تتابع الكتلة الوطنية السورية باهتمامٍ بالغ وبكل تقدير الحراك الشعبي والتظاهرات والإضرابات التي اندلعت احتجاجاً وغضباً إثر اختطاف الطفل محمد حيدر من أمام مدرسته وفي وضح النهار من بين زملائه وامام أعين الناس بقوة السلاح، ماشكل صدمة وخلق حالة رعب لدى أهالي الطلاب و ولد خوفاً وامتناعاً عن إرسال التلاميذ إلى المدرسة، الامر الذي سيؤدي إلى نتائج كارثية على مستقبلهم وبالتالي على الوطن .
تعلن الكتلة دعمها الكامل لهذه التحركات الشعبية السلمية، التي تعبّر عن إرادة الناس ورفضهم لحالة الفوضى الأمنية والانتهاكات المتصاعدة، وتؤكد أنّ الاحتجاج السلمي والإضراب المدني هما حقّان مشروعان تكفلهما القوانين الدولية، ويعبّران عن الوعي الشعبي برفض القمع وسياسات الإفلات من العقاب.
في ظل تصاعد عمليات الانفلات الأمني الذي طال المؤسسات التعليمية على امتداد الجغرافيا السورية، فيما جعل من الاعتداء على الطلبة والمعلمين مسألة تتكرر في عدة مدارس،
تُعلن الكتلة الوطنية السورية إدانتها واستنكارها الشديدين لعملية اختطاف التلميذ محمد حيدر من بين زملائه في المدرسة، وكذلك لجريمة قتل المعلمة ليال غريب أمام مدرستها في حمص.
وترى الكتلة أنّ استهداف الطلبة والمعلمين على أبواب المدارس هو فعل ممنهج يهدد أمنهم الجسدي والنفسي، ومحاولة منظمة لضرب العملية التربوية والتعليمية من خلال زرع الخوف في نفوس التلاميذ والعائلات والمعلمين على حد سواء.
إنّ الكتلة الوطنية السورية تعتبر هذه الجرائم انتهاكاً صارخاً لحقوق الطفل ولحرمة الحياة والتعليم، وخروجاً فاضحاً على القيم الإنسانية والالتزامات القانونية التي يفترض أن تصونها الدولة بموجب اتفاقية حقوق الطفل والقانون الدولي الإنساني. وتحمّل الكتلة سلطة الأمر الواقع في دمشق المسؤولية القانونية والأخلاقية الكاملة عن تدهور الأمن العام وتكرار مثل هذه الانتهاكات، سواء من خلال عجز مؤسساتها عن فرض الحماية والمساءلة، أو عبر سياساتٍ ترسخ مناخ الإفلات من العقاب.
تُعرب الكتلة الوطنية السورية، عن قلقها البالغ من الارتفاع المتزايد في جرائم القتل والخطف بحق المدنيين في مختلف المناطق، وترى أن استمرار هذا الواقع يُقوّض أي فرصة لاستقرار حقيقي أو بناء وطني مواطني جامع.
تطالب الكتلة الوطنية السورية بما يلي:
1. الإفصاح الفوري والكامل عن مصير الطفل محمد حيدر وضمان سلامته وإعادته إلى ذويه دون إبطاء.
2. فتح تحقيق أممي بجرائم اختطاف الاطفال والاعتداء على المعلمات والمعلمين كذلك تهديد وابعاد الطلبة من الجامعات لأسباب طائفية ، بمشاركة خبراء حقوقيين محليين ودوليين، ومحاسبة المسؤولين عنها.
3. اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المؤسسات التعليمية وتأمين بيئة آمنة للتلاميذ والمعلمين.
4. ضمان الحق في التظاهر والإضراب السلمي كوسيلة شرعية للتعبير عن الرفض والمطالبة بالعدالة.
5. دعوة المنظمات الحقوقية الدولية والإقليمية إلى توثيق هذه الانتهاكات وممارسة الضغط لوقفها ومحاسبة مرتكبيها.
تجدّد الكتلة الوطنية السورية التذكير بمبادئها الثابتة التي ترتكز على:
صون الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان الأساسية، ولا سيما حقوق الطفل والمرأة.
ترسيخ سيادة القانون والمحاسبة الشفافة كشرطٍ لأي مسار نحو العدالة والاستقرار.
الدفاع عن التعليم والحرية والأمن الشخصي بوصفها ركائز الدولة الوطنية الديمقراطية المنشودة.
تؤكد الكتلة الوطنية السورية تضامنها الكامل مع عائلة الطفل محمد حيدر، ومع ذوي المعلمة ليال غريب، ومع كل من طالتهم يد الغدر والعنف. كما تعلن دعمها للحراك الشعبي السلمي، وتدعو إلى تحرك وطني ودولي عاجل لحماية المدنيين وإعادة الاعتبار للعدالة وسيادة القانون في سوريا.
الكتلة الوطنية السورية
دمشق
التاريخ: 12/10/2025
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=77952





