شكك عدد ذوي الضحايا من جدية السلطات التركية في محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة من قبل الجندرما التركية وقالوا ان الإعلان التركي هو شكلي وأنهم لن يحصلوا على العدالة

واعلنت السلطات التركية عن القاء القبض على 3 ضباط أتراك في محافظة هطاي على خلفية مقتل مواطنين سوريين اثنين، في أعقاب اعتقال قوات “الجندرمة” 8 سوريين واحتجازهم في المركز وتعرضهم لتعذيب شديد.

ونشرت وسائل إعلام تركية أنباء عن ثمانية مواطنين سوريين دخلوا هطاي التركية عن طريق التهريب يوم – 11 مارس الجاري – حيث اعتقلوا من قبل قوات الجندرمة التركية، وتم إرغام اثنين منهم هما «عبد الرازق القسطل» و «عبدو خليل الصياح» على شرب وقود (الديزل) ليفارقا الحياة إثر ذلك فيما تم الاعتداء على الضحايا الآخرين وتعذيبهم بطريقة وحشية

هذا وتواصل قوات حرس الحدود التركية ( قوات الجندرما ) استخدام القوة المميتة في استهداف اللاجئين والمهاجرين السوريين على الحدود كما وتعتدي بطريقة توصف بالوحشية على الذين تقوم باعتقالهم ويتمكنون من النجاة من القناصين الأتراك.

وارتفع عدد السوريين الذين قتلوا برصاص الجندرما التركية إلى 14 شخصا منذ بداية العام الجاري (2023)، فيما تجاوز عدد الذين أصيبوا خلال محاولة اجتياز الحدود إلى 67 شخصاً، بينهم إصابات بإعاقة دائمة نتيجة الضرب الوحشي بالعصي والبواريد والركل والقاءهم خلف الساتر الحدودي وهم ينزفون.

وخلال عام 2022 قتلت قوات حرس الحدود التركية 46 مهاجراً سورياً بينهم 5 أطفال وامرأتين ضمن مناطق سورية متفرقة واقعة قرب وعلى الحدود مع تركيا خلال عام 2022، كما أصابت 901 مدنياً بينهم 36 طفلاً و 40 امرأة عبر استهدافهم بطلقات مميتة من قناصين مدربين يستهدفون المهاجرين أو سكان القرى القريبة من الحدود بشكل متكرر.

كما أنّ الجندرما قتلت 557 سورياً، بينهم (103 طفلاً دون سن 18 عاماً، و67 امرأة)، وذلك حتى 21 آذار 2023 وأصيب برصاص الجندرما 2295 شخصاً وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرما بالرصاص الحي.

وتتكرر حالات استهداف “الجندرمة” للسوريين سكان القرى الحدودية، كما قامت تركيا ببناء جدار عازل على طول حدودها الذي يبلغ طوله 911 كم لمنع دخول اللاجئين، ما يسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين بشكل مستمر.

وبات السوريون على اليقين بأنّ تركيا خذلتهم، على كافة المستويات. ليس فقط العسكري، أو السياسي، وإنّما أيضاً على المستوى الإنساني…. فتركيا من كانت طرفا في الحرب الدائرة في بلدهم سوريا، وهي من فتحت الحدود لعبور السلاح، والمسلحين، ودعمت ولاتزال تدعم العشرات من الجماعات المسلحة التي تتقاتل فيما بينها، في مناطق من المفترض أنّها باتت آمنة. كما أنّها التي تتلق باسمهم المساعدات الدولية والأموال المقدمة من دول الاتحاد الأوربي ومن الولايات المتحدة. لكن لا يصلهم شيء كما يؤكد النازحون.

كما يجد الآلاف من النازحين الذين اضطر غالبهم لمغادرة منازلهم والنزوح من مدنهم، بناء على صفقات واتفاقيات عقدتها تركيا مع كل من روسيا وإيران، بلا مأوى ومستقبل، وأنّ حياتهم وحياة أطفالهم انتهت، وأنّ الأمل يتبدد يوما عن آخر، في ظروف قاهرة، لا عمل، ولا أمن أو أمان، فهم أمام خيار أن يتحولوا لمرتزقة، ترسلهم تركيا إلى ليبيا أو أذربيجان أو أن يموتوا قهرا وجوعا.

​المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا

شارك هذه المقالة على المنصات التالية