توصيات منتدى منسقية مجلس الإديان والمعتقدات في شمال وشرق سوريا
عقدت منسقية مجلس الأديان والمعتقدات في شمال وشرق سوريا، أمس، منتدى حوارياً، تحت شعار “الأخوة الإنسانية، فهي أقدسُ ما لدى الخالقِ تحت أديم السماء”،
وبحسب وسائل إعلام مقربة من الإدارة الذاتية، شهد المنتدى مشاركة واسعة لممثلي جميع الأديان والمعتقدات في سوريا بمختلف اديانهم وطوائفهم (الإسلام، والمسيحية، والدرزية، والإيزيدية، والعلوية، والإسماعيلية، والزرادشتية)، سواءً بالحضور الفعلي أو المشاركة بخطابٍ مصور؛ وعبّرت جميعها عن آرائها وآمالها في سوريا المستقبل خلال النقاشات التي جرت والكلمات التي أُلقيت.
وأجمع المشاركون على عدة توصيات، رأوا فيها بداية حسنة لحياة حرة مشتركة تسودها العدل والمساواة في سوريا القادمة؛ حيث أجمعت آراء ممثلي جميع الأديان والمعتقدات على الشكل التالي:
1- التأكيد على أن التعصب القومي الذي كان طاغياً وشاملاً في النظام السابق، تسبب في إنكار وتهميش الكثير من المكونات الإثنية الأصيلة في سوريا، وما يتراءى اليوم هو صعود فئة دينية عُرِفتْ بالتشدد، ما ينذر بإنكار وتهميش التنوع الديني والعقائدي في سوريا؛ وعلى هذا الأساس ضرورة رفض كل أشكال التعصب القومي والديني أو إنكار وتهميش مكونات المجتمع السوري بكل أطيافه.
2- الإيمان بأن المرأة ركنٌ أساسي من أركان الحياة والمجتمع، وحرية مجتمعٍ ما مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحرية المرأة، ورفض كل الأفكار والممارسات والنظريات المترسبة من العادات والتقاليد البالية التي تحط من شأن المرأة على مر آلاف السنين، والتأكيد على أهمية أن تلعب المرأة دورها في جميع ميادين الحياة الاجتماعية والسياسية.
3- لا شك أن الثقافة الإسلامية والمسلمين يمثلون غالبية المجتمع السوري، ولكن الدستور الذي يمكنه جمع كل الأديان والمعتقدات تحت سماءٍ واحد، يحاكي إسلام المدينة الذي يعني أن الدين لله والوطن للجميع، ويتجسد في عصرنا هذا في اجتهاد الإسلام الديمقراطي.
4-الكثير من الأديان والمعتقدات السورية عانت الإنكار والتهميش في السابق، ولكنها لن تكون كذلك في سوريا المستقبل انطلاقاً من مبدأ “سوريا لكل السوريين”؛ لذلك لا بد من الاعتراف الدستوري بهذه الديانات والمعتقدات، ومنها (الإيزيدية، والزرادشتية، والإسماعيلية، والعلوية، والموحدين الدروز)، وضمان ممارسة طقوسها وشعائرها في القانون المنظم وفق الدستور القادم.
5- رفض مبدأ الأقليات والأكثريات في سوريا، والإيمان بأن سوريا تتميز بنسيجها المجتمعي الغني بكل المكونات الإثنية والعرقية على حدٍ سواء، ما يزيد من قوتها وجمالها، وعدم القبول بأي شكلٍ من الأشكال فرض نظام تعليمي أو تربوي أو سياسي أو اجتماعي، يلغي هذا التنوع أو يتسبب في فرضِ لونٍ أحادي على باقي الألوان الأخرى، وعلى هذا الأساس يكون الاسم الأنسب لسوريا القادمة، هي “الجمهورية السورية”.
6- إدانة جميع الممارسات اللا إنسانية التي مورست على بعض مكونات المجتمع والناجمة عن التعصب الديني والمذهبي، مثلما تعرض ويتعرض لها العلويون والمسيحيون والإيزيديون في سوريا، وأن مثل هذه الممارسات تلحق الضرر بالمفهوم الوطني والأخوة والعيش المشترك للمجتمع السوري.
7- المطالبة بملاحقة ومحاكمة ومحاسبة كل من يثبت تورطه بجريمة الإبادة التي مورست بحق الإيزيديين في شهر آب من العام 2014م على يد التنظيمات الإرهابية، والتي ما زالت تبعاتها مستمرة حتى الآن؛ حيث تشهد الساحة السورية ظهور جماعات تحمل أعلاماً ورموزاً وتُطلق خطاباتٍ تتطابق مع تلك التي كان يطلقها تنظيم داعش الإرهابي أثناء ارتكابه جرائم الإبادة.
8- إدانة استغلال بعض الجهات المشبوهة للحجج والشعارات والقيم الدينية في سوريا، بهدف خلق صدامٍ بين الأديان والمعتقدات وتنمية العداء وخطاب الكراهية، وتسويغها لخدمة ارتكاب الجرائم، واعتبار هذه الممارسات إهانة للدين الإسلامي الحنيف الذي وإن دلَّ اسمه على شيء، فهو السلام والمحبة.
9- إن ممارسات جرائم النظام البعثي وكذلك الدولة التركية ومرتزقتها من بقايا تنظيم داعش الإرهابي، بتهجير الملايين والتسبب بنزوح مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري، وارتكابهم جريمة التغيير الديمغرافي التي تصنف في سياق جرائم الحرب، لذلك وَجَبَ محاكمة النظام البعثي والسلطة التركية في محكمة العدل الدولية لارتكابها جرائم حرب، والمطالبة بضمان عودة آمنة لجميع السوريين إلى ديارهم التي هُجِروا منها.
10- الإشادة بنموذج الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، التي أثبتت على مر سنواتٍ طويلة من عمر الثورة السورية، أنها المنطقة الوحيدة في سوريا التي عاش فيها الشعب السوري بكل أديانه وعقائده وسط جوٍ من الألفة والمحبة والسلام والاحترام المتبادل والعيش المشترك، ومثالاً لحرية الفكر والمعتقد، وأن في تطبيق هذا النموذج على كامل الجغرافيا السورية ضمانة للمستقبل المشترك لجميع الأديان والمعتقدات في سوريا.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=59733