حررت القوات الكردية في شمال سوريا امرأة “إيزيديّة” من استعباد “داعش” في مخيَّم الهول بريف الحسكة شمال سوريا، ضمن عمليّة “الإنسانيّة والأمن”، لملاحقة خلايا تنظيم “داعش”.
وبحسب الموقع الرسمي لقسد أن المرأة الإيزيديّة “وفاء علي عبّاس” التي تنحدر من قرية “كوجو” التّابعة لمنطقة شنكال؛ تَمَّ اختطفاها مع الآلاف من الفتيات والنِّسوة الإيزيديّات خلال هجوم تنظيم “داعش” في 3 أغسطس/ آب عام 2014 على منطقة سنجار / شنكال بالعراق.
#داعش اختطفها عندما كانت في الـ 9 من عمرها
وعن طريقة اختطافها، تقول “وفاء” بأنَّه حينما تَمَّ اختطافها كان عمرها لا يتجاوز تسع سنوات، وهي الآن في عمر الـ/18/ سنة، وتضيف “أنا اسمي وفاء علي عبّاس من قرية “كوجو” التّابعة لمنطقة شنكال، والآن عمري /18/ سنة، وعندما كنت مع أهلي كان عمري حينها /9/ سنوات، اختطفني عناصر من تنظيم “داعش” الإرهابيّ، ووضعوني في البداية بحديقة في مدينة الموصل، ومنها رحّلوني إلى الرِّقّة، حيث بدأ عناصر التَّنظيم الإرهابيّ يبيعونني الواحد للآخر، ويغتصبونني، مع رفيقاتي الإيزيديّات، وكانت أختي معي أيضاً”.
وتكمل المختطَفة الإيزيديّة حديثها بألم وحرقة والدموع تنهمر من عينيها “اشترى أحد العناصر أختي، وآخر اشتراني، فافترقنا عن بعض، رغم أن أختي كانت “صمّاء/ خرساء” لا تسمع”.
ثُمَّ تكمل بصوت متقطّع متهدّج “طلبت من عناصر التَّنظيم الإرهابيّ أن يأخذوني مع أختي، إلا أنَّهم رفضوا ذلك، وقالوا كُلُّ واحدة منكما تذهب لوحدها مع الشَّخص الذي يشتريها!”.
وتسرد قصَّتها المأساويّة “بداية أخذوا أختي ومسكوها من شعرها وسحلوها على الدَّرج، فصرختُ في وجههم، وهي أيضاً بدأت بالبكاء، فقلت لهم: هذه لا تفهم ولا تسمع، ماذا تريدون أن تفعلوا بها؟ ولكنّهم لم يعيروا أيَّ اهتمامٍ لحديثي”.
#عناصر داعش اغتصبوها وباعوها لأكثر من 6 مرات
وتستطرد “وفاء” حديثها بالقول “بعد مرور يوم واحد على شراء أحدهم أختي، جاء عنصر آخر وأخذني معه، فشرع باغتصابي. بقيت لديه مُدَّةَ 15 يوماً، فباعني لعنصر آخر، ثُمَّ جاء ثالث فاشتراني، ولم يحتفظ بي أكثر من شهر؛ ليبيعني إلى عنصر رابع، وتكرَّرت عمليّات البيع والشراء، حتّى وصلت إلى ستِّ عمليّات، وهنا في المخيّم تزوَّجني شخص سابع”.
بقيتُ لدى ذاك “الدّاعشيّ” مُدَّةَ شهرين، ثُمَّ باعني إلى عنصر آخر اسمه “أبو سفيان”، وهو أيضاً جلب لي ثياباً جديدة، وقال لي بأنَّه سوف يغتصبني، فصرخت ملء صوتي في مسعى للتحرّر من ذاك الوحش والهروب، لكن لم أستطع”.
وأضافت “وضعني زوجي الأخير “أبو سفيان” في بيت معزول، وعند الخروج كان يقفل عليَّ الأبواب، ولا يدعني أخرج مطلقاً”.
