تحتفل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في كل مكان في 31 أيار/ مايو من كل عام باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، مع إبراز المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ والدعوة إلى وضع سياسات فعالة للحد من استهلاكه.

ويعتبر وباء التبغ من أكبر تحديات الصحة العامة التي واجهها العالم على الإطلاق، نظرًا لأنه يقتل نحو 8 ملايين شخص حول العالم كل عام، لذلك حثت منظمة الصحة العالمية في اليوم العالمي للتدخين الذي يحل في 31 مايو من كل عام، على عدم زراعة التبغ.

وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، إن اليوم العالمي يوفر فرصة لتسليط الضوء على المخاطر المتعلقة باستخدام التبغ والتعرض لدخانه، كما أنها مناسبة لتجديد الدعوة لوقف التبغ وزراعة الطعام أفضل منه.

ويهدف شعار زراعة الغذاء وليس التبغ، إلى زيادة الوعي حول إنتاج المحاصيل، وتشجيع مزارعي التبغ على زراعة محاصيل مغذية ومستدامة، كما يهدف إلى الكشف عن جهود دوائر صناعة التبغ، من أجل التدخل في محاولات استبدالها بمحاصيل مستدامة.
وجدد الاتحاد الأوروبي اليوم /الأربعاء/ أهمية الحد من استهلاك التبغ داخل الدول الأعضاء باعتبار أن ذلك يمثل أولوية صحية رئيسية للمساعدة على الامتناع عن التدخين وتجنب أضراره على صحة الإنسان.

جاء ذلك في بيان صحفي نشرته المفوضية الأوروبية، عبر موقعها الرسمي قبل ساعات، احتفالا باليوم العالمي للامتناع عن التدخين الذي يوافق 31 مايو من كل عام.

وذكر البيان: “أن استهلاك التبغ لا يزال يمثل أكبر خطر صحي يمكن تجنبه في الاتحاد الأوروبي ويسهم في العديد من المشاكل الصحية الخطيرة. لا يزال السبب الرئيسي للسرطان الذي يمكن الوقاية منه في الاتحاد الأوروبي، حيث يُعزى إليه أكثر أنواع السرطان شيوعًا وخطورة على صحة الإنسان، ونحن نعلم حقيقة أن التبغ يقتل ما يصل إلى نصف مستخدميه، وهذا يجب أن يتغير في اتحاد صحي أوروبي قوي يخدم جميع المواطنين”.

وأضاف أنه مع خطة التغلب على السرطان في أوروبا، جعلنا الحد من استهلاك التبغ أولوية رئيسية مع هدف واضح للغاية هو إنشاء “جيل خال من التبغ”. وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي تم إحرازه في معالجة استخدام التبغ في السنوات الأخيرة، لا يزال عدد المدخنين في الاتحاد الأوروبي مرتفعًا للغاية. نحن بحاجة إلى تكثيف عملنا للوفاء بالالتزام بخفض استهلاك التبغ بين سكان الاتحاد الأوروبي من 25٪ اليوم إلى 5٪ بحلول عام 2040.

ولذلك، تعهد الاتحاد الأوروبي باقتراح توصيات جديدة للدول الأعضاء بشأن تعزيز البيئات الخالية من التدخين وزيادة معدلات الحد من استخدام التبغ وحماية المواطنين، وذكر في بيانه أن ذلك سيسمح ببذل المزيد من الجهد للحد من استهلاك منتجات التبغ الجديدة التي تدخل السوق، فضلاً عن تأثير الدخان غير المباشر في الأماكن الخارجية.

وتابع البيان أن مثل هذه التوصيات تمثل خطوة مهمة في التزامنا بتوفير حماية أفضل لغير المدخنين، خاصة الفئات السكانية الضعيفة مثل الأطفال. وسيساعدنا أيضًا على الحد من التدخين واستخدام منتجات التبغ الجديدة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، خاصة بين الشباب، اليوم العالمي للتبغ هو تذكير في الوقت المناسب بأنه يمكننا ويجب علينا جميعًا أن نأخذ صحتنا بأيدينا، الإقلاع عن التدخين يقطع شوطًا طويلاً نحو هذا الهدف.

التبغ هو السبب الرئيسي للوفاة والذي يمكن الوقاية منه: يموت شخص كل أربع ثوان في العالم بسبب السجائر.

تسبب التدخين النشط أو التدخين السلبي بوفاة نحو تسعة ملايين شخص في العام 2019، بحسب دراسة نشرتها مجلة “ذي لانست” في العام 2021.

إن الأمراض المرتبطة بشكل مباشر بالتبغ هي السرطان – خصوصا سرطان الرئة – واحتشاء عضلة القلب وأمراض القلب والأوعية الدموية واضطرابات الجهاز التنفسي من نوع مرض الانسداد الرئوي المزمن.

في القرن العشرين، تسبب التبغ بمصرع 100 مليون شخص، وفق دراسة نشرتها مجلة “نيتشر” في العام 2009، أي أكثر من عدد ضحايا الحرب العالمية الثانية (بين 60 و80 مليون شخص) بالإضافة إلى 18 مليون حالة وفاة في الحرب العالمية الأولى.

يمكن أن يتسبب التدخين الجماعي بوفاة 450 مليون شخص في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين وهو مكلف بالنسبة للمجتمع، فهو يمتص 6% من الإنفاق الصحي العالمي، وفق دراسة نسّقتها منظمة الصحة العالمية ونشرتها مجلة “توباكو كونترول” في العام 2018.

وفق منظمة الصحة العالمية ومركز “توباكو أطلس” (“أطلس التبغ” – The Tobacco Atlas) فإن عدد المدخنين يتجاوز مليار شخص في العالم حيث يعيش نحو ثمانية مليارات شخص.

وكل عام، يستهلك المدخنون أكثر من خمس آلاف مليار سيجارة، وفق مركز “توباكو أطلس” للمعلومات عن التبغ في منظمة “فايتل ستراتيجيز” الأمريكية وجامعة إيلينوي بولاية شيكاغو.

وكالات

شارك هذه المقالة على المنصات التالية