الأربعاء 02 تموز 2025

بيان حركة المجتمع الديمقراطي بخصوص الهجمات التركية على عفرين

25d825ad25d825b125d9258325d825a92b25d825a725d9258425d9258525d825ac25d825aa25d9258525d825b92b25d825a725d9258425d825af25d9258a25d9258525d9258225d825b125d825a725d825b725d9258a-1654934

الحرب الدائرة في سوريا منذ عام 2011 وحتى يومنا الراهن ترتقي إلى مستوى الحرب العالمية الثالثة. المرتزقة الفاشيون كداعش والنصرة والمجموعات المرتزقة الأخرى المدعومة بشكل خاص من تركيا ومن القوى القوموية والمتطرفة أصبحت نقمة على الشعب السوري. ونتيجة الحرب المستمرة منذ 7 أعوام فقد مئات الآلاف حياتهم، هاجر ونزح الملايين من الناس، وتم نهب الثروات الباطنية والسطحية لسوريا.

في الحرب ضد داعش والنصرة تمت حماية كرامة الإنسانية جمعاء. الآلاف من مرتزقة داعش دخلوا الأراضي السورية من الحدود التركية بموافقة ومساندة دولة الاحتلال التركي وشنوا حرباً إرهابية قذرة على الشعوب والإنسانية. يظهر بوضوح من خلال الوثائق أن هذه القوات الإرهابية تم تنظيمها تحت قيادة أردوغان والحكومة التركية ليستخدموها ضد الإنسانية والشعوب. ففي الحرب على كوباني التي كانت حرباً ليس فقط ضد الشعب الكردي وإنما ضد جميع شعوب سوريا والإنسانية جمعاء وكانت حرباً تاريخية كانت دولة الاحتلال التركي سعيدة بجيرانها من مرتزقة داعش وتواجدهم على أرض سوريا وكانت تدعم الهجمات الإرهابية لمرتزقة داعش وتردد باستمرار ودون انتظار “كوباني سقطت، كوباني ستسقط”. لو سقطت كوباني وانتصر مرتزقة داعش وقتها لكانت أسس القيم الإنسانية ستدمر. بمقاومة الشعب الكردي وأصدقائه الذين دعموا مقاومة كوباني وبمساندة التحالف الدولي قاومت كوباني بروح الفداء والبطولة وهزمت داعش. هزيمة وسقوط داعش في كوباني كان طعنة قوية لأردوغان ودولة الاحتلال التركي والتي تحاول اليوم الثأر لهزيمة داعش في كوباني من خلال الهجوم على أهالي عفرين.

وعلى الرغم من أن قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة لم تشن أي هجمات على الدولة التركية إلا أن دولة الاحتلال التركي انتهكت حرمة الحدود مئات المرات حتى الآن وشنت الهجمات، وقتلت المئات من الناس، وألحقت الأضرار بممتلكات وأراضي الأهالي، وأرادت دائماً أن يبقى سيف الاحتلال مسلطاً على رقاب الشعب السوري من كرد وعرب وسريان وشركس وجاجان وتركمان. كل العالم شاهد ويرى أن دولة الاحتلال التركي لا تراعي العهود والمواثيق الدولية ولا القيم الإنسانية في ممارساتها. دولة الاحتلال التركي تشن الهجمات بشكل مستمر ضد جميع شعوب سوريا التي تتعايش بحرية وديمقراطية مع بعضها وذلك لتنفذ مشاريعها الاحتلالية.

سياسة دولة الاحتلال التركي الداخلية التي تتصف بالدكتاتورية والفاشية في الداخل التركي تحاول تركيا ممارستها في الخارج من خلال  تصعيد هجماتها الاحتلالية ضد الشعوب السورية وخاصة الشعب الكردي. لولا حصول دولة الاحتلال التركي على موافقة روسيا وبدون الاستفادة من الظروف السياسية الموجودة لما كان بإمكانها احتلال جرابلس والباب. تحاول دولة الاحتلال التركي الآن أيضاً الاستفادة من الظروف السياسة مرة أخرى وتطور سياساتها في بث الفتن. لو لم تفتح الدولة الروسية الطريق أمام تركيا لما كان بإمكان الطيران التركي التحليق فوق سماء عفرين. في هذه النقطة نداؤنا لروسيا هو ألا تربط دولة كبرى كروسيا نفسها بتركيا، ولا ترتكب خطأ يساهم في تعقيد الأزمة السورية الحالية أكثر. يجب أن تفعل روسيا قواتها الموجودة في سوريا من أجل الحل الديمقراطي ولا تكون سبباً في شن دولة الاحتلال التركي لهجماتها على عفرين.

