بيان “مسد” بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لمجزرة شنكال
بيان:
في هذا اليوم الأليم، الذي يُصادف الذكرى العاشرة لمجزرة سنجار/شنكال، يقف مجلس سوريا الديمقراطية بإجلالٍ وخشوع أمام أرواح الشهداء وآلام الضحايا من إخواننا الإيزيديين. إنَّ هذه الفاجعة الإنسانية التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي في الثالث من آب/أغسطس 2014، تظلُّ جرحاً نازفاً في ضمير البشرية، وتذكيراً صارخاً بضرورة الوقوف صفاً واحداً في وجه قوى الظلام والإرهاب.
إنَّنا إذ نستذكر بألمٍ وحزن عميقَين الذكرى السنوية العاشرة للمجزرة الوحشية بحقّ الإيزيديين، نؤكد مجدداً على موقفنا الثابت والراسخ في إدانة هذه الجريمة النكراء التي تمثّل وصمة عار في جبين الإنسانية جمعاء.
لقد مرَّت عشر سنوات على تلك اللحظات المظلمة التي شهدت فيها منطقة شنكال أبشع صور الإبادة الجماعية والتطهير العِرقي، حيث تعرَّض أبناء الشعب الإيزيدي المسالم لحملة ممنهجة استهدفت وجودهم وهويتهم وثقافتهم. إنَّ هذه الذكرى الأليمة تضعنا أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية لمواصلة النضال من أجل تحقيق العدالة للضحايا وإعادة إعمار ما دمّرته يدُ الإرهاب الأسود.
إنَّنا في مجلس سوريا الديمقراطية نحيي بإجلال وإكبار صمود الشعب الإيزيدي وتضحياته الجسام في مواجهة الإرهاب، كما نثمّن عالياً الدور البطولي لوحدات حماية الشعب والمرأة التي هبَّت لنجدة إخوانها في ساعة العسرة، مسطّرةً أروع ملاحم البطولة والفداء.
وفي هذه المناسبة الأليمة، نجدد دعوتنا للمجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه الشعب الإيزيدي، والاعتراف الرسمي بما تعرّض له الإيزيديون على أنه إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية، وندعو إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي اللازم لإعادة إعمار شنكال وتأهيل البنية التحتية المدمّرة. كما نؤكد على ضرورة العمل الجاد لمحاكمة مرتكبي هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة الدولية، واتخاذ إجراءات فعّالة لتحرير المختطفين والمختطفات الإيزيديين الذين ما زالوا في قبضة التنظيمات الإرهابية. ونشدّد على أهمية دعم جهود الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية للإيزيديين وحماية تراثهم من محاولات الطمس والتشويه.
إنَّ مجلس سوريا الديمقراطية، إذ يؤكد التزامه الراسخ بمبادئ التعايش السّلمي والتنوع الثقافي والديني، ليدعو جميع القوى الوطنية والديمقراطية في المنطقة إلى توحيد الجهود لمواجهة الفكر المتطرف ودحر قوى الظلام والتكفير التي تهدد نسيجنا الاجتماعي وقيمنا الإنسانية المشتركة.
في الختام، نتوجه بأحرّ التعازي وأصدق مشاعر المواساة إلى أُسر الشهداء والضحايا، مؤكدين أنَّ دماء الشهداء لن تذهب هدراً، وأنَّ نضالنا المشترك سيستمر حتى تحقيق العدالة وضمان حياة كريمة وآمنة لجميع مكونات شعبنا السوري.
3 آب/أغسطس 2024
مجلس سوريا الديمقراطية
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=48007