الخميس, نوفمبر 21, 2024

الوجيه والزعيم والمجاهدالكوردي علي زلفو ( 1976 _ 1903 )

ينتمي بأصوله إلى الكورد ومن مدينة دياربكر آمد ومن عائلة كانوا يعملون في تجارة المواشي وسكنوا منذ القديم في الشام بمنطقة جولان وكان والده يملك قرية (( كوم الويسية)) في القنبطرة ومازال قصره موجود هناك و مبني من الحجر الاسود البازلتي على قمة تلةعالية وحواليها الكثير من أشجار الحور والصفصاص ونهر يمر بمحاذاة القصر وقد تحول هذا القصر الى مطعم وبار يملكها عائلة الظاظا وهناك. أكثر من عشرة قرى كبيرة كانت ملكيتها لآل زلفو والظاظا منها العثمانية ، كوم الويسية ، سعسع ، كناكر ، و بيت الجن ، وقرية شوري لبيت قره شولي وقرية لبيت ابوعلي الزركي وقرى اخرى تمتد من محاذاة قطنا إلى. حدود عرنة القرى التي يسكنها الدورز في الجولان .
العائلات الكوردية لها بصمتها في دمشق ولسوف تبقى، والعائلات المعروفة في دمشق هي ظاطا ، زلفو ، مردم بك ، ميقري ، وانلي ، دياربكرلي ، وآل رشي ، والكثير من العائلات الأخرى لأكراد الشام لهم بصمتهم ودورهم في أستقلال سوريا وبنائها و لايمكن محو دورهم عبر الزمن .
# ولد المجاهد الكوردي المعروف علي زلفو آل رشي عام 1903م في دمشق من عائلة كوردية عريقة بحي اﻻكراد ( ركن الدين )وبيت علي زلفو آغا ، الوجيه المعروف الأول ما زال قائماً حتى اليوم وقنطرته المميزة هيَ بمثابة مدخل للزقاق الصاعد إلى الساحة الشمدينية تلك يخيّل للمتأمل عمارة البناء ، أنه بمثابة قلعة حصينة ؛ بما يطالعه من واجهته العالية ، الكامدة ، وأجزائه المتعددة المطل بعضها على كرم كثيف للصبار المحدقُ بدوره بضفة نهر يزيد .
ويعتبر الزعيم الكوردي علي زلفو قامة من القامات الوطنية والكوردية المنسية والمجهولة لدى أغلب الكورد بشكل عام وسوريا بشكل خاص و نعرف أنه عاش في بيئة كوردية دمشقية آصيلة بحي الأكراد حيث كبر وترعرع في تلك المضافة الشهيرة لبيت زلفو المضافة التي إستضافت البدرخانيين وآل ظاظا وآل جميل باشا وغيرهم من القامات الكوردية الكبيرة . .
و يتحدث الدكتور نور الدين ظاظا في كتابه – حياتي الكوردية عن مضافة علي زلفو ببضع كلمات ويقول : (( عن المضافة أنها منزل كبير تحيط به البساتين ونهر صغير تعود ملكيته لعلي آغا زلفو وكان أشقرا طويل القامة ذو عينين زرقاوين وحاجبين عريضين وهو من زعماءالكوردالدمشقيين والمنزل يقع في حي الأكراد على سفوح جبل قاسيون ويضيف أن سكان ذلك الحي لم يتكلموا سوى بالكوردية وعن ضيوف المضافة يقول :
أنهم أبناء جميل باشا – محمد- وأكرم – وقادر
وحاجو آغا زعيم عشيرة ( هڤيركان ) وأبناؤه حسن – وجميل – وجاجان وكذلك الأمير جلادت بدرخان
ويضيف عن علي آغا زلفو – أنه كان نصير العلم والأدباء في الحي الكردي وفي عام 1925 عندما ثارت سورية بوجه الإنتداب الفرنسي تزعم المتطوعين الكورد من أبناء الحي وكبد الفرنسيين خسائر فادحة )) .
ويحمل علي زلفو بطاقة مجاهد رقم 472 وألتحق المجاهد علي زلفو باكرا مع مجموعة من الشباب الكورد أمثال ابودياب البرازي وعلي كيكي وأحمد أومري وآخرون بصفوف الثوارتلبية لنداء المجاهد أحمد مريود وشاركوا في معارك كثيرة ومن أهمها معركة غوطة دمشق بتاريخ 1925/10/13م المعركة الشهيرة التي ألحقت بالقوات الفرنسية خسائر كبيرة في العتاد والأرواح وسطروا ملاحم بطولية في معركة حمورية بتاريخ 1927/7/23م حيث كبدوا الفرنسيين عشرات القتلى كما شارك المجاهد علي زلفو في عملية إغتيال الجنرال غورو في نصب الكمين أثناء زيارته إلى مدينة القنيطرة بتاريخ 1921/6/23 م مع مجموعة من شباب الكورد والمجاهدين بزعامة المجاهد الكبير