطقة للمساعدة في وقف معاناتهم وتحسين ظروفهم المعيشية وفرصهم.”
“في حال الإخفاق في القيام بذلك، فسيستمر اللاجئون وطالبو اللجوء والمهاجرون والنازحون داخليا في القيام برحلات خطرة بحثا عن الأمان والحماية وحياة أفضل.”
وفي وقت لاحق أيضا، أصدرت منظمة اليونيسف بيانا ذكرت فيه أنه في الأشهر القليلة الماضية، شهد لبنان ارتفاعا في مثل هذه المحاولات اليائسة للبحث عن الأمان وحياة أفضل في بلدان أخرى والتي خلّفت العديد من القتلى.
وأوضحت أنه في وقت سابق من هذا الشهر، أفادت تقارير بأن “ثلاثة أطفال ماتوا بسبب الجفاف أثناء فرارهم مع أسرهم.” إذ دفعت سنوات من عدم الاستقرار السياسي والأزمة الاقتصادية في لبنان العديد من الأطفال والأسر إلى الفقر مما أثر على صحتهم ورفاههم وتعليمهم.
المصدر: موقع الأمم المتحدة
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=8069