الخميس, يوليو 4, 2024

تركيا تعود للمسار المطلوب منها!

آراء

هناك أصوات مؤيدة لتركيا وسياساتها تحاول في كل مرة وكل تكويعة لأردوغان أن تجد لها تفسيرات تتفق مع قناعاتهم السياسية؛ بأن تركيا قوية بزعامة أردوغان وبأنها تجبر الأمريكان على التنازل لها مع أن حقيقة الأمر هو أن أردوغان هو الذي تنازل بالأخير للغرب والأمريكان ويطالب حاليًا بدور لتركيا، كما كان مخططًا له بالأساس مع بداية تسلمه لرئاسة الحكومة في بدايات هذا القرن حيث كان المشروع الغربي الأمريكي هو تغيير النظم العسكرية التوتاليتارية المستبدة في المنطقة بنظم سياسية تكون مقبولة، وكان النظام التركي مع حزب العدالة والتنمية، كنموذج إسلامي معتدل هو النموذج البديل المقترح والمقبول دوليًا وشعبياً!

ولكن ومع موجة ما عرف بالثورات العربية وركوب الإخوان المسلمين وبقية الجماعات الإسلامية، أراد أردوغان أن يستغل الظرف السياسي معتقداً إنه بذلك سيجعل من تركيا قطباً دوليًا وليس فقط إقليمي بحيث يعتمد من جهة على الدول الناطقة بالتركية ومن جهة أخرى على الجماعات الإسلامية في دول “الربيع العربي الاخواني” وبذلك تصبح تركيا قطباً عالميًا أهم من الروس، بالرغم أن الأخير نفسه ليس بقطب، بل حتى بأقل من بس دون مخالب لولا الدعم الصيني، المهم تلك الأحلام التركية الأردوغانية نبهت الغرب والأمريكان لخطر أشد من الحكومات العسكرية الحاكمة حاليًا حيث ذكرتهم بجرائم العثمانيين في أوروبا، مما دعت تلك الدول بقيادة أمريكا إلى افشال المشروع الاخواني التركي في المنطقة وكانت البداية من مصر مع اسقاط حكومة المرسي بالرغم إنها كانت قد جاءت بالانتخابات الشرعية!

وهكذا وبعد أن أيقنت تركيا بأن كل محاولاتها في التصدي للقرار الغربي الأمريكي بافشال الاسلام السياسي غير مجدية بالرغم من استعانتها بكل من روسيا وإيران وبأن استمرارها في تلك المجاكرة والمعاندة قد تكلفها الكثير سياسيًا واقتصاديًا كان لا بد من هذه التكويعة الجديدة وخاصةً بعد أن أدرك بأن سياسات القيادة الأمريكية مع بايدن ليست كما كانت أيام القن-درة ترامب.. باختصار؛ تركيا هي التي تنازلت عن مشاريعها الاحتلالية العدوانية وليس الأمريكان، ويتوهم من يعتقد بأن الكرد سيخسرون مع هذه التكويعة الأردوغانية الجديدة، فالكرد باتوا اللاعب رقم أربعة في المعادلات الإقليمية وأنتهى زمن التعاطي مع الملف الكردي أمنيًا، بل بات ملفًا سياسيًا ومهماً ضمن ملفات المنطقة والشرق الاوسط الجديد ولذلك لا خوف من القادم، بل ربما يحمل الكثير من المفاجأت والحلول لشعبنا وفي مختلف أجزاء كردستان

بير رستم

شارك هذا الموضوع على