تابعت جبهة العودة والبناء باهتمام التصريحات التي أدلى بها السيد رئيس السلطة الانتقالية أحمد الشرع، خلال زيارته إلى موسكو، والتي أكد فيها “الالتزام بجميع الاتفاقيات السابقة مع روسيا”.
إن هذه التصريحات تثير جملة من التساؤلات حول طبيعة الاتفاقيات المشار إليها، ومدى وضوح تفاصيلها، خاصة في ظل ما يكتنف العديد منها من غموض يتعلق بالجوانب العسكرية والاقتصادية والسياسية المبرمة خلال العقود الماضية، والتي كان لها أثر بالغ على سيادة الدولة واستقلال قرارها الوطني.
إننا نرى أن المرحلة الانتقالية تستوجب اعتماد مبدأ الشفافية والمكاشفة أمام الرأي العام فيما يخص أي التزامات أو تفاهمات دولية، لما لذلك من أثر مباشر على مستقبل البلاد ومقدراتها. كما أن هذه المرحلة ينبغي أن تؤسس لعلاقة جديدة بين الدولة والمجتمع قائمة على الثقة والمساءلة، بعيداً عن الأساليب التي كرست الانغلاق وأضعفت الثقة لعقود طويلة.
وفي الوقت الذي نستذكر فيه تضحيات السوريين ونترحم على أرواح الضحايا الذين سقطوا نتيجة التدخلات الخارجية وما صاحبها من مآسٍ إنسانية، نؤكد على أهمية أن تتحمل الدول المعنية مسؤولياتها القانونية والأخلاقية إزاء ما ارتُكب من انتهاكات بحق الشعب السوري.
كما نرى أنه من الضروري أن تعكس السياسة الخارجية للسلطة الانتقالية روح المرحلة الجديدة، من خلال تنويع الشراكات والانفتاح على الدول التي دعمت تطلعات السوريين، وبناء منظومة وطنية مستقلة تحفظ السيادة وتعيد الاعتبار للقرار الوطني الحر.
إن سوريا اليوم بأمسّ الحاجة إلى سياسة متوازنة ومستقلة تعيد صياغة علاقاتها الخارجية على أسس واضحة تقوم على المصالح المتبادلة، وتحترم تضحيات السوريين وتطلعاتهم، بما يعزز مكانة الدولة السورية ويعيد لها دورها الطبيعي بين الأمم والشعوب.
رحم الله شهداء الوطن، وجعل تضحياتهم أساساً لبناء مستقبل حر ومستقل لجميع أبناء سوريا.
17/10/2025.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=78278





