الخميس, نوفمبر 21, 2024

شخصيات معاصرة: المناضلة بنت حي الاكراد في دمشق السيدة صباح ميرزو

مجلة الحوار- العدد /82/- السنة 30 – 2023م

تعد السيدة صباح ميرزو من السيدات اللواتي سخرت حياتها في سبيل القضايا العامة. وعلى الرغم من أنها من بنات (الشام) الا أن حسها القومي الكوردي كان عالياً. فالسيدة صباح تنتمي لأسرة كوردية عريقة من الوجهاء الأكراد في دمشق.  وحسب بعض المصادر ترجع أصول عائلة ميرزو إلى أكراد بوتان. وعلى الأرجح تعود أصولهم الى عشيرة كجان. فقد جرت محاولات قبل حوالي 30 سنة للبحث عن أقربائهم. وتم فتح قنوات بهذا الخصوص. وكان أفراد من عائلة ميرزو متشوقين للتعرف على أصولهم وأقربائهم المقربين. وتم ذلك وتبين أن بعض أقربائهم كانوا في مناطق بوتان (جزيرة بن عمر). وكذلك في بلدة آزخ. لم تثمر تلك المحاولات والاتصالات عن نتيجة ذات طابع مستمر. وكان أحد رجال العائلة محافظ لدير الزور وهو غالب ميرزو بين سنوات (1945 -1946).

وتعد عائلة ميرزو من كبار الملاكين في الجولان إبان العهد العثماني وحتى مرحلة الإصلاح الزراعي. وكان عمها المرحوم محمود اغا ميرزو يملك المشفى الوحيد في مدينة القنيطرة وقامت إسرائيل بتدمير هذه المستشفى قبيل انسحابها.

والسيدة صباح تتلمذت على يد الاستاذ اوصمان صبري في تعلم اللغة الكوردية. وكانت تشتري الكتب التاريخية المتعلقة بالتاريخ الكوردي. وقامت بعدة رحلات الى الجزيرة وزارت عين ديوار. قامشلو. عامودا. الدرباسية. رأس العين. وأخيرا استقر بها المقام في قرية أجدادها وهي قرية العثمانية في محافظة القنيطرة حيث كانت القرية كلها ملك لعائلتهم. والجدير بالذكر ان الكورد كانوا يملكون نصف مليون دونم في الجولان. وتابعت هذه السيدة نهاية حياتها في مزرعتها والجدير بالذكر أنه في احدى المرات أطلقت النار على أحد الفلاحين الذين حاولوا اقتطاع جزء من أراضيها. وسجنت بسبب هذه الحادثة. وقد فصلت من وظيفتها في جامعة دمشق أيضا بسبب نقدها للرئيس حافظ الاسد من حيث سياسته. وتعليق صوره في كل مكان. وقالت لهم حولتم حافظ الاسد الى ما يشبه ميكي ماوس. رحم الله هذه المرأة الحديدية المناضلة. لقد كانت بحق صاحبة تاريخ عريق في تحمل ظلم المرأة في المجتمع الشرقي.

شارك هذه المقالة على المنصات التالية