نحن كشعب كردي، عربي، سرياني، تركماني، شركس وجاجان وبمساندة التحالف الدولي خضنا حرباً لا مثيل لها ضد مرتزقة داعش والنصرة وغيرهم وخرجنا منها منتصرين. وتم تحرير الرقة الذي يوصف بانتصار القرن. بانتصار القرن تم كسر إرادة داعش واتجهت سوريا عموماً نحو الحل السياسي.

نداؤنا للتحالف الدولي هو أن تعلم أن الدولة التركية كانت حاضرة دائماً في حرب داعش. عندما ضعفت داعش وقصم ظهرها تدخلت دولة الاحتلال التركي هذه المرة بشكل مباشر ودعمت مرتزقتها من النصرة وغيرهم. من الضروري ألا ينظر التحالف الدولي إلى سياسات دولة الاحتلال التركي وممارساتها التعسفية وهجماتها بأنها تختلف عن هجمات وممارسات مرتزقة داعش، ويجب أن يوضح موقفه تجاه هجمات الاحتلال التركي على عفرين وألا يسمح أن تصبح الدولة التركية مرة أخرى السبب في تفاقم الأزمة والحرب والتناقضات في سوريا.

نداؤنا للأمم المتحدة، الاتحاد الاوربي والإنسانية جمعاء هو أن الشعب الكردي والعربي والسرياني من خلال قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة دافعوا عن شرف وكرامة الإنسانية من خلال محاربة داعش. وعلى الأمم المتحدة والاتحاد الاوربي والإنسانية جمعاء أن ينددوا بهجمات وخطر دولة الاحتلال التركي على أراضي سوريا وعفرين، وأن يوضحوا موقفهم من هذه الهجمات الإرهابية والتعسفية، وأن يحترموا حقوق الشعب الكردي والعربي ووجوده والحياة الديمقراطية والحرية ويدعموا مقاومة أهالي عفرين.

وكذلك نقول لكل أبناء شعبنا في أجزاء كردستان الأربعة وخارج الوطن الذين التفوا بروح وطنية، ديمقراطية وبمقاومة لامثيل لها حول مقاومة كوباني وتكاتفوا ضد المرتزقة الفاشيين والدولة التركية ووحدوا كلمتهم أنه حان الوقت  ليستخدموا جميع إمكانياتهم وقوتهم من أجل الدفاع عن كرامة ومقاومة عفرين أيضاً ويقفوا في وجه الدولة التركية، وأن ينظموا أنفسهم وينتفضوا.

هجمات دولة الاحتلال التركي لا تستهدف فقط الشعب الكردي فالشعب العربي والسرياني والتركماني والشركس والجاجان أيضاً يعلمون أن الهجوم على عفرين هو هجوم على الإرادة الديمقراطية لجميع الشعوب. لذلك على الشعب العربي والكردي والسرياني والتركماني والشركس والجاجان أن يوحدوا إرادتهم وروحهم. وكما قاوموا جنباً إلى جنب ضد مرتزقة داعش والنصرة حتى هذا اليوم وانتصروا عليهم يجب أن يقاوموا ضد دولة الاحتلال التركي لأيضاً، وأن يواصلوا حياتهم التشاركية، الديمقراطية والحرة من الآن وصاعداً بشكل ديمقراطي.

وكما حررت قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة كل شبر من أراضي شمال سوريا من مرتزقة داعش والنصرة وقدموا انتصار القرن لجميع الإنسانية وكما حرروا  كوباني التي تمثل كرامة الإنسانية سيقاومون في عفرين أيضاً وسيخيبون آمال تركيا ولن يسمحوا لها أن تحتل عفرين أبداً. بفضل تجربة وخبرة سنوات في الحرب والتكتيكات التي خلقوها شعبنا يثق بأن قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة سيكونون الرد الأمثل على هجمات دولة الاحتلال التركي ولن يتركوها تنتصر.
حركة المجتمع الديمقراطي

أضف تعليق