بيان الكتلة الوطنية السورية حول مشاركة أحمد الشرع (الجولاني) في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة

بيان:
لا يخفى على مطّلع، أن وجود مجرمي حرب ومجرمين ضد الإنسانية ليس جديداً على مبنى الأمم المتحدة في نيويورك. وأن وجود أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني في وثائق مجلس الأمن ولجنة مكافحة الإرهاب المنبثقة عنه) يشكّل انتهاكاً جسيماً للمبادئ والقواعد التي تعلنها الأمم المتحدة، كمنظمة لحفظ الأمن والسلام الدوليين. فخلال 14 عاماً، لم يصدر عن مجلس الأمن سوى قرار واحد بالإجماع، هو القرار 2254، وقد خص هذا القرار داعش وجبهة النصرة بفقرة مفصّلة تطالب كل دول المنطقة بمكافحتهما. وقد أكّد المجلس الشهر الماضي على ضرورة تطبيق هذا القرار. لذا يشكّل هذا الحدث، سابقة مهينة وخرقاً فجّاً وصارخاً لقرارات ومبادئ مكافحة الإرهاب الأممية، التي أقرّتها الجمعية العامة ومجلس الأمن! كما أنه يُعتَبر خيانة لذكرى الضحايا ودوساً على الكرامة الإنسانية.
إنّ الكتلة الوطنية السورية، وانطلاقًا من رؤيتها لبناء دولة مدنية ديمقراطية تُعبّر عن إرادة الشعب السوري وتطلّعاته في الحرية والكرامة والسيادة الوطنية، تؤكّد رفضها القاطع لمشاركة أحمد الشرع في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بصفته “ممثّلاً للشعب السوري”، لأن هذا التمثيل لم يحدث يوماً، وإنما جرى إقراره في غرفة عمليات عسكرية، كان أكثر من نصف الحاضرين فيها مصنّفين على قوائم الإرهاب الدولية.
كيف يمكن لهذه المنظمة الدولية، إغماض العين عن استمرار الممارسات الإرهابية والإجرامية الطائفية، بحق شعبنا السوري في الساحل والسويداء؟ هل توقّفت عمليات القتل والخطف والتجويع والحصار والاعتقال التعسفي والعشوائي؟ هل يتمتّع السوريون والسوريات بحق الأمان في ظل هذه الفصائل؟ وهل تحترم الأمم المتحدة قراراتها بتصرّفات كهذه؟
إنّ الشعب السوري، الذي قدّم التضحيات الجسام منذ أكثر من عقد من الزمن في سبيل الحرية والعدالة، لا يمكن أن يُختزل تمثيله بسلطة دكتاتورية لا تملك أي شرعية انتخابية أو دستورية و لا تعكس الإرادة الحقيقية للسوريين.
إن الكتلة الوطنية السورية ترى أن القبول بمشاركة الشرع، واعتلاءه منبر الأمم المتحدة هو مشاركة في الوقوف في وجه المطالب المشروعة للشعب السوري في التغيير الديمقراطي، وإنهاء الاستبداد والإرهاب والاحتلالات، وإقامة دولة تقوم على مبدأ المواطنة المتساوية….
تشدّد الكتلة الوطنية السورية على أن أي تمثيل للسوريين والسوريات في المحافل الدولية يجب أن يستند إلى شرعية وطنية وشعبية، تنبع من الإرادة الحرّة للسوريين جميعًا.

الكتلة الوطنية السورية
دمشق 23/09/2025

Scroll to Top