الدكتور نبيل العتوم: حصول إيران على مرفأ اللاذقية تهديد لروسيا ومأزق للأسد

قال الدكتور نبيل العتوم، الخبير في الشؤون الإيرانية، في حال حصول إيران على مرفأ اللاذقية سيكون تهديداً كبيراً للمصالح الروسية خاصة ان ذلك يأتي بالقرب من قاعدة حميميم الروسية بالإضافة الى قربها من ميناء طرطوس التي تتواجد فيها قاعدة بحرية روسية.

ونشرت صحيفة “تايمز” تقريراً قالت فيه أن “إيران تستعد للسيطرة الكاملة على ميناء سوريا التجاري الرئيسي بغية تأمين طريق تجاري من طهران إلى البحر المتوسط “، وبحسب ما أفادت به الصحيفة البريطانية ” إن روسيا ليست لديها رغبة في رؤية إيران على مقربة منها”

وفي حديث مع موقع “تموز نت” قال الدكتور نبيل العتوم، “إيران تسعى في إستراتيجيتها الى محاولة تدشين بما يسمى بالكوريدور الإيراني الذي يمتد من إيران مروراً العراق إلى سوريا والبحر الأبيض المتوسط وما يعرف عنه بـ (رحلة الأمل) كما أطلق عليها حبيب الله سياري قائد البحرية الإيرانية كل ذلك يأتي مع انسجام مشروع إيران نحو دولة إقليمية بحلول 2030”.

“إيران تسعى لتحقيق 3 أهداف”

وأضاف العتوم أن “إيران تطمح الآن بتحقيق المكاسب جراء ما قدمته الى سوريا ونظام بشار الأسد على وجه التحديد وتطمح الى تحقيق 3 مرتكزات أساسية الأول الحصول على مرفأ اللاذقية باعتباره بوابة مهمة لتدشين الكوريدور الإيراني، الهدف الآخر هو جني المزيد من المكاسب عن طريق توقيع عدة اتفاقيات مع رأس النظام السوري فيما يتعلق بقطاع النفط والغاز والاتصالات والتعليم، والهدف الثالث هو الانخراط فيما يسمى بمشاريع مهمة محورية في إعادة أعمار سوريا”.

“الأسد في مأزق.. وصفقة روسية- إسرائيلية”

وأشار العتوم، أنه في حال حصول إيران على مرفأ اللاذقية سيزيد من حدة الحالة الصراعية ما بين روسيا وإيران من ناحية وسوف تدخل إسرائيل على هذا الخط.

ورأى العتوم “ربما هذا سيدخل نظام بشار الأسد في مأزق حقيقي خاصةً أن النظام يستشعر قرب صفقة روسية – إسرائيلية من خلال التفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية وفق 3 مسارات أساسية”.

وقال “المسار الأول خروج القوات الإيرانية من سوريا مقابل رفع عقوبات جزئية عن الجانب الإيراني الذي يتعرض لتضيق الخناق منذ فرض وجبتين من العقوبات الأمريكية عليه”.

وأضاف العتوم أن “بالنسبة لروسيا هو إخراج جميع القوات الأجنبية بما فيها الميليشيات الإيرانية وطبعا بعد زيارة نتنياهو الأخيرة الى روسيا تحدث خلال مؤتمر صحفي عن اتفاق واضح وصريح بين روسيا وإسرائيل بخروج القوات الإيرانية على وجه التحديد وربما هذا يشكل خطراً كبيراً بالنسبة لرأس النظام السوري وأيضا النظام الإيراني الذي يريد تحقيق أكبر قدر من المكاسب وهذا ما دعا آية الله خامنئي أن يرسل علي اكبر ولاياتي مستشار العلاقات الدولية للتفاهم مع الروس حول هذه التصريحات وكانت هناك حملة منسقة غير مسبوقة من جانب الإعلام الإيراني الذي اتهم روسيا بتعدي الخطوط الحمراء ووصفت الرئيس بوتين بعراب الصفقات وبزعيم المافي”.

“روسيا مستعدة للتضحية بالأسد”

ولفت العتوم أن “روسيا لا تشارك إيران بعدد من السياسات فيما يتعلق بالأزمة السورية وربما روسيا مستعدة بالتضحية برأس نظام بشار الأسد والمجيء بشخصية قد تكون عسكرية مع الاحتفاظ بشكل النظام السوري وهذا ما يعتبرونه الإيرانيين خطر كبير عليهم  خاصة إن شخص بشار الأسد هو الضامن لتحقيق اكبر قدر من المكاسب للنظام الإيراني”.

وأضاف أن روسيا  تسعى في “الوقوف ضد الميليشيات الموازية التي قامت إيران بإنشائها أكثر من  34 مليشيا وتعتبرها هذه المليشيات الموازية التي تريد إيران إما بقائها أو جمعها في قوات موحدة على غرار الحشد الشعبي التي تأتمر بأمر إيران وتكون تحت سيطرتها وهذا لا يتوافق مع الجانب الروسي”.

“إذا لم ترضخ إيران سوف يتم رفع الغطاء العسكري الروسي”

وذكر العتوم أن “خيارات روسيا إما من خلال تقديم صفقة الى إيران عن طريق رفع جزئي لهذه العقوبات في حال الانسحاب”.

لكن في حال لم ترضخ إيران للضغوط الروسية في ظل ما تعانيه من عقوبات دولية، قال “على اعتبار ان روسيا هي أحد الدول الضامنة للاتفاق النووي وغير ملتزمة بالعقوبات الأمريكية فان ذلك سيشكل تهديداً كبيراً بالنسبة لإيران”.

ورأى العتوم “إذا لم ترضخ إيران سوف يتم رفع الغطاء العسكري الروسي عن الوجود الإيراني برمته مما يسمح بمزيد من الضربات الإسرائيلية الشاملة على إيران ومراكز نفوذها ومراكز السيطرة وقواعدها”.

“الأسد سيُرضي روسيا في حالة واحدة”

ونوه العتوم أن “وصول الإيرانيين الى ميناء اللاذقية سيشكل خطراً كبيراً على الولايات المتحدة أيضا التي تريد تطويق إيران ومحاصرتها..”.

وقال أن “نظام بشار الأسد سيُرضي روسيا في حالة واحدة وهي عدم منح إيران مزيد من الاتفاقيات والنفوذ وعدم إعطاء مرفأ اللاذقية وعدم تطبيع اقتصادي على حساب المصالح الروسية التي تريد جني المكاسب بعد ما حققته من انتصارات حيث تعتقد روسيا أن كان لها الفضل والدور الأكبر فيه”.

تموز نت