وتستعرض “وفاء” كيفيّة تنقُّلها بين المدن السُّوريّة التي سيطر عليها التَّنظيم الإرهابيّ “في البداية كنت في الرِّقّة، ومنها نقلوني إلى مدينة “الميادين”، ونتيجة القصف الشديد، اضطررنا للتنقّل من مدينة إلى أخرى، حيث أقمت في مدينة “هجين” أيضاً، فزرت برفقة أحد عناصر التَّنظيم عمَّتي التي كانت موجودة أيضاً في المدينة نفسها، وقال لها بأنَّ هذه المرأة أمانة لديكم، وعليكم الحفاظ عليها، وحذَّرها بأنَّه لا يستطيع أحد أن يشتريها أو يبيعها”.
وتتابع “لكن “زوجي” المُفترَض قُتِلَ في حصار ومعركة الرِّقّة، التقيت بعمّتي بعد انتهاء معركة الرِّقّة وخرجنا منها باتّجاه الميادين، وبقيتُ لديها حتّى انتقلنا إلى بلدة “المراشدة”، وهناك تزوَّجني عنصر “داعشيّ” اسمه “أبو أحمد”، حيث ذهب ولم يَعُدْ، وسمعت بعد فترة أنَّه ألقي القبض عليه وهو في السِّجن، فيما وصلت أنا مع “ضرّاتي/ زوجات زوجي أبو أحمد” إلى المخيّم، وبعد فترة وصلني خبر بأنَّه قتل في السِّجن”.
وعن وضعها بعد مقتل زوجها، تقول “بقيت نحو أربعة بعد مقتل “أبو أحمد”، فتزوَّجني شخص آخر، ولكنَّه هو الآخر اعتقل أيضاً. معاملته كانت سيّئة معي للغاية، فعُدتُ للعيش مع ضُرَّتي الأولى.
وقالت وفاء في ختام حديثها: “قوّات وحدات حماية المرأة (YPJ) ساعدوني وحرَّروني من تنظيم “داعش” الإرهابيّ، ضمن عمليّة “الإنسانيّة والأمن” في مخيّم الهول، وأريد بأسرع وقت العودة إلى أهلي وعائلتي في قريتي “كوجو”، وأنا الآن خرجت من مخيّم الهول”.
وفي الأول من أيلول 2022 أعلنت قوى الأمن الداخلي (الآساييش) في شمال وشرق سوريا القبض على 121 شخصاً متورطاً بانتمائهم لتنظيم داعش من ضمنهم 15 امرأة وذلك خلال أسبوع من عملياتها في مخيم الهول بالحسكة.
وفي الـ 25 من آب 2022 أعلنت قوى الأمن الداخلي (الآساييش) لشمال وشرق سوريا وبدعم ومساندة من قوّات سوريا الديمقراطية “قسد” والتحالف الدولي لمحاربة داعش انطلاق المرحلة الثانية لعملية الإنسانية والأمن في مخيّم الهول بالحسكة شمالي سوريا لملاحقة خلايا داعش.
وخلال العام الجاري، نفذت خلايا التنظيم الإرهابي 43 عملية إرهابية قُتل أو أعدم فيها 44 شخصاً من قاطني المخيم من ضمنهم (14 امرأة وطفلين)، بحسب قوات الآساييش.
ويقع هذا المخيّم الخاضع لإدارة قوات سوريا الديموقراطية التي يعدّ الأكراد عمودها الفقري على بعد أقلّ من 10 كيلومترات من الحدود العراقية.
ويضمّ هذا المخيّم الذي يعاني من اكتظاط وسوء حال نحو 56 ألف شخص، من بينهم 10 آلاف أجنبي، بحسب معطيات الأمم المتحدة، هم بغالبيتهم أقرباء لعناصر من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” ونازحون سوريون ولاجئون عراقيون.
كورد أونلاين
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=7538