الخميس, نوفمبر 21, 2024

القضاء الفرنسي يحكم على ثلاثة ضباط مقربين من بشار الأسد بالسجن المؤبد لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية

باريس 27 أيار/مايو 2024 – أدانت محكمة الجنايات في باريس ثلاثة مسؤولين سوريين رفيعي المستوى بالتواطؤ في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ضد اثنين من السوريين الفرنسيين وهما باتريك ومازن الدباغ.

وتم الحكم بالسجن المؤبد على علي مملوك وجميل الحسن وعبد السلام محمود للتواطؤ بارتكاب جرائم السجن والتعذيب والإخفاء القسري والقتل والتي تشكل جرائم ضد الإنسانية، وكذلك جريمة سلب الممتلكات التي تعتبر جريمة حرب.

صرح عبيدة الدباغ، أخ مازن وعم باتريك، اللذين خطفا وعذبا وقتلا على يد أجهزة المخابرات الجوية السورية “أنا وعائلتي سعداء جداً بهذا الحكم الذي كنا نأمل الوصول إليه ونعمل بجد من أجله. ورغم أن هذا الحكم لن يعيد مازن وباتريك إلى الحياة، ولكنه بكل تأكيد مبعث راحة كبيرة لنا.”

وقد أصدرت محكمة الجنايات في باريس حكمها بعد أربعة أيام من الاستماع لشهادات الشهود من الخبراء والناجين من سجن مطار المزة، حيث كان مازن وباتريك معتقلان، بالإضافة إلى شهادات الأطراف المدنية عبيدة وحنان الدباغ ومازن درويش بصفته المدير العام للمركز السوري للإعلام وحرية التعبير.

“لا تتناسب هذه الإدانة مع حجم الجرائم المرتكبة ضد باتريك ومازن الدباغ فحسب بل مع العديد من الجرائم المرتكبة ضد سوريين آخرين أيضاً. وستستمر جهود مكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم التي يرتكبها النظام السوري وجميع أطراف هذا النزاع،” بحسب ما صرح مازن درويش، المدير العام للمركز السوري للإعلام وحرية التعبير والأمين العام للفدرالية الدولية لحقوق الإنسان.

وصرحت كليمانس بيكتارت، محامية عائلة الدباغ والفدرالية الدولية لحقوق الإنسان والمركز السوري للإعلام وحرية التعبير  كأطراف مدنية:” لقد سلطت هذه المحاكمة الضوء على التصميم المذهل والشجاعة الفائقة التي يتحلى بها السوريون، وخاصة عبيدة وحنان الدباغ، في سعيهم الدؤوب لمحاربة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة من قبل النظام.” وتابعت: “من الواضح أن هذا النصر  هو نصر لكل السوريين، وللمدافعين عن حقوق الإنسان، ولكل أولئك الذين يطالبون بالعدالة، وفوق كل ذلك، لكرامة الضحايا. فهم جميعاً يستحقون العدالة وقد حصلوا عليها هذا المساء.”

هذه المحاكمة هي الأولى من نوعها في فرنسا فيما يتعلق بالجرائم التي ارتكبها نظام بشار الأسد. والمتهمون هم أيضًا أكبر المسؤولين السوريين الذين تتم إدانتهم بهذه الجرائم على الإطلاق.

كما صرح باتريك بودوان، محامي الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان، المنظمة العضو في  الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، والرئيس الفخري للفدرالية، والذي انتهت ولايته كرئيس للرابطة نهاية الأسبوع الماضي: “هذه محاكمة تاريخية تدين همجية النظام السوري. وهذا الحكم خطوة مهمة على طريق العدالة الدولية ومحاربة الإفلات من العقاب.”

وتم اعتقال مازن وباتريك الدباغ ونقلهما إلى مركز الاحتجاز في مطار المزة العسكري في دمشق، المعروف بظروف الاحتجاز اللاإنسانية وجلسات التعذيب الوحشية. ولم يتم رؤيتهما على قيد الحياة مرة أخرى. وفي تموز/يوليو 2018، عندما أصدرت السلطات السورية شهادات وفاة لهما، علمت عائلة الدباغ بوفاة باتريك ومازن على التوالي في كانون الثاني/يناير 2014 وتشرين الثاني/نوفمبر 2017.

المصدر: المركز السوري للإعلام وحرية التعبير

شارك هذه المقالة على المنصات التالية