تصعيد في الأزمة الدبلوماسية بين تركيا وهولندا
كورد أونلاين تاريخ النشر: 14 مارس، 2017صعدت تركيا الاثنين من ردها على منع وزرائها من المشاركة في تجمعات انتخابية في أوروبا، بمنعها عودة السفير الهولندي إلى أنقرة، واتهام المستشارة الألمانية بـ”دعم الإرهاب”.
صعدت تركيا الاثنين من ردها على منع وزرائها من المشاركة في تجمعات انتخابية في أوروبا، بمنعها عودة السفير الهولندي إلى أنقرة، واتهام المستشارة الألمانية بـ”دعم الإرهاب”.
ويضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هولندا نصب عينيه بعد قرارها من وزيرين تركيين من المشاركة في تجمعات داعمة له، قبل استفتاء على الصلاحيات الرئاسية.
وأعلن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش الاثنين أن بلاده ترفض عودة السفير الهولندي كيس كورنيليس فان راي “إلى حين استيفاء الشروط” التي طرحتها أنقرة.
وأضاف “طالما أن هولندا لم تصلح الأخطاء التي ارتكبتها، فقد تم تعليق العلاقات على أعلى مستوى كما والاجتماعات المقررة على المستوى الوزاري وعلى مستوى عال”.
وحاول الاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي نزع فتيل الأزمة بين هولندا وتركيا.
ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أنقرة إلى “تفادي أي تصعيد جديد وإيجاد سبل من أجل تهدئة الوضع”.
بدورها، دعت وزارة الخارجية الأميركية تركيا وهولندا إلى “تجنب مزيد من التصعيد والعمل معا لحل الأزمة”.
لكن التوتر بدأ أيضا مع ألمانيا خلال الأيام الماضية، بعدما منعت مدن عدة تجمعات انتخابية تركية.
وشن أردوغان هجوما الاثنين على أنغيلا ميركل، متهما إياها بـ”دعم الإرهابيين”.
وقال خلال مقابلة تلفزيونية “سيدة ميركل، لماذا يختبئ الإرهابيون في بلدك لماذا لا تتحركين؟”.
وتتهم تركيا منذ وقت طويل المانيا بايواء ناشطين من الاكراد ومشتبه بتورطهم في الانقلاب الفاشل الصيف الماضي.
واعتبرت ميركل اتهامات الرئيس التركي “سخيفة” بحسب ما قال المتحدث باسمها ستيفن سيبرت مساء الاثنين.
وقال المتحدث “لا تنوي المستشارة المشاركة في مسابقة استفزازات”.
-“نزع فتيل التوتر”-
ورغم ان عملية انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي لا تزال عالقة، لكن أنقرة تبقى شريكا لا يمكن الاستغناء عنه خصوصا في اطار مكافحة الهجرة غير الشرعية الى اوروبا.
في هذا الاطار، دعا وزير شؤون الاتحاد الاوروبي في تركيا عمر تشيليك الاثنين الى “اعادة النظر” في اتفاق الهجرة الموقع قبل عام بين تركيا والاتحاد الاوروبي.
وتابع ان على تركيا اعادة النظر في سياستها لمنع مرور المهاجرين برا، مع انها ستظل تمنع عبورهم بشكل غير شرعي بحرا لعدم تعريض حياتهم للخطر.
وكانت السلطات الهولندية منعت السبت طائرة تشاوش اوغلو من الهبوط للمشاركة في تجمع مؤيد لاردوغان، ولم تسمح لوزيرة الأسرة التركية فاطمة بتول سايان كايا بالمشاركة في تجمع انتخابي بمدينة روتردام.
من جهته، حث الامين العام للحلف الاطلسي ينس ستولتنبورغ تركيا والدول الاعضاء الاثنين على “ابداء الاحترام المتبادل والتزام الهدوء واعتماد مقاربة مدرسة من اجل نزع فتيل التوتر”.
-دعوة إلى اليقظة-
وفي هذه الاجواء المتوترة، دعت هولندا الاثنين رعاياها في تركيا الى “التزام الحذر في أنحاء تركيا وتجنب التجمعات والأماكن المزدحمة.”
قامت السلطات التركية صباح الاثنين باستدعاء القائم بالاعمال الهولندي للمرة الثالثة منذ بدء الازمة، وسلمته رسالتي احتجاج على “المعاملة التي تلقاها الوزيران والرعايا الاتراك في هولندا”، بحسب مصادر رسمية.
يقول سونر جاغبتاي المحلل المتخصص في الشؤون التركية في معهد “واشنطن انستيتيوت” لوكالة فرانس برس “اردوغان يبحث عن اعداء وهميين في الخارج لاستمالة القاعدة القومية مع اقتراب موعد الاستفتاء. الامر بهذه البساطة والهولنديون وقعوا في الفخ بدل ان يتجاهلوا التجمعات المؤيدة لاردوغان”.
من جهته، اعتبر ديدييه بيللون من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس “نشهد اليوم مثالا على النفاق. ندعي ان مفاوضات انضمام (تركيا الى الاتحاد الاوروبي) لا تزال مستمرة بينما الامر غير صحيح. ليس هناك اسوأ من الوضع الحالي الذي يفسح المجال امام شعبوية اردوغان”.
وتأتي الازمة قبل انتخابات تشريعية مقررة الاربعاء في هولندا من المتوقع ان يحل فيها حزب غيرت فيلدرز المعادي للاسلام في المرتبة الثانية بحسب استطلاعات الرأي الاخيرة.
أ ف ب
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=2325