بير رستم
قتلتنا الشعارات؛ كلما أقرأ بعض كتابات المؤدلجين – ونادراً ما أقرأ لهؤلاء – تقفز لدماغي العبارة السابقة عن القتل من خلال الشعارات، طبعاً هو ليس قتلاً مادياً مباشراً للشخص، لكن ربما ما هو أسوأ حيث قتل الشخصية والفردية أو الاستقلالية؛ بأن تكون ذي تفكير حر، وذلك لصالح الجماعة الأيديولوجية التي تتبع لها – ولم نقل القطيع – كي لا يتحسس البعض من تلك المفردة مع أن استخدامها هنا بالمعنى السياسي وليس الكائني “الحيواني”، مع إحترامنا لأصحاب الفكر الأيديولوجي كآدميين وليس لفكرهم المؤدلج.
ما دفعنا للقول السابق؛ هو رؤيتنا وقراءتنا لبعض هؤلاء وهم يبيعوننا شعاراتهم عن الثوروية النضالية وحتمية الثورة والتاريخ، مما يذكرنا بآباء اليسار والماركسيين اللينينيين في بداية شبابنا ومراهقتنا السياسية ونحن نشتري كل كتاب مغلف باللون الأحمر ونحمله لنزين بها رفوف مكتباتنا، دون أن نقرأه طبعاً – ع الاقل أغلبها – معتقدين بأن شرائنا لتلك الكتب وحفظ بعض مقولاتها سوف تسقط الرأسمالية وتشيد المجتمع الإشتراكي الشيوعي وكانت النتيجة صدمتنا بالواقع حيث كان إنهيار الاتحاد السوفييتي وكل المنظومة الإشتراكية، لكن يبدو أن تجارب التاريخ لم تعلم الكثيرين وبالأخص أصحاب الفكر الأيديولوجي حيث كل مرة يبدلون الصبغة؛ من الإسلام إلى الإشتراكية والشيوعية وصولاً ل”الديمقراطية”، لكن دائماً تكون النتيجة نفسها حيث الكوارث والقمع وكم الأفواه والسير خلف المرياع والوقوع في الهاوية على طريقة قطيع بانورج.
نعم هؤلاء قتلتهم الشعارات وهم بدورهم يقتلون مجتمعاتهم وشعوبهم وذلك من خلال صبغ الجميع بلونهم الأيديولوجي. بالمناسبة؛ الطرشي -يعني المخلل – في السليمانية يصبغ باللون الأخضر على لون علم الاتحاد الوطني، بينما في أربيل يلون باللون الأصفر؛ علم البارتي والبارزانيين.. ولا تستغربوا أن تأكلوا المخلل في قامشلو باللون الأحمر؛ لون الرفاق الآبوجيين.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=74214