رواية الأم والابن للكاتبة الكردية گلاويژ خان
الطالبة: تمارا زياد عبدالمهدي
المرحلة الرابعة: قسم اللغة العربية – كلية اللغات
الجامعة: جامعة السليمانية
المشهورة بـ(گلاويزخان)، عقيلة القائد السياسي التأريخي، والحقوقي المحامي الأديب الروائي المشهور، المرحوم الأستاذ إبراهيم أحمد (بلة)، ولدت سنة 1930 في مدينة الموصل. والدها المرحوم من أهالي مدينة زاخو، ومن عشيرة (قوجةبكي) وهي عشيرة عريقة قديمة تعود أصولها إلى شمال كوردستان (جنوب شرق تركيا)، تُعرف بإسهاماتها الأدبية في الأدب الكردي الحديث ولدت في منطقة ذات تاريخ ثقافي غني مما أثر على كتاباتها وأسلوبها الأدبي و ثقافتها الأدبية ، حصلت على تعليمها في الأدب واللغة مما أكسبها مهارات قوية في الكتابة والنقد،تركز أعمالها على قضايا الهوية، حقوق المرأة، والتاريخ الاجتماعي للكرد، مما يعكس تجارب الحياة اليومية والصراعات التي تواجهها المجتمعات الكردية كتبت عدة روايات تناولت فيها مواضيع معقدة ، تُعتبر گلاويژ صوتًا مهمًا في الأدب الكردي الحديث، حيث تسلط الضوء على قضايا النساء وتاريخهن، مما يسهم في تعزيز الوعي الاجتماعي والثقافي تجسد أعمالها تجارب الحياة الكردية، مما يجعلها واحدة من الكاتبات الرائدات في هذا المجال .
من أبرز رواياتها هي رواية “الأم والابن” التي تجسد فيها صورة المرأة المضحية والبطلة على النحو التالي :
التضحية من أجل الأبناء الأم تبذل كل ما في وسعها لحماية ابنها حتى في ظل الظروف القاسية تعكس مشاعر القلق والخوف لكنها تظل قوية من أجل دعم ابنها و الصمود في وجه المعاناة تواجه الأم العديد من الصعوبات، بما في ذلك الفقر والتمييز، لكنها تظل ثابتة في إيمانها بحقوق عائلتها وشعبها و كذلك دور المرأة في المجتمع إن الرواية تسلط الضوء على دور المرأة في المجتمع الكردي، حيث تمثل الأم رمزًا للأمل والتغيير و تعكس تجاربها التحديات التي تواجهها النساء في السياقات السياسية والاجتماعية المعقدة ، العاطفة والحنان رغم المعاناة، تظل الأم رمزًا للحب والحنان، حيث تسعى دائمًا لتوفير الأمان لعائلتها، مما يعكس الجانب الإنساني في شخصيتها و تمثل الأم قدوة للأجيال القادمة، حيث تعكس قيم النضال والتضحية، مما يلهم الآخرين لمواصلة الكفاح من أجل الحرية والعدالة و صورة المرأة المضحية في الرواية تعكس عمق التجربة الإنسانية، وتبرز دور المرأة كعنصر أساسي في النضال من أجل الحقوق والحرية من خلال هذه الشخصية، تقدم الرواية رسالة قوية حول أهمية التضحية والصمود في مواجهة الظلم ، رواية “الأم والابن” ليست مجرد رواية عن العلاقات الأسرية، بل هي عمل أدبي يعكس واقعًا تاريخيًا مؤلمًا ويعبر عن آمال وتطلعات الشعب الكردي في نيل حقوقه .
فحوى الرواية : تبدأ الرواية بتقديم الأم كمرأة قوية تواجه تحديات الحياة بمفردها بعد فقدان زوجها. تعكف على تربية ابنها في ظروف صعبة تتطور العلاقة بينهما، حيث تشعر الأم بالقلق على مستقبل ابنها، بينما يسعى الابن لتحقيق أحلامه الخاصة. تظهر صراعات عندما تبدأ قيم الابن وأحلامه في التباعد عن تطلعات والدته، مما يؤدي إلى توتر بينهما تصل العلاقة إلى نقطة حرجة عندما يتخذ الابن قرارًا كبيرًا يتعارض مع رغبات والدته، مما يسبب صدمة للأم .
من الموضوعات التي تطرحها الرواية النضال من أجل الحرية و تسلط الرواية الضوء على كفاح الشعب الكردي من أجل حقوقهم وحريتهم و العلاقات الأسرية تعكس الرواية الروابط القوية بين الأم وأبنائها، وكيف تؤثر الظروف السياسية على هذه الروابط و الظلم الاجتماعي والسياسي تنتقد الرواية الأوضاع السياسية في العراق خلال تلك الفترة، وتبرز معاناة الأفراد تحت الأنظمة القمعية و تستكشف الرواية موضوع الهوية حيث تسعى المرأة إلى إيجاد مكانتها في عالم قاسي و تعبر عن رغبتها في تحقيق الذات والحرية تُظهر الرواية كيف تتفاعل المرأة مع شخصيات أخرى وتبني علاقات معقدة، مما يعكس عمق الروابط الإنسانية .
في النهاية تتعلم الأم والابن كيفية التفاهم والتقبل حيث يدركان أهمية الحب والدعم المتبادل هي ليست مجرد رواية عن العلاقات الأسرية بل هي عمل أدبي يعكس واقعًا تاريخيًا مؤلمًا ويعبر عن آمال وتطلعات الشعب الكردي في نيل حقوقه.
تتميز الكاتبة بأسلوب سردي قوي، حيث تستخدم تقنيات متعددة مثل تعدد الأصوات والشخصيات، مما يعزز من عمق الرواية ويجعل القارئ يتفاعل مع الأحداث بشكل أكبر
و الرمزية تستخدم الرموز بشكل فعال لتقديم رسائل عميقة حول الحياة والوجود مما يضيف طبقات من المعنى إلى نصوصها .
المكان في الرواية يلعب دورًا حيويًا في تشكيل الأحداث والشخصيات، حيث يعكس البيئة الاجتماعية والسياسية التي تعيش فيها الشخصيات ، تسهم هذه الأماكن في تشكيل الهوية الكردية و التحديات التي تواجهها الشخصيات، مما يجعل المكان جزءًا لا يتجزأ من سرد الرواية وتطور الأحداث.
القرية : تمثل القرية الأساس الذي تدور حوله الأحداث، حيث تعكس الحياة اليومية والتقاليد الكردية. تتسم القرية بالبساطة ، لكنها أيضًا تعكس تحديات الحياة في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.
المنزل: يمثل منزل الأسرة مكانًا للذكريات والصراعات. يشكل فضاءً للإحساس بالانتماء، لكنه أيضًا مساحة تعكس التوترات بين الأجيال، حيث تتباين أفكار الأم التقليدية مع تطلعات الابن الحديثة.
الجبال والطبيعة : تبرز الطبيعة الكردية، مثل الجبال والوديان، كخلفية مهمة لجمال المنطقة و الطبيعة تمثل أيضًا الحرية والأمل.
التغيرات الاجتماعية : المكان يعكس التغيرات الاجتماعية والسياسية التي تؤثر على حياة الشخصيات، حيث تتداخل الأحداث المحلية مع السياقات الأوسع مثل النزاعات الثقافية والسياسية.
رواية “الأم والابن” تحتوي على مجموعة من الشخصيات المعقدة التي تعكس التوترات العائلية والثقافية.
الأم (الشخصية الرئيسية):
تمثل الجيل القديم شخصية قوية، تقليدية، وتحمل قيم الأسرة. تعبر عن حنان الأمومة، لكنها أيضًا متشددة في بعض جوانب تربيتها. تواجه صراعًا داخليًا بين التمسك بالتقاليد ورغبتها في رؤية ابنها يحقق طموحاته. تمثل التحديات التي تواجه الأمهات في المجتمعات التقليدية.
الابن:شخصيته تعكس الجيل الجديد. طموح، متحرر، يسعى لتحقيق أحلامه بعيدًا عن قيود التقاليد. يمثل الصوت الجديد الذي يريد التغيير. يتعرض لصراع بين ولائه لوالدته ورغباته في التحرر. يتمنى أن يكسر القيود التي تفرضها عليه العائلة والمجتمع.
الأب :قد يكون غائبًا أو موجودًا يمثل السلطة التقليدية، غالبًا ما يكون شخصية صارمة أو غير متواجدة. تأثيره على العائلة يظهر من خلال القيم التي تزرعها الأم. قد يكون له دور في خلق التوتر بين الأجيال، حيث يحقق الابن طموحاته بعيدًا عن توقعات والده.
الأصدقاء والجيران : يقدمون وجهات نظر مختلفة حول الحياة، بعضهم يدعمون الابن في طموحاته، بينما يحذر الآخرون من عواقب التمرد على التقاليد و يمثلون الأصوات المجتمعية التي تؤثر على القرارات الشخصية، ويعكسون الصراعات الثقافية في المجتمع الكردي.
الشخصيات الثانوية : تشمل الشخصيات النسائية الأخرى، مثل الأعمام أو الأخوات، الذين يضيفون عمقًا إلى الرواية من خلال تجاربهم وعلاقاتهم مع الشخصيات الرئيسية.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=60145