الإثنين, يوليو 8, 2024

(( حلم يربت على كتف الأمل كل صباح))

القسم الثقافي

إقبال رجب

أن تفتح للأمل نوافذ في أرواح مرهقة كل صباح ليس بأمر هين ، ربما تملك من القوة مالا نتوقع في روحها الشفافة المرهفة الشغوفة بالعزلة والهدوء ، فتمدنا ببعض تلك القوة الغامضة حين تنهض كل صباح وهي تغرس خناجر في قلب اليأس الذي لا يفارق روحها ترتب روتين الأيام بأشكال مختلفة كي لا يتسلل الملل إليها فتهوي من قمة جبلها ، مهما حاولت لن تفهم ذاك الغموض الذي يشع من عينيها لن تفهم مصدر تلك القوة التي تخوض بها حربها مع الأيام والزمن ، لبوة تحارب بؤس الحياة نهاراً ،وحمامة تبعث للروح السلام ليلاً رغم أن ذاك الحلم لا يفارق ذاكرتها .

مازال هناك يعبر تقاطعاً في آخر الشارع الذي يأخذها كل يوم إلى وظيفتها ، من نافذة منزلها الغارق بالوحدة كان يسير بخطى سريعة يغيب في سحب المارة والسيارات ، شيء أشبه بالماء المحروم من رؤية نفسه ، ترى هل كان يحدق في المرايا ليرى نفسه كما كانت تحدق فيه ، في ظله وهو يضيع في ذاك المدى!.

الإسراف بالترقب أمر مرهق ومخيف هذا الترقب يشبه شيئاً منطويا على معرفة طعم الألم والفقد، الوجه الذي سرق منها الطمأنينة بدل أن يبعثها في ثنايا قلبها كل تفاصيله كانت تأخذها للبعيد وابتسامته تطفو بها فوق زبد أيام غامضة ،كلمات كان يكسر بها جدية حوار أو نقاش ليخفف عن خاطرها عبئ المخاوف التي تسر له بها نظراتها التي تختبئ خلف ابتسامة مبتورة الأطراف، كانت تعي بان القادم لن يرحم ضعفها المتنكر ، نحنا الذين أنجبنا الألم في زمن الخراب والدمار ما أكبر جبروتنا نزرع الورد ونسير فوق جثثه ثم نبحث عن مغتالاً لبساتيننا ، كثيراً مما نكتبه يخالطنا بألم كبير كأننا نتقصد الوجع كأننا أدمنا نزف الجرح ، لكن هناك مشاعر لا تمت للعقل بصلة فيصعب علينا إدارتها أو التحكم بها فتنتصر علينا ، لم تكون قادرة على إطفاء شغف تملكها فكان غياب طيفه يترك فراغاً هائلاً في أيامها ، فراغ يتكئ على حلم ، خيال لا يهدأ تكرار المشهد جعل منه في ذاكرتها فيلم تم حفظه كما تحفظ أي شي يروقك في جهاز هاتفك الجوال ومازال المشهد يتكرر ، إلا أنها لم تتمكن من حذفه من الذاكرة رغم أنه أصبح ذكرى ترهقها ، متعب إن لا يغادر ذاكرتنا من رحلوا وتركوا عبق وجودهم في أرواحنا ،تترقب عبثاً تطوف ليلاً لتطمئن على كل الوجوه التي سرقتها لتبقى في زاوية من أيامنا لا تغادرها أبدآ .

فجأة ! أعادها صوت غليان القهوة من شرود نافذتها لتصحو على مشاعر متاحة خارج دوامة العدم كأنها تنقذها من حبل مشنقة لتعيدها لواقع خانق أكثر من ذاك الحبل ، عادت لتحتسي قهوتها وترتدي ابتسامتها التي تتحصن بها كدرع يواجه قسوة الأيام

ثم تمضي لتكمل الحلم الذي فقدت بطله في ذاك التفجير في مفترق الطريق.  

​ 

​المصدر: اتحاد مثقفي روجآفايي كردستان

Read More 

 

شارك هذا الموضوع على