صوّت مجلس الشيوخ “الكونغرس” الخميس بغالبيّة كبيرة على تعديلٍ ينتقد قرار دونالد ترامب سحب القوّات الأميركيّة من سوريا، وهو ما يؤشّر إلى المعارضة الكبيرة في صفوف الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس.
وجاء تصويت مجلس الشيوخ بواقع 68 صوتا مقابل 23 لصالح تعديل غير ملزم صاغه زعيم الأغلبية الجمهورية ميتش مكونيل ويعبر عن رؤية المجلس أن تنظيم الدولة الإسلامية في كلتا الدولتين لا يزال يشكل ”تهديدا خطيرا“ للولايات المتحدة. وفق ما نقلته رويترز.
ويعني التصويت الإجرائي لوقف النقاش أن التعديل سيضاف إلى مشروع أمني أوسع بشأن الشرق الأوسط من المرجح طرحه لتصويت نهائي في مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل.
ويقر التعديل بالتقدم الذي تم إحرازه في مواجهة الدولة الإسلامية والقاعدة في سوريا وأفغانستان لكنه يحذر من أن ”انسحابا متعجلا“ دون جهود فعالة لتأمين المكاسب ربما يقوض استقرار المنطقة ويوجد فراغا قد تسده إيران أو روسيا.
ويطالب إدارة ترامب بالإقرار بأنه تم الوفاء بشرط إلحاق ”هزيمة دائمة“ بالتنظيمين قبل أي انسحاب كبير من سوريا أو أفغانستان.
وتحرك مجلس الشيوخ يوم الخميس هو المرة الثانية في شهرين التي يدعم فيها مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون تشريعا يعارض سياسة ترامب الخارجية، غير أنه يتعين أن يصبح التشريع قانونا ليغير سياساته.
وزعيم الجمهوريّين في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل، الذي يتجنّب عادةً انتقاد ترامب علناً، هو من تقدّم بهذا التشريع.
وبحسب ما نقلته “فرانس برس” قال ماكونيل الخميس إنّ الأمر يتعلّق بـ”السماح لأعضاء مجلس الشيوخ بأن يقولوا علناً ما الذي يجب على الولايات المتحدة أن تفعله في سوريا وأفغانستان”.
وأضاف انّ تنظيم “الدولة الإسلاميّة والقاعدة لم يُهزما بعد”، وهو ما يتعارض مباشرةً مع تصريحات أدلى بها الرئيس الأميركي في وقت سابق.
وكان ماكونيل قال الثلاثاء أيضاً إنّ “التعديل الذي أريدهُ، سيعترف بالحقيقة الواضحة بأنّ تنظيم القاعدة وداعش ومن يدور في فلكهما في سوريا وأفغانستان ما زالوا يشكّلون تهديداً خطيراً لبلدنا”.
وأضاف “سأعترف بخطر الانسحاب المتسرّع من أيّ من النزاعين، وسأسلّط الضّوء على الحاجة للانخراط الدبلوماسي والحلول السياسية للصراعات الكامنة في سوريا وأفغانستان”.
واعتبر السناتور الجمهوري ماركو روبيو في كلمة له قبل التصويت أنّ “هذه فكرة سيّئة. إنّ هذا الإعلان قوّض صدقيّتنا في نظر حلفائنا”، في إشارة إلى قرار ترامب.
وقد تمّ إلحاق هذا التعديل بقانونٍ أوسع يتعلّق بالسياسة الشرق أوسطية.
وإن لم يكن لهذا التعديل تأثير حقيقي على السياسة، لكنه يعبّر عن المعارضة الواسعة حتى داخل حزب ترامب نفسه لسحب القوات الأميركية المتسرّع من سوريا.
وكان ترامب أعلن بشكل مفاجئ في كانون الأول/ديسمبر أنه سيسحب القوات الأميركية من سوريا، قائلاً إنّ جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية هُزموا. كما أنّ الرئيس الأميركي لا يخفي نيّته مغادرة أفغانستان في أسرع وقت ممكن بعد 17 عاماً من الصّراع.
وقد أدّى قرار ترامب سحب القوّات الأميركيّة من سوريا، إلى استقالة وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس وأثار قلق الأوروبّيين والأكراد حلفاء الولايات المتّحدة.
تموز نت / وكالات
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=49612