شارك وفد من الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية في مؤتمر حزب العمال البريطاني الذي عقد الإثنين في مدينة ليفربول.
ونظمت على هامش المؤتمر ندوة تحت عنوان “القضية الكردية وتركيا بعد الانتخابات الرئاسية” شارك فيها كل من ممثل الإدارة الذاتية في أوروبا، الدكتور عبد الكريم عمر، عضو البرلمان عن حزب العمال البريطاني، لويد راسل مويل، عضو البرلمان عن حزب “شين فين” الآيرلندي الشمالي، جون فينوكين، عضو البرلمان عن حزب اليسار الأخضر التركي، جنكيز تشاندار، وعضو حزب الشعوب الديمقراطي، السيدة نوران.
وتحدث الدكتور عبد الكريم خلال الندوة مقدماً لمحة عن الإدارة الذاتية ومناطق شمال وشرق سوريا، لافتاً إلى أن “الإدارة الذاتية تدير ما مناطق واسعة تقارب من ثلث مساحة سوريا، ويقطن في تلك المناطق حوالي خمسة ملايين شخص. والإدارة الذاتية تم الإعلان عنها في عام ألفين وأربعة، وذلك بمشاركة جميع مكونات المنطقة، وهي تضمن حرية الدين والمعتقد، كما أنها تكفل حقوق المرأة والمشاركة الفاعلة لها في كافة مناحي ومجالات الحياة، وفي عملية صنع القرار وإدارة المنطقة عبر تطبيق نظام الرئاسة المشتركة”.
وأضاف عمر أن لديهم مشروعاً واضحاً للحل السياسي في سوريا، وأن الإدارة الذاتية يمكن أن تصبح نموذجاً للحل في عموم البلاد، مضيفاً “أن هدفنا هو بناء نظام لا مركزي في سوريا، يحترم الديمقراطية والتعددية، وتكون حقوق جميع المواطنين مصانة بموجب دستور مدني جديد، يلبي مطالب وتطلعات جميع المكونات السورية”.
كذلك لفت عمر إلى الحرب التي تخوضها الإدارة الذاتية لمكافحة الإرهاب، قائلاً “إننا نخوض حرباً مفتوحة مع تنظيم داعش الإرهابي منذ سنوات، وبالرغم من أننا استطعنا إلحاق الهزيمة العسكرية بهذا التنظيم، بعد تقديم آلاف الشهداء والجرحى، لكن خطر التنظيم لا يزال ماثلاً، وذلك من خلال خلاياه النائمة وأيديولوجته المتطرفة التي يعمل على الترويج لها في المناطق التي ينشط فيها”.
وفي هذا السياق، أشار ممثل الإدارة الذاتية في أوروبا إلى أنه “هناك اثنا عشر ألفاً من عناصر داعش في المعتقلات بشمال وشرق سوريا، إلى جانب حوالي ستين ألفاً من أفراد عوائلهم داخل المخيمات، وإذا لم يتعاون المجتمع الدولي مع الإدارة الذاتية ويستجب لنداءاتها لإيجاد الحلول المناسبة لقضية هؤلاء، فإنها ستبقى قنبلة موقوتة تهدد بالانفجار في أية لحظة، وسيكون لذلك تبعات خطيرة ليس فقط على المنطقة بل على العالم أجمع”.
كذلك تطرق عمر إلى الهجمات التركية والمحاولات التركية المستمرة للنيل من الإدارة الذاتية، قائلاً “إن الدولة التركية تسعى منذ تأسيس الإدارة الذاتية للنيل منها، وفي البداية بذلت مساعي كثيرة على هذا الصعيد عبر المجموعات المرتزقة، كتنظيم داعش وغيره، وبعد أن فشلت في تحقيق هذه الأهداف عن طريق الاعتماد فقط على المرتزقة، أطلقت العنان لآلتها الحربية العدوانية وشنت عدة غزوات على مناطقنا، تارةً بالاتفاق مع روسيا كما حصل في عفرين، وتارةً عبر الضوء الأخضر الأمريكي كما جرى في سري كانية وكري سبي”.
وبشأن الانتهاكات المرتكبة في المناطق المحتلة، قال عبد الكريم عمر “مع احتلال الدولة التركية لمناطق عفرين وسري كانية وكري سبي، تم تهجير الآلاف من سكان تلك المناطق، ويواصل النظام التركي انتهاكاته اليومية من أجل إجبار من تبقى من السكان الأصليين على الهجرة والنزوح، ويقوم في الوقت عينه بالعمل على سياسة التغيير الديموغرافي لترسيخ نفوذه وإدامة احتلاله لتلك المناطق”.
كما ذكر بأن “جيش الاحتلال التركي يواصل بشكل يومي شنّ هجماته العدوانية على مختلف مناطق شمال وشرق سوريا، سواء عبر القصف المدفعي أو طائرات الدرون، ما يتسبب في سقوط ضحايا من المدنيين، وضحايا في صفوف المسؤولين المدنيين والمسؤولين في قوات الأمن الداخلي “الأساييش” وقوات سوريا الديمقراطية”.
ولفت في هذا السياق إلى “تصعيد الاحتلال التركي لهجماته على مناطق الإدارة الذاتية خلال الأيام الأخيرة”، قائلاً “إن الدولة التركية تشنّ منذ الرابع من تشرين الأول هجمات عدوانية وحشية، مستهدفة بشكل رئيس المرافق الخدمية والبنى التحتية، مثل محطات النفط والغاز وتوليد الطاقة الكهربائية، الأمر الذي تسبب في انقطاع هذه الخدمات الأساسية عن الملايين من المواطنين”.
وشدد عمر على ضرورة أن يتحرّك المجتمع الدولي لوضع حدّ للانتهاكات التركية، قائلاً “إن هذه الاعتداءات التركية ترقى إلى مستوى جرائم الحرب، وفقاً للقوانين الدولية واتفاقيات جنيف الأربع لعام 1954، والبروتوكولين الإضافيين لعام 1977، التي تدعو إلى حماية المدنيين والمرافق الحيوية خلال النزاعات، ولهذا تقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤوليات قانونية وأخلاقية وإنسانية، عليه أن ينهض بها ويتحرّك للجم الانتهاكات التركية البربرية”.
ودعا عمر حزب العمال البريطاني إلى دعم الإدارة الذاتية، قائلاً “يمكن لحزب العمال البريطاني أن يلعب دوراً فاعلاً على صعيد دعم الإدارة الذاتية سياسياً، وكذلك دعمها على صعيد الحرب التي تخوضها ضد الإرهاب، وفي الوقت نفسه ممارسة كافة أشكال الضغط الممكنة من أجل وضع حدّ للانتهاكات الممارسة بحق مواطني شمال وشرق سوريا”.
كذلك أشار عبد الكريم عمر إلى أن العمال البريطاني يمكن أن يلعب دوراً لإطلاق حوار بين الإدارة الذاتية وتركيا، قائلاً إنهم منفتحون دائماً على الحوار مع جميع الأطراف، ويعتقدون أنه السبيل الأنجع لحل كافة القضايا الخلافية وإزالة إية إشكاليات قائمة.
المصدر: دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=31253