المرصد السوري: “أبو عمشة” يجيش ضد “قسد”

يرصد المرصد السوري لحقوق الإنسان بقلقٍ متزايد تصاعد نفوذ القادة الميدانيين السابقين الذين تحولوا إلى شخصيات عسكرية وسياسية نافذة ضمن البنية الجديدة للسلطة في سوريا، وسط مخاوف من عودة أنماط الحكم الميليشياوي وتغوّل النفوذ العشائري على حساب مؤسسات الدولة المدنية.
وفي هذا الإطار، يبرز اسم العميد محمد حسين الجاسم الملقب بـ“أبو عمشة”، الذي عُيّن مؤخراً قائداً للفرقة 25 في ريف حماة، بعد مسيرة مثيرة للجدل بدأت من قيادة فصيل السلطان سليمان شاه في منطقة عفرين شمال حلب.
ووفقاً لمصادر المرصد السوري، تنتشر جماعات تابعة لـ“أبو عمشة” قرب المعسكرات العسكرية في ريف حماة، حيث تقوم بتجارة الذخائر والأسلحة عبر شراءها من المتدربين العسكريين وتخزينها داخل استراحات ومزارع خاصة، في ظل غياب أي رقابة أو مساءلة من الجهات المختصة.


كما نفذت مجموعاته خلال الأشهر الأخيرة هجمات على قرى ذات أغلبية علوية في محيط ريف حماة، تم خلالها الاستيلاء على أراضٍ وممتلكات بالقوة، وفرض نظام أمني وإداري يستند إلى الأعراف العشائرية التي ينتمي إليها “أبو عمشة”.
وبحسب تسجيلات متداولة، حرّض “أبو عمشة” مقاتليه مؤخراً على رفع الجهوزية القتالية استعداداً لعمليات ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في سياق تصاعد النزعات العدائية بين الأطراف المسلحة في شمال البلاد.
وبات “أبو عمشة” اليوم يقود منطقة واسعة في ريف حماة، مستنداً إلى دعم آلاف العناصر المنضوين ضمن وزارة الدفاع ومعظمهم من أبناء منطقته وعشيرته، ما يعزز موقعه كزعيم محلي يتمتع بنفوذ متنامٍ داخل المؤسسة العسكرية الناشئة.
وينحدر محمد الجاسم من قرية جوصة بريف حماة، وكان يعمل سائق آليات ثقيلة قبل اندلاع الثورة السورية، إلا أنه انخرط مبكراً في صفوف الفصائل المسلحة وتمكن على مدى السنوات اللاحقة من بناء شبكة ولاءات عسكرية واقتصادية في شمال سوريا، قبل أن يتحول إلى أحد أبرز القادة العسكريين في البلاد.


يُشار إلى أن الاتحاد الأوروبي أدرج في مارس/آذار 2025 اسم محمد حسين الجاسم (أبو عمشة) وفصيله لواء السلطان سليمان شاه على قائمة العقوبات الأوروبية، موضحاً أن الفصيل شارك في أعمال عنف دامية في المنطقة الساحلية السورية، استهدفت المدنيين، وخاصة أبناء الطائفة العلوية، وشملت ارتكاب عمليات قتل تعسفي.
وجاء في بيان المجلس الأوروبي أن “محمد حسين الجاسم مسؤول عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في سوريا، بما في ذلك عمليات القتل التعسفي”، وهو ما ينسجم مع العقوبات التي سبق أن فرضتها وزارة الخزانة الأميركية في آب/أغسطس 2023 على كل من فرقة السلطان سليمان شاه وفرقة الحمزة بسبب تورطهما في النهب والخطف والتعذيب في منطقة عفرين.

المصدر: المرصد السوري لحقوق الإنسان

Scroll to Top