احمد مريود حيث تنكروا بلباس الجنود الفرنسيين واخترقوا منطقة ( الشوكتلية ) وذلك ردا على تصريح غورو عندما وقف على قبر البطل الكوردي السلطان صلاح الدين الايوبي وأشهر بسيفه قائلا (( ها قد عدنا يا صلاح الدين -اين انت ؟)) وكان ذلك بمثابة اهانة للكورد ،حيث نصبوا كمينا لموكب غورو وهو قادم في طريقة الى محافظة القنيطرة امام قرية ( كوم الويسية ) قتل في هذه المعركة حاكم دمشق ومرافق غورو وثم ﻻذا غورو بالفرار بسيارتة خوفا من ملاحقة الثوار له وعند تنفيذ العملية وتسديد نيرانهم إلى غورو صاح المجاهدين الكورد ((خذ من أحفاد صلاح الدين اﻻيوبي ) وكان رد فعل السلطات الفرنسية على محاولة إغتيال غورو عنيفا وعلى إثر ذلك تم إلقاء القبض على والدة المجاهد علي زلفو وحكم عليها بالسجن لمدة ثلاث سنوات وتم أيضا حرق منزلها الكائن في قرية (( اوقانيا ))التابعة لمحافظة القنيطرة كما تم إصدار الحكم غيابيا بالإعدام على المجاهد علي زلفو وثم إنخرط في أنشطة سياسية معارضة ومضادة لسياسة المحتل الفرنسي حتى جلاء آخر جندي فرنسي من البلاد سنة 1946م وكانت تربطه علاقة صداقة مع شخصيات سياسية وأدبية كوردية معروفة في حي الأكراد أنذاك أمثال الامير جلادت بدرخان والشاعر قدري جان والشاعر اللغوي العم اوصمان صبري وعائلة جميل باشا كل من أكرم جميل باشا وقدري جميل باشا ودكتور نورالدين ظاظا والشاعر جكرخوين والشخصية الوطنية الصياد العالمي حسين أيبش وساعد جميعهم عندما أستقروا في دمشق وساهم مع زعماء الكورد في تأسيس (( جمعية خويبون )) في لبنان 1927م وأصبح زعيماً وقائداً في حي الكورد مستخدماً مكانته القبلية لتعزيز (جمعية المساعدة التعاونية الكوردية ) ومواصلة إثارة التمرد ضد الفرنسيين ومع كل ذلك استمر المجاهد يقاوم المستعمر الفرنسي مع زملائه حتى يوم الجلاء والنصر الكبير وبعد ذلك إلتحق بصفوف الدرك السوري ليكمل واجباتة الوطنية بعد الإستقلال وعلى سبيل الذكر و قبل دخول فرنسا إلى سوريا كان ل علي زلفو قريتين في منطقة أليان وهم قرية باباسي وقرية معشوق وبسبب موقفه المعادي لسياسة فرنسا في سوريا وبضغط من فرنسا وحاجو وتهديد علي زلفو بالقتل ترك قريتين لصالح حاجو ، وكان له دور كبير في الوسط الكوردي وله عدة مساهمات ومساعدات لأبناء جلدته من الكورد وعند وفاة الأمير جلادت بدرخان قام بالمشاركة مع صديقة حسين الأيبش في تسديد جميع مصاريف العزاء وأحياء مرور 40 يوما على وفاته وله أيضا مشاركات في الدفاع عن حقوق الشعب الكوردي في سوريا وعندما.تم إعتقال الدكتور نورالدين ظاظا من قبل النظام السوري في بداية الستينات توسط علي زلفو عند صهره عبدالحميد السراج وتم خروجة من السجن مع مجيد حاجو ورغم كل هذه لم أتمكن من تبرير وتفسير علاقة المصاهرة التي جمعت آل زلفو مع عبد الحميد السراج – ملك زلفو إبنة علي آغا – ( الرجل الأول في سورية أيام الوحدة مع مصر ) وكذلك الصهر الثاني غسان زكريا صاحب كتاب – السلطان الأحمر – الذي يفضح فيه عديله السراج ومن الجدير بالذكر كان يوجد ل علي زلفو شاب متطوع في الجيش برتبة العقيد اسمه محمد زلفو ابوجوان وكان من ضمن مجموعة من الضباط الكبار الذين قاموا بتأسيس الجيش السوري وهم اللواء توفيق نظام الدين رئيس الأركان العامة للجيش السوري واللواء محمود شوكت قائد الجبهة السورية مع اسرائيل والعقيد بكري قوطرش وابن عمه العقيد محمود قوطرش والعقيد فؤاد ملاطلي .
وأخيرا توفي المناضل علي زلفو في دمشق سنة ١٩٧٦م
لروحه الرحمة والمغفرة ولأرثه البقاء

المصدر: شيار آلياني #من إعداد şiyar alyanî

شارك هذه المقالة على المنصات التالية