تفنن تنظيم داعش بابتكار طرق وأساليب مختلفة للقتل، وفي مدينة الرقة المحررة في كل شارع شاهد على إحدى جرائمهم، وكان أبشعها القلي بالزيت والسلق بالماء المغلي.
خلال احتلال التنظيم لمدينة الرقة، وكغيرها من المناطق الواقعة تحت سيطرتهم في سوريا والعراق، كانوا يتبعون فيها أساليب الترهيب بحق المدنيين ويتفنون بابتكار طرق مختلفة للتعذيب والقتل, وكل جرائمهم هذه كانوا يرتكبونها علناً وفي الساحات العامة وشوارع المدن الرئيسية ليبثوا من خلالها الرعب في النفوس حتى لا يتجرأ أحد على مخالفة أوامرهم، فلم يكتفوا بالقتل رمياً بالرصاص أو النحر بالسيف والسكين والصلب وقطع الأطراف والحرق بالنار, بل ابتكروا أساليب أخرى تعتبر الأبشع في طرق القتل، ومنها، وبحسب ما رواه أهالي مدينة الرقة، (القلي بالزيت، والسلق بالماء، بالإضافة إلى رمي الضحية من الأبنية الشاهقة).
الكثير من الساحات العامة ومفارق الطرق والدوائر الحكومية والأبنية المرتفعة في مدينة الرقة باتت أسماؤها مرتبطة بجرائم القتل ومجازر داعش، مثل دوار الساعة، النعيم، الدلة والملعب الأسود الواقعة وسط المدينة كانت شواهد على تلك الممارسات، حتى أن دوار النعيم تحول اسمه إلى “دوار الموت” لكثرة ما قتل داعش ضحاياه فيه.
لا تزال صور الموت والقتل بأنواعه تتبادر إلى ذاكرة أهالي الرقة العائدين إلى مدينتهم بعد التحرير كلما مروا بأحد تلك الأماكن التي حولها مرتزقة داعش لنقاط للقتل والقصاص، ويروي لنا المواطن قاسم، الذي فضل ألا يكشف عن كامل هويته والعائد إلى مدينته بعد التحرير، حادثة قتل نفذها مرتزقة داعش وكان شاهداً عليها مع المئات من الأهالي، فيذكر أنه في (شارع تل أبيض) وهو أحد أحياء مدينة الرقة يوجد مبنى شاهق مؤلف من 5 طوابق، دعا مرتزقة داعش الأهالي للتجمع أمامه، ثم أتوا برجل وربطوا يديه إلى ساقيه وربطوه على كرسي خشبي وألقوه من أعلى المبنى ليرتطم بالأرض بقوة، ثم أقدم بعض المرتزقة في الأسفل على رجمه بالحجارة حتى مات.
وفي حادثة أخرى وصفها قاسم بالأبشع والتي جرت في الملعب الأسود الذي قام فيه مرتزقة داعش بأفظع جرائمهم، قال قاسم:” جمع المرتزقة مرة أخرى الأهالي داخل الملعب وفي وسط الملعب وضعوا قدراً كبيراً يدعى(حلة) مليئاً بمادة الزيت المحروق المستخدمة للآليات وأشعلوا تحته النار حتى وصل لدرجة الغليان، وجاء المرتزقة بشخص محكوم عليه بالإعدام، وقبل أن يلقوه داخل الحلة اقترب أحد المرتزقة نحو الضحية وسأله بسخرية بقصد إهانته”أتريد القلي أم السلق؟” ويقصد بالسلق إلقاء الضحية في حلة مليئة بالماء المغلي وهي طريقة أخرى يستخدمها داعش لقتل ضحاياه، وبعدها ألقوا بهذا الشخص داخل الحلة المليئة بالزيت المغلي وترك فيها حتى ذاب جسده داخلها”.
وفي الصور التي التقطها مراسلو وكالة أنباء هاوار تظهر آثار المبنى الشاهق في شارع تل أبيض الذي كان ينفذ فيه حكم الإعدام بالرمي من الأعلى، بالإضافة إلى آثار الحريق على أرضية الملعب والتي كانت مكاناً لوضع الحلة وإشعال النيران تحتها.
المصدر: ANHA
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=1714