السبت, أغسطس 31, 2024
رئيسي 1منبر التيارات السياسية (بيانات)

اليساري الكردي يطرح رؤيته حول وحدة الصف الكردي في سوريا

بيان:

مكتب الإعلام:

في اجتماعها المنعقد بتاريخ 12/7/2024 أقرت اللجنة المركزية للحزب اليساري الكردي في سوريا وثيقة (رؤية الحزب اليساري الكردي في سوريا حول وحدة الصف الكردي في سوريا) واعتبرت ذلك من وثائق الحزب الأساسية؛ وفيما يلي نص الرؤية:

أولاً- المقدمة:

من أجل أن يتمكن الشعب الكردي في سوريا من انتزاع حقوقه القومية والديمقراطية فإن أمامه طريق رئيسية تكمن في الانطلاق من ثلاثة مبادئ مترابطة ببعضها البعض بشكل جدلي، المبدأ الأول هو الخط القومي الكردي باعتبار أن الشعب الكردي يقيم على أرضه التاريخية (روجآفاي كردستان) التي ألحقت بالدولة السورية بموجب اتفاقية سايكس – بيكو عام 1916 ومعاهدة لوزان عام 1923، والمبدأ الثاني هو الخط الوطني السوري، وأما المبدأ الثالث فهو الخط الديمقراطي.

يجب أن تشكل هذه المبادئ الثلاثة خطاً ثابتاً وأساسياً في نضال الشعب الكردي الذي يهدف إلى انتزاع الحقوق القومية للشعب الكردي في إطار سوريا دولة متحدة بحدودها الدولية المعروفة، واعتبار القضية القومية للشعب الكردي قضية قومية ووطنية وديمقراطية في آن واحد، لا تحل بمعزل عن القضايا الوطنية للدولة السورية، كما أنها لا تحل بمعزل عن نضال القوى السياسية الوطنية والديمقراطية السورية.

وفي ظرفنا الراهن، ظرف الأزمة التي تعيشها سوريا منذ عام 2011، فإن الحركة الوطنية الكردية في سوريا تدعو وتدعم الحوار الكردي – الكردي والحوار السوري – السوري باعتبارهما السبيل الأساسي للوصول إلى التوافق حول أسس حل القضية الكردية، وحل الأزمة السورية والتي يجب أن تستند إلى قاعدة القرار الأممي رقم /2254/ لعام 2015، وأن هذا الحوار يجب أن يكون شاملاً ودون اقصاء من أجل دمقرطة سوريا وليس فقط من أجل تأمين وانتزاع الحقوق القومية للشعب الكردي، لأنه بدون سوريا ديمقراطية لا يمكن حل القضية الكردية وكذلك الأزمة السورية، ومن حيث المبدأ فإن الحركة الوطنية الكردية في سوريا لا ترى مانعاً من الحوار مع النظام السوري الذي يجب أن ينطلق بهدف الاعتراف بالوجود القومي للشعب الكردي وحقوقه القومية والديمقراطية، ومن أجل دمقرطة سوريا.

ثانياً- الحوار الكردي – الكردي وضروراته:

عبر التاريخ الطويل والمرير للشعب الكردي، كانت جميع الدول التي تقتسم كردستان تلعب على جميع الأوتار التي تؤدي إلى إضعاف الشعب الكردي وتشتته، وإغراق نضالاته في بحار من الدماء الغزيرة التي قدمها شعبنا من أجل حريته، وفي مقدمة تلك السياسات (سياسة فرق تسد) ضرب وحدة الشعب الكردي وبث الخلافات في صفوفه، وتلك الوقائع معروفة جيداً في التاريخ الكردي، ولا نرى ضرورة هنا لسرد تلك الوقائع التي نعرفها جميعاً، وللأسف الشديد فإن تلك السياسات لازالت مستمرة حتى الآن تستفيد منها جميع الحكومات التي تقتسم كردستان، بل أنها تستفيد حتى من العامل الدولي لضرب نضال الكرد، ويضاف إلى ذلك حقيقة أن الحركة الوطنية الكردية منقسمة على نفسها بشكل حاد الأمر الذي يلحق أشد الضرر بنضال شعبنا ويخدم غاصبي حقوقه، وينشر اليأس بين الجماهير، ويعرقل نضالها.

لقد اتيحت الآن فرصة جيدة للحوار الكردي – الكردي الذي ترعاه الولايات المتحدة وبعض دول التحالف الدولي مثل فرنسا، والجنرال مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية الذي أطلق مبادرة الحوار بهدف وحدة الصف والموقف الكرديين، وفي قناعتنا أنه يجب الاستفادة القصوى من هذه الفرصة للوصول إلى وحدة حقيقية للصف الكردي، وحدة نضال الشعب الكردي، وهي فرصة قد لا تتاح دائماً.

من أجل أن ينجح هذا الحوار، نرى أنه يجب أن ينطلق منذ البداية من النقطة الرئيسية، وهي ماذا يريد الكرد السوريون من حقوق؟ ماذا تريد الأحزاب المشاركة في الحوار؟ وطبيعي أنه بدون مثل هذا التحديد والاتفاق فإن هذا الحوار، بل جميع الحوارات ستظل تدور في دوامة مفرغة، ولن تصل إلى النتيجة المرجوة.

