تستذكر الناشطة اللبنانية في مجالات دعم المجتمعات المحلية لين زوفيكيان محنة صديقاتها الإيزيديات في الذكرى العاشرة للمجزرة التي ارتكبها تنظيم #داعش بحق الإيزيديين في #سنجار #العراقية.

تنطلق من السؤال في رسالة اختارتها أن تكون من سنجار المنسيّة والمغيّبة عن أذهان العالم في الوقت الذي لا محنة عاشتها منطقة توازي الفظائع المرتكبة هناك من اغتصاب وخطف أطفال وقتل وتشريد: ” كيف يكون من الآمن أن تكون إيزيدياً؟”.

وترفق السؤال بآخر: ” ماذا حقق العالم للشعب الأيزيدي في السنوات العشر الماضية؟”.
من سنجار كتبت لين زوفيكيان: ” كنت أخشى مجيء هذا اليوم. إن إحياء ذكرى مرور عشر سنوات على الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش، يفاقم من الإحساس بالخيبة تجاه من حملوا أمتعتهم وسافروا بعيداً من دون أي أمل بالعودة. إنّهم عالقون في مخيّمات النزوح الداخليّة أو يحاولون العودة إلى منازلهم المدمرة في سنجار أو حزموا أمتعتهم وسافروا. سنجار، المعروفة باسم شنكال لدى المجتمع الإيزيدي، بعيدة كل البعد عن الأمان والطمأنينة. فقد أدت حملة الإبادة الجماعية التي شنها تنظيم داعش إلى نزوح أكثر من 360 ألف شخص عام 2014، ومع ذلك، في عام 2024، من المتوقع أن يظل ما يقرب من 200 ألف إيزيدي خارج الديار. ولا تزال 2600 امرأة وفتاة محتجزات في الأسر من دون إمكانيّة إنقاذهن. ولا توجد خدمات تقريبًا في مخيمات النازحين، ولا حتى في سنجار لأولئك الذين تجرأوا على العودة”.

وتلفت لين التي تدير برفقة والدها مؤسسة زوفيكيان لمساعدة الشعوب المحلية إلى أنّ العديد من القرى التاريخية في سنجار أصبحت مدن أشباح مع ما لا يقل عن 33 مقبرة جماعيّة لم يتم فتحها وغير معروفة هوية المدفونين فيها بعد، وفقًا للمديرية العراقية للمقابر الجماعية. وبإنهاء ملف مخيمات النزوح، والذي تأخر تنفيذه، يضطر الإيزيديون إلى العودة إلى منطقة غير آمنة إلى حد كبير، لدرجة أن أي ديبلوماسي أو مسؤول حكومي لن يحضر الفعاليات التذكارية الرسمية في موقع الإبادة الجماعية في سنجار اليوم. ومع ذلك، يُطلب منهم العودة وإنجاح الأمر”.
تسأل لين: “مع وجود عشرات الجماعات المسلحة في المنطقة، وارتفاع جرائم الكراهية، كيف يكون من الآمن أن تكون إيزيديًا؟ كيف يكون من الآمن العيش في سنجار؟ لقد أمضى شركائي وأصدقائي في يزدا، أكبر مؤسسة مجتمعية إيزيدية في سنجار وحول العالم، وقتًا طويلاً في تطوير المخططات والتوصيات السياسية حتى تنجح الحكومة المركزية العراقية وحكومة إقليم كردستان معًا في جلب الأمن والازدهار إلى سنجار، لأن سنجار المسالمة هي عراق مسالم.”

العدالة والمساءلة

وتأسف لين إلى أنه بعد عشر سنوات، لم تتم محاكمة سوى عشرة أعضاء من داعش “إن الناجيات الإيزيديات اللواتي أعرفهن وأعتز بهن مستعدات للوقوف أمام المحكمة والمطالبة بحقوقهن.

في باريس الشهر الماضي، كان لي الشرف أن أشترك في رئاسة جلسة خاصة في قصر لوكسمبورغ، مع السيناتور ناتالي جوليت والزعيمة الإيزيدية وصديقتي العزيزة ناتيا نافروزوف، لمخاطبة أعضاء مجلس الشيوخ. إحدى الناجيات، والتي تدعى منال لقمان خلف البالغة من العمر 27 عاماً، وهي عضو في شبكة الناجيات الإيزيديات (YSN) وشبكة صوت الناجين (SVN)، من تل قصب، سنجار، صاحت في كلمتها الرئيسية: “نشعر أن قضيتنا قد نسيت، على الرغم من أنها مستمرة. لم تتحقق العدالة، ولم تتم محاسبة مرتكبي الجرائم بين أعضاء داعش وأولئك الذين دعموهم، ولا توجد خطط متعمّدة لإعادة بناء سنجار وإعادة الحياة إلى مناطقها”.

تختم لين رسالتها بمطالبة حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان بتحمل المسؤولية في إرساء وتمكين السبل القانونية لتحقيق العدالة: “هذا يرجع بشكل خاص إلى أن العراق لم يصادق على نظام روما الأساسي، وبالتالي لا يمكن تقديم الجرائم التي ارتكبت في سنجار إلى المحكمة الجنائية الدولية. إن الإطار القانوني لمقاضاة أعضاء داعش بتهمة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية أمر متأخر للغاية. وحتى يأتي ذلك اليوم، فإن داعش ستنتصر. إن المخاطر التي قد يتعرض لها الشعب اليزيدي من جديد من الإبادة الجماعية مرتفعة بشكل خطير، ليس فقط لأنهم لم يكونوا عرضة للخطر إلى هذا الحد من قبل، ولكن لأن المجرمين الذين أسسوا داعش وخلافتها المزعومة ما زالوا أحرارًا”.

المصدر: “النهار”

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية