أقل ما يقال عنه بأنه “عرض مغري”، قدمت إدارة المنح التركية ووقف الديانة التركي منحة مقدمة للطلاب السوريين للدراسة في المدارس الثانوية للأئمة والخطباء الدولية.
وبحسب ما نشرته مواقع معارضة سورية ستغطي المنحة تكاليف الدراسة كاملة، ومن بينها سكن مجاني ومبلغ مالي شهري وتأمين صحي سنوي، بالإضافة إلى بطاقة مواصلات بأسعار مخفضة وبدل لشراء الملابس.
وتقتصر المنحة على الطلاب السوريين في مدن أنقرة واسطنبول وقونيا وقيصري وبورصة وسيواس، على أن يكون الطالب قد أتم المرحلة الإعدادية، بما يعادل الصف الثامن في تركيا، بمعدل لا يقل عن 70%، وتشمل مواليد عام 2003 كحد أعلى، وتشترط ألا يكون الطالب حاملًا للجنسية التركية.
وظل خرّيجو مدارس إمام وخطيب طوال عقود على هامش المجتمع التركي، بسبب منعهم من الالتحاق بالعديد من الفروع المهمة في الجامعات التركية، وحصرهم بكلية الشريعة فقط ومنهم صفوة حزب العدالة والتنمية، مثل الرئيس أردوغان وعدد من كبار مسؤولي الحزب ونوابه في البرلمان.
ويرى مراقبين إنّ الهدف الحقيقي للرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية من دعم المدارس الدينية هو إعادة تشكيل المجتمع التركي بما يضمن له ولحزبه توسيع القاعدة الانتخابية؛ حيث ترى الحكومة أنّ هذه المدارس هي وسيلة لتخريج أجيال تحمل قيماً محافظة تتوافق مع توجهات الحزب وسياسته.
وفي دراسة أجرتها وكالة “رويترز” للموازنة الحكومية والخطط الاستثمارية يتبين أن الإنفاق على مدارس الإمام الخطيب الثانوية للبنين والبنات بين سن 14 و18 عاما سيتضاعف إلى 6.57 مليار ليرة (1.68 مليار دولار) في 2018 أي ما يقرب من ربع إجمالي الإنفاق على المدارس.
ورغم أن تلاميذ مدارس الإمام الخطيب البالغ عددهم 645 ألفا لا يمثلون سوى 11 في المئة من إجمالي طلبة المدارس الثانوية فالتمويل المخصص لهم يبلغ 23 في المئة أي ما يمثل ضعف ما يُنفق على تلاميذ المدارس العادية.
ومنذ عام 2012، عندما امتد تعليم مدارس الإمام الخطيب ليشمل المدارس الإعدادية التي تتراوح أعمار طلبتها بين 10 و14 عاما، ارتفع عدد تلاميذها الإجمالي خمسة أمثال ليصل إلى 1.3 مليون طالب في أكثر من 4000 مدرسة.
وتحت عنوان “عناصر داعش خريجو مدارس الأئمة والخطباء” نشر الكاتب التركي ناديم شانار، مقالا بصحيفة سوزجو عام 2014، أوضح خلاله الدور الذي تلعبه تلك المدارس في تنشئة “جيل متطرف” بعيد عن الإسلام المعتدل، فهي تمجد الموت باسم الدين، وينطلق طلابها بعد التخرج إلى أفغانستان والشيشان والبوسنة، وبالطبع العراق وسوريا، وفق ما نقله موقع “عثمانلي” المعارض لسياسات حكومة العدالة والتنمية.
تموز نت / مواقع
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=1246