الخميس, فبراير 6, 2025

رسالة من هيثم مناع حول اجتماع جنيف

رسالة إلى إخوتي وأخواتي وأهلي داخل سوريا وخارجها
تحية الكرامة والمحبة التي تجمعنا
منذ صباح الأربعاء غزت المواقع والشبكات ووسائل التواصل الاجتماعي حملات لا سابق لها، بعضها شخصي وبعضها الآخر باعتباري منسق اللجنة التحضيرية لاجتماع القوى والشخصيات المدنية والسياسية المزمع عقده في جنيف والداخل السوري في 14 و 15 شباط الجاري. وصار من الضروري أن يكون هناك نقاط على الحروف يعرفها الجميع وتكون واضحة للجميع أيضا.
1- إن كلمة منسق تعني تنظيم وترتيب أمور نجاح هذا الاجتماع الذي جرى الاتفاق على انعقاده قبل قرابة شهر بين عديد المنظمات الحقوقية والسياسية وجرى اختياري لكوني أعيش في مدينة جنيف الأمر الذي يساعد في التسهيلات اللوجستية للاجتماع.
2- جرى الاتفاق منذ اليوم الأول أولا على اسم اجتماع وليس مؤتمر، حتى لا يحدث أي سوء تفسير أو فهم، خاصة وقد بدأت في نفس الوقت اجتماعات تشاورية داخل سورية للإعداد لمؤتمر وطني سوري في دمشق. وبنفس الوقت اجتماعات متفرقة أعطت مجموعات شبابية جديدة كان لها الدور الكبير في النضال ضد النظام البائد، فجاء الاجتماع فرصة لجمع كل هذه الأصوات لمناقشة واقع ومستقبل البلاد والخروج بتصور مشترك يمكن أن يشكل إضافة في الوضع الحرج والقلق التي تمر به سوريا.
3- وضعت استمارة مفتوحة لكل مواطن ومواطنة للمشاركة في هذا الاجتماع.
4- طلبنا من عدد من المختصين والمختصات تقديم أوراق عمل تتناول المواضيع التي تشغل كل سوري اليوم: ورقة مبادئ دستورية، ورقة تتعلق بدور المجتمع المدني في إعادة البناء، ورقة حول الأوضاع الاقتصادية في سوريا والسبل الأفضل لإعادة البناء، ورقة حول ضرورة تشكيل هيئة سورية عليا للعدالة الانتقالية، ورقة حول ضرورة بناء جيش وطني بعد أن حول الأسد الجيش إلى حارس لمصالحه ومصالح عصابته. ومن أجل ذلك تم التواصل مع نخبة من الضباط المنشقين لتقديم رؤيتهم في بناء جيش وطني…
5- أثناء التحضير جرت عدة مستجدات على الأرض، وقد جرى الاتصال بنا من أشخاص تشاركنا معهم النضال طيلة 13 عاما، وهم في دمشق اليوم، وقالوا كل من عرفنا من أسماء كان يدعو إلى الحوار السياسي فلماذا الآن تختارون المواجهة عوضا عن الحوار، وطلبوا منا أن نأتي للنقاش مع الإدارة السياسية الجديدة في دمشق، ولم يكن جواب أي منا الرفض، وكان الرد حرفيا: العديد من المشاركين وضعوا ذلك في قسيمتهم: تشكيل وفد في الاجتماع الموسع يحمل مخرجات الاجتماع إلى دمشق. وأنا شخصيا اعتقد بأن هناك أغلبية واضحة مع هذا الاقتراح. فقالوا: نريد شخصيا أن تكون في هذا الوفد، فقلت لهم: الاجتماع سيد نفسه وهو من يختار الوفد الأنسب.
6- خرجت مقالة في النهار العربي عن الاجتماع، وقد اختار التحرير عنوانا صحفيا لها وركز على مواضيع خلافية مثل أن هذا الاجتماع سيخرج منه أول معارضة. وهذا أمر موجود في قسائم 142 شخصا : نقترح تشكيل تجمع سياسي مدني للنضال من أجل دولة قانون لكل مواطنيها. ومع ذلك لم يصدر عن اللجنة التحضيرية أي تعليق على الموضوع، ولكن أيضا لم تعد أية ورقة أو مسودة لنظام أساسي لهذا الاقتراح. ثم ذكر المقال لموضوع مشاركة مجلس سوريا الديمقراطية. من المعروف أنه لا يوجد في اللجنة التحضيرية شخص واحد من مسد. وأن تواصل مسد كان بعد الاطلاع على الرسالة المنشورة على موقع الاجتماع، وهو برأيي موقف مسؤول وحريص على المشاركة في أية مبادرة للحوار الوطني السوري. ولمن لا يعرف، فإن مسد تحالف حزبي فيه أحزاب عمرها ١٨ سنة وأخرى ١١ سنة ومن مختلف المحافظات واثنان من المسجلين مثلا عندهم خمس سنوات سجن في صيدنايا. لذا مرحب بهم في الاجتماع. لأننا في الأساس ضد الاستبعاد وتوزيع بطاقات رفض وقبول على الناس.
7- هذا الاجتماع، فرصة للتشاور والحوار بين السوريين والسوريات، دون استثناء أو إبعاد مسبق لأحد. أما ما يسمى اليوم في القاموس السياسي “فلول النظام البائد” فقد راجعت بنفسي قائمة المسجلين للحضور، ولم أجد اسما واحدا اكترث منهم أو سجل للحضور.
8- لم يكن التأقيت لتاريخ الاجتماع بعلاقة من قريب أو بعيد بمؤتمر النصر وتنصيب السيد أحمد الشرع من المؤتمر رئيسا مؤقتا للبلاد. وبالتالي أنا متأكد من أن وجهات نظر المشاركين لن تكون واحدة، وكونني كنت قد وعدت بمحاضرة “سوريا إلى أين”، كان التقديم : مفكر ومناضل حقوقي، كونني أعرف بتعدد وجهات النظر حول الموضوع. لذا قلت وجهة نظري، وهذا حقي الكامل، لأنني لست المتحدث باسم اجتماع موسع لم يحدث بعد، وأعرف جيدا وجود أكثر من وجهة نظر في صفوف المشاركين والمشاركات. ولعل متابعة 3 ساعات من قبل أكثر من سبعين ألف شخص، هو الذي كان السبب في خلط عند الكثيرين ولكن للأسف في حملة أكاذيب استهدفتني شخصيا في قضايا ودعوات معظمها لا يستحق حتى الرد عليه أو التوقف عنده.
9- لقد فاق عدد المطالبين والمطالبات بالمشاركة ضعفي ما كنا نتوقع، وهذه فرصة لكل من لديه أدنى شك أن هذا الاجتماع يهدف كما قيل “لتشكيل مجلس عسكري لقلب النظام الجديد”، أو كما كتب البعض متسائلا: “هل ستشكلون حكومة منفى؟”، فإن مجرد طرح السؤال يعني أنه لم يفهم الغاية الأساس من عقد الاجتماع، وبالتالي فإن حضوره لن يشكل فائدة أو إضافة مرجوة.
10- مهما كانت مخرجات الاجتماع الموسع، فإنني بعده غير قادر على المشاركة بفعالية فيها، والبركة في الطاقات الخيرة والصاعدة التي تحتاجها سوريا اليوم. فقد أخرت دخولي المشفى شهرا من أجل نجاح هذه المبادرة ولن يقبل الطبيب أي تأخير إضافي.
11- لكل الأحبة الذين بصدق يتحدثون عن عني بهذا المنصب أو ذاك، أريد أن أعيد للمرة الألف: “هل تريدون رؤيتي كما رأيتم بايدن في آخر أيامه؟ رجاء عدم التحامل والكذب عليّ بأحد ثلاثة: السلطة أو الإيديولوجية أو الفساد، فالميزة الوحيدة لي، أنني سأموت دون ميراث ودون دين في رقبتي، ومحاربتي لكل الإيديولوجيات الظلامية والظالمة، وأجمل آمالي أن أموت وفي سجلي الدفاع عن كل مظلوم ومناهضة كل ظالم ولكن ليس بأضعف الإيمان.
مع خالص محبتي للجميع
هيثم مناع

شارك هذه المقالة على المنصات التالية