تشهد بلدة أشرفية صحنايا جنوب العاصمة السورية دمشق منذ منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، تصعيدًا أمنيًا متسارعًا، في ظل اشتباكات متواصلة بين مجموعات محلية مسلحة من الطائفة الدرزية، وقوات رديفة تابعة لوزارة الدفاع السورية، استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وسط مخاوف متزايدة من تفاقم الوضع الإنساني.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تركزت المواجهات في مساكن أشرفية صحنايا، وامتدت إلى مدخل البلدة ومنطقة البنك العربي، حيث تم استهداف حواجز أمنية تابعة للقوات الرديفة، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات مباشرة ورد ناري مكثف. كما سجلت مواجهات قرب جامع السويد.
في سياق متصل، أفادت وكالة سانا بمقتل 11 شخصاً من المدنيين وقوات الأمن نتيجة استهدافهم من قبل ما وصفته بـ”المجموعات الخارجة عن القانون”، إضافة إلى وقوع عدد من الإصابات.
وفي خضم الاشتباكات، تم فرض حظر تجوال في كل من صحنايا وأشرفية صحنايا من قبل قوات الأمن الداخلي، فيما أجرت شخصيات محلية ووجهاء اجتماعات لبحث سبل التهدئة. وتأتي هذه التطورات بعد يوم دموي في مدينة جرمانا المجاورة، حيث قُتل 17 شخصًا نتيجة مواجهات مشابهة، اندلعت على خلفية تسريب تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء الطائفة الدرزية، تسبب بحالة من الاحتقان امتدت إلى عدة مناطق في ريف دمشق.
وفي ظل تصاعد التوتر، أعلن الجيش الإسرائيلي، عبر بيان حكومي رسمي، أنه نفذ ضربة تحذيرية ضد مجموعة وصفها بـ”المتطرفة”، قال إنها كانت تستعد لمهاجمة أبناء الطائفة الدرزية في جنوب دمشق. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الهجوم جاء “لحماية الدروز”، مشددًا على أن إسرائيل “لن تقف مكتوفة الأيدي” إزاء أي تهديد يتعرض له الدروز في سوريا. من جانبه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي أن الضربة استهدفت جماعة كانت تخطط للاعتداء على الدروز، فيما وجهت إذاعة الجيش الإسرائيلي تحذيراً شديداً إلى النظام السوري مطالبة بمنع الاعتداءات على تلك الفئة.
وتشهد مناطق ريف دمشق، ولا سيما أشرفية صحنايا وجرمانا، حالة من القلق بين السكان، في ظل غياب أي مؤشرات واضحة على تهدئة وشيكة، وتزايد التحذيرات من توسع رقعة الاشتباكات إلى مناطق أخرى.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=68081