دمشق بعد سقوط النظام.. سكان يغادرون العاصمة خشية “قندهار جديدة”

تشهد العاصمة السورية دمشق موجة نزوح متصاعدة، عقب تسلم “هيئة تحرير الشام” السيطرة على المدينة إثر سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، وسط مخاوف متزايدة من تحول المدينة إلى “قندهار جديدة”، في إشارة إلى معقل حركة طالبان الأفغانية المتشددة.

قيود متشددة وانتشار مسلحين متشددين
وبحسب شهادات حصلت من سكان محليين، فإن عائلات دمشقية من طوائف وأديان متعددة بدأت بمغادرة أحياء العاصمة خلال الأيام الماضية، نتيجة فرض قيود مشددة على الحريات العامة والخاصة، من قبل مسلحين متشددين، بينهم أجانب من أوزبك وتركستان وشيشان وعرب.

انتهاكات واعتقالات تعسفية
وأكدت مصادر محلية وقوع انتهاكات متعددة بحق المدنيين، شملت اعتقالات تعسفية بحق مواطنين، إضافة إلى مداهمات لبيوت ومحال تجارية بحجة “مكافحة المنكر وفلول النظام”، فيما يرى الأهالي أنها إجراءات تهدف إلى إحكام السيطرة وتكميم الأفواه.

وذكرت مصادر متعدد أن “الوضع في دمشق بات ينذر بكارثة إنسانية، لا فقط بسبب التغيير في السلطة، بل بسبب طبيعة الجهات التي تسيطر الآن والتي لا تؤمن بالتعددية ولا بالحريات.”



تغيير ديموغرافي وخشية من المستقبل

ويتخوف كثير من الدمشقيين من تغيير ديموغرافي محتمل، في ظل استقدام مقاتلين أجانب من المحافظات الأخرى وعائلاتهم إلى العاصمة، وفرض سلوكيات وممارسات لا تنتمي للثقافة المدنية التي طالما عُرفت بها دمشق.

وتعيش دمشق اليوم على وقع تحولات جذرية، لا تتعلق فقط بتغير السلطة، بل بالتوجه العام الجديد الذي دفع بالكثيرين إلى البحث عن ملاذات آمنة في مناطق أخرى داخل سوريا أو عبر حدودها.

وتبقى الصورة غير واضحة تماماً حيال ما ستؤول إليه الأوضاع في العاصمة، إلا أن المشهد الحالي يوحي بمرحلة قاسية قادمة، خاصة مع انعدام الضمانات القانونية والمؤسساتية لحماية المدنيين وحقوقهم الأساسية.