للدخول في صلب موضوع ماذا نريد من حقوق؟ فإننا نضع أدناه المبادئ الرئيسية للنقاش بهدف التوافق وتوحيد الرؤية حولها، وهذه الرؤية يجب أن تكون المادة أو المدخل الرئيسي للحوار، وبالتوافق حولها يتم الانتقال إلى أسس الاتفاق حيث نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً نحو صيغة أساسية، وقاعدة يتم الارتكاز عليها نحو إنجاز الاتفاق النهائي، وفي هذا الإطار نطرح المبادئ التالية كأساس للحوار والتوافق، ونرى أنها تمثل أهداف نضال الشعب الكردي وحركته الوطنية وهي:

1- سوريا دولة متعددة القوميات والأديان والمذاهب، وهو مصدر قوة وغنى.

2- وضع دستور توافقي يضمن إقامة نظام سياسي ديمقراطي يعترف بالتعدد، ويضمن حقوق جميع المكونات في سوريا.

3- الاعتراف الدستوري بالوجود القومي للشعب الكردي على أرضه التاريخية، وحل قضيته القومية وفقاً للمواثيق والأعراف الدولية.

4- وضع مادة فوق دستورية في الدستور السوري تضمن بأن الحقوق القومية للشعب الكردي لا تخضع للتصويت.

5- الاعتراف باللغة الكردية لغة رسمية في البلاد.

6- ضمان حق التعليم والتعلم باللغة الكردية – اللغة الأم – لأبناء الشعب الكردي.

7- إن ضمانة هذه التعددية والحقوق هو إقامة نظام لامركزي سياسي، أي أن تصبح سوريا دولة اتحادية.

ثالثاً- أسس الحوار:

هناك مبادئ أساسية لا بد من حلها من أجل التوافق وتوحيد الرؤى والمواقف حول طبيعة وشكل وأسلوب نضال الحركة الوطنية الكردية ووحدة نضال الشعب الكردي، خاصة وأنه في الفترة المنصرمة تشكلت مواقف وعلاقات لا تخدم قضية الشعب الكردي، كما حدثت الكثير من التطورات في الساحة السورية وفي الساحات الإقليمية والدولية، وأنه لا بد من مراجعتها وتصويبها، ومن هذه المبادئ:

1- الطلب من الولايات المتحدة – الجهة الراعية للمفاوضات أن تبذل جهداً حقيقياً بين حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق لأنه وكما هو معروف أن قسماً مهماً من خلافاتنا تنبع من الخلافات بين القوتين المذكورتين.

2- أن يعترف المجلس الوطني والأحزاب الأخرى خارج المجلس والإدارة الذاتية بالإدارة الذاتية الديمقراطية ليس فقط كحاجة موضوعية، وإنما كممثل للشعب الكردي يقود نضاله في هذه المرحلة، وتمثله في الداخل والخارج.

3- تشكيل مرجعية للشعب الكردي تحدد تكتيك واستراتيجية نضاله، وتتخذ القرارات الهامة والاستراتيجية.

4- أن تتاح للمجلس الوطني الكردي والأحزاب الأخرى خارج الإطارين فرصة حقيقية للمشاركة في الإدارة الذاتية وقراراتها بعيداً عن قاعدة الفيفتي فيفتي.

5- أن يتم إجراء انتخابات حرة ونزيهة على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا – روجآفاي كردستان لبناء مؤسساتها الديمقراطية بدءاً من البلديات وانتهاء بتشكيل مرجعية تحدد مشاركة جميع القوى السياسية والاجتماعية والأثنية في الإدارة الذاتية بشكل عادل ومنصف، وبما في ذلك المشاركة في التمثيل في وفود الداخل والخارج.

6- بالنسبة للأمور العسكرية يتم الاتفاق بين العسكر من الجانبين برعاية التحالف الدولي مع رفض وجود قوتين عسكريتين منفصلتين، وأن قوات سوريا الديمقراطية هي القوة الرئيسية والوحيدة للإدارة الذاتية الديمقراطية.

7- الثروات والمالية في نطاق الإدارة الذاتية الديمقراطية تدار من قبل هذه الإدارة.

8- الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا – روجآفاي كردستان هي الممثل الشرعي والوحيد في جميع المحافل في الداخل والخارج.

9- وحدة الصف الكردي في سوريا لا تتناقض مع وحدة كافة مكونات إقليم شمال وشرق سوريا من كرد وعرب وسريان آشوريين وأرمن وتركمان وشركس وشيشان، ومن مسلمين ومسيحيين وإيزيديين، ويجب العمل الجاد من أجل تحقيق الوحدتين، ومراعاة التشكيل المتنوع في الإقليم واحترام التنوع الاجتماعي والثقافي، وعدم التمييز بين هذه المكونات في نطاق هذه الإدارة خاصة والمكونات الأخرى في سوريا عامة بسبب الدين أو الجنس أو العرق، ويجب تضمين هذا المفهوم في العقد الاجتماعي الجديد للإدارة الذاتية بالتوافق بين جميع المكونات، وتأمين حقوقها القومية السياسية والاجتماعية، وتمثيلها في مؤسسات الإدارة الذاتية.

