الكاتبة ديالا علي: إلى جينا آميني المرأة التي أحدثت فرقاً شاسعاّ في القضايا النسوية
ضربوها، عذبوها ومن ثم اقتادوها إلى أقرب مركز أمني. في تلك اللحظة كانت الإنسانية عمياء، حقوق الإنسان تقف جانباً، تنظر بلا مبالاة فظيعة، لنقول إن الضمائر كانت حية ذات يوم.
كل هذا يحدث لنا ونحن صامتات، خائفات ومرعوبات من أنفسنا اولاً، نخاف التحدث عن الحقيقة أمامها، نخفيها قدر المستطاع ونتستر على مجرمي وقاتلي الإنسانية فينا بابتسامة وملامح تبدو عليها الرضى والاقتناع. مع كل جريمة ترتكب في حق أية امرأة كانت على هذه الأرض، يجب أن نعيد حساباتنا ونذكر أنفسنا بأننا لا زلنا مستعبدات، لا زلنا ناقصات في الأذهان والأديان والقوانين، لا زلنا نقتل على أشياء كانت ولا زالت من حقنا ولا ندري.
إن قلة الوعي التراكمي حول طبيعتنا كإناث، والتي تم حجبها عنا لعقود طويلة، جعلتنا نتنازل، نصمت ونتغاضى عن الظلم الذي نتعرض له من العالم أجمع. جينا آميني ماذا فعلت لتكون نهايتها هكذا، أم أننا من هول ما يحدث لنا أصبحنا صامتات، عاجزات وناكرات كل هذا الاستبداد على أنفسنا؟
الحركات النسوية، الجمعيات، وحتى القوانين لم تستطع أن تحقق لنا كرامتنا، ولم تستطع تغيير العقول. هذا كله لا يجدي نفعاً إلى حد ما من منظوري الشخصي يتوجب علينا أن نواجه كل هذا القمع، أن ننظر إليه جيداً، ولا نستسلم له ونضعف أمامه مادام هناك قضية نؤمن بها ونناضل في سبيلها. إن تكاتف النساء واتحادهن في الألم قبل الدم والقضية يقصّر عليهن رحلات طويلة من المشقة والمذلة. بالثورة وحدها نستطيع إثبات أنفسنا، ثورة العقول قبل كل شيء، لا نستطيع تغيير الواقع والأشخاص الذين نعيش معهم إلا بإحداث انتفاضات نابعة من القهر الذي عشعش في عقولنا لعقود طويلة، نقول للعالم أجمع كفى استعباداً، كفى ظلماً و كفى تحكماً بمصيرنا نحن قادرات، لا يحق لكم قيادتنا وفق أهوائكم، نحن بشر كفى انتقاصاً من قوتنا. تتجسد شخصية جينا آميني في روح كل واحدة فينا، كل امرأة تقتل هي واحدة منا، نسير على دروبهن ونسطر أسماءهن في وجداننا خالدات فيها إلى الأبد.
المصدر: اتحاد مثقفي روجآفايي كردستان
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=31342