دون أردوغان
نزار جاف
يقول ميکافيلي: اربح الناس سهما في هذه الحياة أقدرهم على اصطناع التملق وتلون الوجه. ويبدو إن أسهم الرئيس الترکي أردوغان آخذة بنوع من الارتفاع النسبي بسبب إتباعه أسلوب الخداع وتلون الوجه الذي يتبعه، فهذا الرجل الذي يسعى من أجل تقديم نفسه للعالم الغربي على أنه محارب ومکافح للإرهاب ومٶمن بالحرية والديمقراطية، فإنه يسعى لتقديم نفسه للعالمين العربي والاسلامي کسليل لسلاطين بني عثمان وهو أمر يلقى هوى في نفوس قطاع کبير من الشارعين العربي والاسلامي.
أردوغان الذي لايبدو إن الاستفتاء الذي جرى في إقليم کردستان العراق قد سبب له من الالم بقدر ذلك الذي تجرعه من وراء تلك الانتصارات التي حققتها وحدات حماية الشعب الکردية ضد تنظيم داعش الارهابي الذي صار واضحا للقاصي قبل الداني،أي بلدين في المنطقة قد إنتفعا من النفط الذي کان هذا التنظيم الارهابي يبيعه لهما بأبخس الاثمان، ناهيك عن توريد السيارات والاسلحة ومختلف أسباب البقاء لهذا التنظيم الارهابي وجعلته يبقى لتلك المدة.
أردوغان الذي حاول کما يبدو إقناع الغرب بوجود إرهاب سلبي”کداعش” لايمکن التعامل معه وإرهاب إيجابي”کبقايا النصرة ومن حذا حذوها” يمکن التعامل معه، مع الاخذ بنظر الاعتبار إن ترکيا أردوغان حرصت على أن يکون لها مايربطها بالطرفين في آن واحد، وهو مايمکن وصفه بقمة وذروة النفاق خصوصا وإننا لانذيع سرا إذا ماقلنا إن ترکيا الاتاترکية بصورة عامة والاردوغانية منها بصورة خاصة تعيش مرض”الکرد فوبيا”، ويبدو إنها تبذل کل مابوسعها من أجل الحصول على ضوء أخضر لکي تحارب الکرد تحت يافطة محاربة الارهاب والمثير للسخرية إن الجميع بما فيهم الرئيس ترامب يعلمون هذه الحقيقة ولکنهم ولعلمهم ب”الدماغ الاتاترکي”المتحجر في التعامل مع القضية الکردية فإنهم يسايرونه، تماما کما فعلوا مع نظام الملالي في طهران ولم يجنوا من وراء ذلك إلا الفشل والاخفاق، وستثبت الايام بأن ماقد حققته وحدات حماية الشعب الکردي من إنتصارات على الارهاب في سوريا لن يتمکن نظام هو بالاساس مشبوه بتورطه وبعلاقاته المريبة مع الارهابيين من تحقيقها أبدا وإن النفاق الاردوغاني سينکشف على حقيقته في نهاية المطاف.
الانسحاب الامريکي المفاجئ من سوريا، وهو موقف أمريکي مخز لايجب التعجب منه وسيأتي اليوم الذي سيتحدث فيه رئيس أمريکي بمنتهى الخجل من هذا الموقف المخز الذي هو إمتداد لسلسلة من المواقف المخزية الامريکية من أمة ناضلت وتناضل من أجل حريتها وحقوقها المشروعة، تماما کما فعل المستشار الالماني فيلي براندت عندما رکع أمام النصب التذکاري اليهودي في وارشو تکفيرا عن الجرائم التي إرتکبتها ألمانيا النازية بحق اليهود، خصوصا عندما يعلم العالم کله حقيقة نوايا الدون أدوغان ومزاعمه بشأن محاربته لطواحين الارهاب!
ايلاف
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=49372