10- أن يعترف المجلس الوطني الكردي في سوريا وكافة الأحزاب بأن مناطق عفرين وسريكانيه وكَري سبي وجرابلس والباب وإعزاز هي مناطق كردية محتلة من قبل تركيا ومرتزقتها، وأن تحريرها تقع على رأس واجبات الإدارة الذاتية.

11- أن ينسحب المجلس الوطني الكردي من الائتلاف السوري بوصفه معادياً لتطلعات الشعب الكردي، وأداة بيد تركيا وجماعة الأخوان المسلمين.

12- بكون هذا التوافق بداية لتعميق تجربة ديمقراطية حقيقية في إقليم شمال وشرق سوريا – روجآفاي كردستان، تأخذ فيها التشكيلات السياسية والاجتماعية وقوى المجتمع المدني دوراً حقيقياً في بناء مجتمع حر وديمقراطي، ولا يجرم فيه المواطن بسبب رأيه، وتؤمن فيه حرية التعبير عن الرأي وحرية الصحافة والتظاهر والتنظيم بشكل واعٍ ومسؤول.

13- حق التعليم والتعلم باللغة الأم (اللغة الكردية بالنسبة للكرد) ولغات المكونات الأخرى يجب أن يكون مضموناً، وأن تكون المناهج الدراسية باللغات الرسمية في الإدارة الذاتية، ويجب أن يضمن العقد الاجتماعي ذلك في كافة المراحل التعليمية الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعات.

14- شهداء روجآفاي كردستان – شمال وشرق سوريا وكذلك الجرحى، هم شهداء وجرحى الجميع – شهداء الإدارة الذاتية، وتقديرهم ورعاية عوائلهم واجب أخلاقي وقومي ووطني لجميع مكونات الإقليم وقواه السياسية والاجتماعية.

15- سوريا لجميع مواطنيها، وهي دولة ديمقراطية تعددية لامركزية سياسية، ويبنى على ذلك تغيير اسم الجمهورية العربية السورية إلى (جمهورية سوريا الديمقراطية الاتحادية).

16- وضع قانون عصري للأحزاب يبين طرق تشكيلها وحقوقها وواجباتها، بحيث يكون متوافقاً مع متطلبات المرحلة الراهنة.

17- تطوير الإعلام الحزبي والعام بحيث يخدم متطلبات المرحلة الراهنة، كما يخدم المستقبل وتوحيد الخطاب الكردي.

18- بسبب تشتت المعارضة الوطنية الديمقراطية السورية وضعفها، وعدم وضوح رؤاها، ووقوعها تحت تأثيرات مختلفة في الفترة المنصرمة، يجب دعم العمل من أجل تشكيل معارضة وطنية ديمقراطية من القوى والأحزاب داخل البلاد وخارجها.

19- التأكيد على حرية المرأة، وإزالة الغبن التاريخي الذي لحق بها منذ خمسة آلاف سنة، وعلى دورها الهام في الثورة.

20- التأكيد على إطلاق الطاقات الثورية للشباب، والاهتمام بحل قضاياهم، ودورهم في الثورة.

21- التأكيد على عدالة توزيع الثروة.

22- التأكيد على احترام حقوق الإنسان وقيمه العليا.

23- أن يكون الحل للأزمة السورية الراهنة سياسياً، ويبنى على حوار السوريين أنفسهم.

24- محاربة الانتهاكات بحق سكان المناطق المحتلة، ومحاربة التغيير الديمغرافي والتهجير القسري، وإعادة المهجرين إلى بيوتهم بشكل آمن.

25- النضال من أجل إطلاق سراح جميع السجناء ومعرفة أوضاع المغيبين قسراً.

رابعاً- الحوار مع النظام السوري:

بالرغم من أن النظام غير مؤهل في الأساس للدخول في حوارات حقيقية من أجل حل القضية القومية للشعب الكردي في سوريا لأنه لا يملك قرار الحل والحوار، كما أنه لا يؤمن بالحل السياسي للأزمة السورية، فإننا لا نرى من حيث المبدأ مانعاً من الحوار مع النظام، وعلى أن يستند هذا الحوار إلى:

1- سوريا دولة ديمقراطية تعددية لامركزية سياسية.

2- الاعتراف بالإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا – روجآفاي كردستان.

3- الاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي شعب يقيم على أرضه التاريخية، وحل قضيته القومية وفق الأعراف والمواثيق الدولية.

4- الاعتراف بالتنوع الاجتماعي والثقافي للشعب السوري وتأمين حقوق المكونات الأخرى.

5- الاعتراف بقوات سوريا الديمقراطية قوة شرعية، وإيجاد وضع خاص لها في إطار التشكيل القادم للجيش السوري.

خامساً: مقدمة هذه الرؤية جزء لا يتجزأ منها.

12/7/2024

الحزب اليساري الكردي في سوريا

 

شارك هذا الموضوع على