البيان الختامي للمنتدى السوري للحوار الوطني في مدينة الرقة
انتهى المنتدى السوري للحوار الوطني الذي نظَّمه مركز روج آفا للدراسات، الخميس 27 – 2- 2025، في مدينة الرقة، والذي حمل شعار “نحو سوريا حرة تعددية ديمقراطية”.
وخرج المنتدى في ختامه بجملة من التوصيات والمخرجات، وذلك في بيان ختامي جاء في نصه: تواجه المجتمعات على امتداد الجغرافيا السورية، تحديات اقتصادية وسياسية وأمنية معقدة، نظام الحكم الاستبدادي على مدار أكثر من ستين سنة حوَّل البلاد من خلالها إلى دولة فاشلة على الرغم من إرثها التاريخي العريق وغِناها بالموارد الطبيعية، وبدلاً من تأسيس دولة المواطنة، كما ينص الدستور الذي وضعه هذا النظام، قام بإنشاء الدولة الموازية التي قمعت الحريات وانتهكت الحقوق وسرقت الموارد المالية للبلاد وفقاً لقوانين الأوليغارشية التي تسلطت على البلاد، وفي النهاية سقطت منظومة الاستبداد في سوريا بفضل تضحيات وجهود المئات من القوى الوطنية السورية من كافة المكونات وفي مختلف المناطق السورية.
وأضاف البيان: تشهد سوريا في الوقت الراهن إرهاصات تَشكُّل نظام سياسي وإداري جديد، وتعمل مختلف القوى الوطنية السورية على طرح وجهات نظر ومقترحات حول المرحلة الانتقالية التي تمر فيها البلاد، وأبدت السلطة الجديدة في دمشق مؤشرات على انفتاحها على الحوار الداخلي لكن على الرغم من ذلك لا تزال حالة من عدم الثقة إزاء هذه المرحلة تسيطر على غالبية المجتمعات السورية، وتبدو معظم القِوى عاجزة عن بناء الثقة فيما بينها، حيث تبدو الذهنية الإقصائية لا تزال تسيطر على الخطاب السياسي لدى الكثيرين.
وتابع: في سبيل تقريب وجهات النظر بين النُخب السياسية السورية، ومنع الذهنية الإقصائية من التحكم بالمرحلة الانتقالية، وانطلاقاً من قناعتنا بضرورة استمرار الحوار الوطني وبناء نظام سياسي جديد يحظى فيه جميع السوريين بحقوقهم وفقاً لمبادئ العدالة ومقومات الهوية الوطنية شاركنا في أعمال المنتدى السوري للحوار الوطني نحو سوريا ديمقراطية حرة تعددية، بمشاركة نُخبة من المثقفين والأكاديميين ورجال الدين والنساء والشباب والفنانين وجميع فئات وتوجهات المجتمع من كافة المكونات السورية للتشاور فيما بيننا حول طبيعة وشكل المستقبل الذي نطمح إليه جميعاً في سوريا الجديدة، وإبراز إرادة الشعب السوري لتحديد أُسس بناء التوافق الوطني السوري، من خلال تبادل الآراء حول الأوضاع السياسية التي تشهدها سوريا، ومناقشة أبرز التحديات التي تواجه قضية الحوار الوطني السوري، واقتراح الحلول الممكنة للأزمات المختلفة.
وفي ختام أعمال هذا المنتدى توصلنا إلى مجموعة من الأفكار والمقترحات نقدمها لكل من الرأي العام والمعنيين صناع القرار في دمشق ومناطق الإدارة الذاتية، واستناداً إلى هذا الأمر نؤكد على ما يلي:
1. إنَّ عملية الحوار الوطني السوري بدون مراعاة مبادئ ديمقراطية وأُسس وطنية واضحة يتوافق عليها جميع السوريين لن تتكلل بالنجاح وستتسبب باستمرار أزمات البلاد.
2. ترفض الإملاءات الخارجية على عملية الحوار الوطني السوري، والتي تستهدف إقصاء أحد المكونات وترسخ خطاب الكراهية بين السوريين.
3. إنَّ قوة سوريا تكمن في تنوع مكوناتها، ولا يمكن الاستجابة لهذا التنوع إلا بتطبيق اللامركزية في إدارة البلاد فهي الضمانة لتحقيق السلام الداخلي الذي يُعد شرطاً رئيسياً لرفع العقوبات عن سوريا وتحقيق التعافي الاقتصادي للبلاد.
4. يجب ألا تتناقض الهوية الوطنية الجامعة مع الهويات المحلية والفرعية، كونه لكل مكون دور مؤثر في التاريخ السياسي الحديث، لذلك يتوجب الإقرار رسمياً بهذه الحقيقة وإشراكهم بفعالية في عملية إعادة بناء نظام الحكم وإعداد الدستور في سوريا الجديدة.
5. نشدد على تطبيق العدالة الانتقالية المعالجة تداعيات الظلم الذي تعرَّض له السوريون مُنذ تأسيس الدولة السورية، ورد الحقوق إلى أصحابها بأي وسيلة ممكنة.
6. نؤكد على ضرورة العودة الطوعية والأمنة لكافة المهجرين والنازحين إلى مناطقهم، وتقديم الدعم اللازم لهم لتحقيق أمنهم الإنساني.
7. إنَّ الظلم الذي تعرضت له غالبية المجتمعات السورية، والتنوع الثقافي والعرقي الذي تمتاز به سوريا، يفرض صياغة عقد اجتماعي بمشاركة كافة المكونات السياسية والاجتماعية دون إقصاء أحد، واعتبارها مرجعية وحيدة لصياغة الدستور الجديد للبلاد.
8. كان للمرأة مشاركة مهمة في الثورة السورية ودور مؤثر في حماية المجتمعات المحلية، وترفض أي انتقاص من حقوقها أو حرمانها من أي منصب سيادي أو إداري في مختلف المؤسسات الرسمية والمدنية.
9. لإقليم شمال وشرق سوريا خصوصية تاريخية وسياسية واجتماعية وثقافية، وترفض إقصاء مؤسساته من عملية بناء النظام السياسي والإداري والاقتصادي والثقافي في سوريا الجديدة.
10. الثروات الوطنية مُلك لجميع السوريين، ويجب أن يتشارك السوريون في إدارتها وفقاً لمبادئ العدالة، وبما يخدم عملية التنمية ورفاهية جميع المواطنين في مختلف المناطق السورية.
11. نُشدد على ضرورة انسحاب القوات المحتلة من الأراضي السورية.
12. ندعو لتشكيل جبهة وطنية ديمقراطية جامعة لكل السوريين.
13. اتفق المشاركون على تنظيم منتديات وندوات حوارية في مختلف المناطق السورية لمناقشة مستقبلهم.
14. أكد المشاركون على دور منظمات المجتمع المدني والحركات الشبابية والنسوية.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=63763