الثلاثاء, أكتوبر 22, 2024
أخباررئيسيروج آفا وشمال شرق سوريا

“الخلايا النائمة” رأس الحربة في استراتيجية “داعش” القتالية لإحياء “الخلافة”

مصطفى مصطفى – باحث في مركز الفرات للدراسات

 

ملخص:

    تتناول هذه الدراسة المرحلة التي تلت الهزيمة الجغرافية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على يد قوات سوريا الديمقراطية، والتحالف الدولي في آذار/مارس 2019. حيث تم التركيز على الاستراتيجية التي اتبعها التنظيم في شمال وشرق سوريا عقب انحسار المساحات الجغرافية التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق، وذلك بالتوجه إلى إعلان ما تسمى بـ “غزوات الاستنزاف” والاعتماد على خلاياه النائمة المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة (الفصل الأول).

   بالإضافة إلى ذلك، فإن الدراسة تسلط الضوء على العوامل العديدة التي ساهمت ولا تزال تساهم في صعود التنظيم، وتشكّل ثغرات وفرص تستغلها خلاياه النائمة في ممارسة نشاطها وتنفيذ عملياتها الإرهابية. وتبحث أيضاً في سياسة واستراتيجية قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي في التعامل مع داعش بعد الإعلان عن هزيمة التنظيم عسكرياً عام 2019، لتصل في خاتمتها إلى عدة نتائج وتوصيات بناءً على ما جاء في صلبها (الفصل الثاني).

مشكلة الدراسة

تتمثل مشكلة الدراسة في تحديد وبيان خطر الخلايا النائمة التابعة لتنظيم داعش في سوريا، سيما في شمال شرقها، حيث المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي إبّان توسع نفوذه في كلّ من سوريا والعراق، والتي انتهت سيطرته عليها نتيجة جهود قوات سوريا الديمقراطية بمساندة التحالف الدولي ضد داعش في آذار/مارس 2019، خاصة بعد زيادة نشاط وعمليات تلك الخلايا في عموم المنطقة والعالم أيضاً. ما جعل الحرب ضد التنظيم تدخل مرحلة جديدة وأكثر تعقيداً، نتيجة اعتماد الأخير على خلاياه النائمة لاستمرارية وجوده، وزيادة نشاطه وهجماته، في ظل توافر عوامل عدة منحته متنفساً، لتشكّل تلك الخلايا حجر الأساس لعودة “خلافة التنظيم” من جديد.

لذا، يمكن إيجاز مشكلة الدراسة بالسؤال الرئيسي التالي:

كيف شكّلت الخلايا النائمة التابعة لتنظيم داعش الإرهابي رأس حربة في استراتيجيتها العسكرية لإعادة إحياء “الخلافة”، وما هي العوامل المساعدة؟

والأسئلة الفرعية التالية:

ما هو شكل الاستراتيجية القتالية الجديدة لداعش؟
ما أهمية الخلايا النائمة ضمن تلك الاستراتيجية؟
هل هناك علاقات أو ترابط بين الخلايا النائمة وركائز تركة داعش الأخرى؛ النساء والأطفال في المخيمات وعناصره في مراكز الاحتجاز؟
كيف تشكّل المناطق المحتلة من قبل تركيا في شمال غرب سوريا بيئة آمنة لتنظيم داعش وداعمة لخلاياه في شمال وشرق سوريا؟
ما هي العوامل المحلية والإقليمية والدولية التي تساعد في صعود التنظيم وتؤدي إلى إضعاف جهود محاربته؟
هل الجهود التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية بمساندة التحالف الدولي ضد خلايا التنظيم كافية أم لا؟
أهمية الدراسة:

تكمن أهمية هذه الدراسة في تسليط الضوء على جزء مهم من تركة داعش البشرية في مناطق شمال وشرق سوريا وهو الخلايا النائمة لتنظيم داعش الإرهابي، خاصة أن هذه الخلايا تشكّل نقطة انطلاق لمشروع داعش في عودة “الخلافة” من جديد. وذلك في ظل إهمال ملف داعش بشكل عام من قبل المجتمع الدولي نتيجة التوترات والصراعات الدولية التي يشهدها العالم، والتي تساهم بشكل أو بآخر في صعود التنظيم وزيادة نشاط خلاياه النائمة.

أهداف الدراسة:

تتلخص أهداف الدارسة في النقاط التالية:

توضيح استراتيجية تنظيم داعش بعد هزيمته الجغرافية عام 2019 في شمال وشرق سوريا.
التأكيد على أن تنظيم داعش لم ينته بانتهاء سيطرته الجغرافية.
البحث في ماهية وهيكلية ونشاط الخلايا النائمة التابعة للتنظيم في سوريا.
بيان أهمية الخلايا النائمة بالنسبة للتنظيم ومكانتها ضمن استراتيجيته الجديدة.
منهجية الدراسة:

اعتمدنا في هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، عبر تحديد وتعريف خصائص الخلايا النائمة التابعة لتنظيم داعش في سوريا، ووصف عملها ونشاطها وأهميتها ضمن استراتيجية التنظيم كما هو موجود في الواقع. وتوضيح العوامل التي تساعدها كيفاً وكماً وبيان خصائصها وطبيعة وظيفتها ومكانتها، بالاعتماد على البحث الميداني والاستناد إلى الإحصاءات التي تعتمد على مصادر مفتوحة ومغلقة.

مخطط الدراسة

الفصل الأول: استراتيجية داعش القتالية بعد سقوط “الخلافة” في سوريا

المبحث الأول: تغيير استراتيجية داعش القتالية

أولاً: خلايا داعش النائمة ونشاطها في شمال وشرق سوريا

ثانياً: اعتماد “غزوات الاستنزاف”

ثالثاً: الهجوم على “سجن غويران”

المبحث الثاني: العلاقة القائمة بين الخلايا النائمة وركائز التركة الأخرى

أولاً: عمليات التواصل بين الخلايا النائمة وعائلات التنظيم في المخيمات

ثانياً: تلقي الخلايا النائمة أوامرها من المناطق المحتلة من قبل تركيا

الفصل الثاني: العوامل المساعدة لعودة “الخلافة”  

المبحث الأول: العوامل الإقليمية- الدولية

أولاً: إعلان أمريكا القضاء كلياً على التنظيم عام 2019 وظهور جائحة كورونا

ثانياً: الحرب الأوكرانية-الروسية

ثالثاً: اعتداءات الدولة التركية المستمرة ضد مناطق شمال وشرق سوريا

رابعاً: “حرب غزة”

المبحث الثاني: العوامل المحليّة

أولاً: تأخر الحل السوري (انقسام سوريا إلى مناطق نفوذ سهّل تحركات الخلايا)

ثانياً: إثارة النعرات الطائفية في دير الزور

ثالثاً: عدم كفاية جهود مكافحة التنظيم

الخاتمة: النتائج والتوصيات

المصدر: مركز الفرات للدراسات

الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين

شارك هذه المقالة على المنصات التالية