بير رستم: حياة القائد أم قضايا شعبنا؟

صديق وكاتب أرسل لي مقولة لأحد نشطائنا الكرد في إسرائيل مفادها؛ أن العمال الكردستاني يقدر أن يخرج عشرات الآلاف لأجل حرية زعيمها في ألمانيا، بينما لأجل عفرين وسري كانية لا يخرج المئات ومنه يستنتج أو بالأحرى يردد المقولة الجاهزة في قناعاته مثل الكثيرين؛ بأن ذاك يؤكد بحسب فهمه وموقفه من الكردستاني بأنه “عميل مزدوج لكل من تركيا وإيران”!!

طبعاً لفت انتباهي الجزء الأول فيما أورده بخصوص المظاهرات وقد كدت أتوقف عندها ونقد الظاهرة، لكن انشغلت بعدد من القضايا الأخرى، كما واستطعت تفهم الوضع، قلت تفهمه وليس تقبله؛ أي خروج هذا العدد الكبير لأجل حرية زعيمهم، فيما لا نجد العشرة بالمائة في فعاليات لأجل عفرين مثلاً حيث تؤكد على العقلية الشرقية التي تمجد القائد والزعيم والتبعية التامة له بحيث تصل بنا الأمور إلى التمجيد والتقديس واعتباره أهم من أي قضية وطنية، بل لا قضية و”حياة من دون الزعيم” وهي المقولة التي يتم ترديدها دائماً مع أي زعيم لأنظمة الاستبداد والديكتاتوريات وكذلك للأحزاب والقوى الراديكالية ذات النظم العقائدية المتزمتة الصارمة مثل الكردستاني وكل الأحزاب الثوروية الماركسية، وكذلك ومن جهة أخرى؛ فإن القضايا الكردستانية وللأسف، وبالأخص قضايا روجآفا، لا تشغل بال البعض من كردنا في الأجزاء الأخرى حيث أغلب من يخرج في مظاهرات أوروبا هم من شمال كردستان (تركيا) وهؤلاء ولائهم وكما أسلفنا للكردستاني وقائدها وبالتالي ستجدهم أكثر مشاركة في فعالية لأجل قائدهم وهو ما وجدناه في مظاهرة كولن بألمانيا!

أما بخصوص مقولة “العمالة” هذه التهمة التي يرددها البعض ضد الكردستاني بمناسبة ودون مناسبة، فقد كان ردي للصديق هو التالي: يعني إذا أحد كردنا بإسرائيل قال كلمتين فهل تصبح آيات منزلات مثلاً.. أعتقد من الاجحاف بحق العقل أن نروج لمثل هذا الكلام.. ماموستا ليست من أحزاب تؤسس ضد قضايا شعبه، لكن قد تخطأ في بعض سياساتها، ثم كيف يكون عميلاً ولطرفين من أطراف الاحتلال.. نعم قد نجد عملاء مزدوجين، لكن ليست أحزاب عميلة وعمالة مزدوجة فأرجو أن لا ننجر لمثل هكذا مواقف بائسة فكرياً سياسياً! وأضيف هنا وأقول؛ نأمل فعلاً أن نرتقي بخطابنا السياسي والأهم أن نرتقي بعملنا السياسي وبرامجنا وأجنداتنا السياسية لتصبح على قد تضحيات شعبنا ومصالحنا الاستراتيجية بحيث تصبح قضية الخروج لأجل عفرين، مثالاً وليس حصراً، أهم من أي زعيم وحياته واعتقاله وسجنه مع كل تقديرنا للسيد أوج آلان وسنوات سجنه الطويلة.

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية