إعداد: محمد علي الصويركي الكردي

هيرو إبراهيم احمد: سيدة العراق الأولى، وقرينة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني (مام جلال) السكرتير العام لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وابنة المناضل السياسي والكاتب والشاعر الكردي المعروف إبراهيم احمد.
ولدت في مدينة السليمانية بكردستان العراق عام 1948م، أكملت الدراسة الابتدائية بين كركوك وبغداد، ثم عادت إلى السليمانية لإكمال الدراسة الإعدادية، ودرست سنتين في طهران، وتخرجت من قسم علم النفس من كلية التربية في جامعة المستنصرية في بغداد، أما اسمها (هيرو) فيضبط بالياء والواو المفتوحتين، ويعني في اللغة الكردية: وردة الختمية.

منذ نعومة أظفارها تتلمذت على يد والدها (إبراهيم أحمد) مبادئ الحرية والفكر القومي الكردي، كما تعلمت الصبر والجلد والمثابرة من جدتها، وعشقت المطالعة والكتابة من ولدتها، وفي أجواء هذه الأسرة المثقفة، والبيئة السياسية الناضجة تخرجت كتلميذة نجيبة متسلحة بمبادئ الإيمان بقضية شعبها الكردي المضطهد، ومما زاد من توهجها اقترانها في السبعينيات برفيق درب النضال (مام جلال) وهو المناضل الكردي المعروف وزعيم الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، ورئيس جمهورية العراق الاتحادية الحالي، فخاضت معه طريق النضال، وعانت مع شريك حياتها ألوان التشرد والحرمان والمطاردة والغربة، ثم سلكت الدرب الأصعب حين تقاسمت معه المسؤوليات في تأمين متطلبات أبناء شعبها وأسرهم من مناضلي الحزب، ومستلزمات النجاح في ساحات الكفاح، ومواكبة وسائل الإعلام لتغطية الأحداث والأخبار، فكانت أول امرأة تسجل أحداث النضال في الجبال، فتكون في الخطوط الأولى وخنادق البيشمركة وهي تحمل على أكتافها (كاميرا فيديو) لتصوير بطولات البيشمركة في الجبال، ومن ثم تسجيل جرائم النظام السابق، ومع الأيام أصبحت تملك اكبر أرشيف لأيام النضال الكردي المسلح.
تعلمت من رحلتها الطويلة والحياة القاسية والنضال الدؤوب التي عاشتها هذه المناضلة القوية فخلقت منها المرأة الحديدية التي تتصدى للموت في الحياة بكل لحظة فيها لذلك الزمن القاسي- الذي لا ينسى- حتى زوال ليل الظلم الطويل، وإشراق نهار الحرية إلى وجه كردستان العراق.

تقلد زوجها المناضل (جلال طالباني) رئاسة العراق الفدرالي مرتان، ولا زال على رأس عمله إلى اليوم، فأصبحت سيدة العراق الأولى، ولم يبهرها هذا (اللقب) بل تابعت العمل في تقديم الخدمات المختلفة لشعبها الكردي في مجال المرأة، والطفل، والنشاطات الإعلامية، وفي الحقول الإنسانية، والمؤتمرات الدولية، وتوجت أعمالها ونشاطاتها حين منحت من قبل منظمة اتحاد رُسل السلام العالمية لقب “سفيرة السلام”.
وبعد الانتفاضة الكردية المباركة عام 1991م غدت صاحبة أكثر مشروع في الصحافة الحرة، والقنوات التلفزيونية مثل (خاك)، و(كرد سات)، وخدماتها التي قدمتها للأطفال بإيجاد منظمة للأطفال في كردستان، وإصدارها مجلة (به بوله – الفراشة) وغيرها. إن ما قدمنا عنها ما هو إلا سيرة مقتضبة لسيدة مناضلة خدمة شعبها أيام الحرب والسلم بكل صدق وشرف. وفي الختام : نسأل الله لهذه السيدة الكبيرة الصحة، والعافية، والعمر المديد(1).
ـــــــــــــــــــــ
(1 ) نزار بابان: كردستان جنة الله وجحيم أمة، 458-459.جمال بابان: أعلام كرد العراق، 2/551-554، صحيفة كردستان نوي، السليمانية، العدد 3692، تاريخ 8/6/2005م، صحيفة الاتحاد، بغداد، العدد1335، تاريخ 10/7/2006م.ملاحظة: هذه السيرة موجودة بالكامل في (الموسوعة الكبرى لمشاهير الكرد عبر التاريخ)، لمحمد الصويركي، بيروت، 2011، الجزء السابع.

شارك هذه المقالة على المنصات التالية