صدر العدد الجديد (629) من جريدة الديمقراطي باللغتين العربية و الكردية.
وقد تضمن العدد مواضيع مختلفة من بينها :
الافتتاحية :
عندما تقع السياسة في الجانب الخطأ..
في البدء كانت الكلمة والكلمة تصوغ الفكرة والفكرة توجه السلوك، والسياسة توجه العمل العسكري، لمصالح اقتصادية أو لتحقيق تغييرات اجتماعية أو جغرافية أو إثنية أو دينية على الأرض، لكن في المجتمعات المتخلفة والتي لم تتبلور ملامحها بعد، كل شيء يخضع للقوة، حتى السياسة، لأن قوة ما، قد تكون عسكرية، أو اقتصادية، تنفصل عن الشعب وتضع نفسها فوقه، خدمة لأغراض وأهداف تخدمها هي، وتفرض سياساتها وقراراتها على الناس الخاضعين لها دون الالتفات إلى الحالة الديمقراطية أو رأي الأغلبية، وقد تتخذ قرارات تتعلق بمصير الجماهير والشعب وتقودها نحو الهاوية بسياسة مغامرة، غالبا تتسم بالتشدد والراديكالية، وهذا ما ينطبق على الكثير من القوى والفصائل التي تمارس السلطة بفعل القوة وفرضها على الشعوب، وكذلك الأمر بالنسبة للأنظمة الاستبدادية والدكتاتورية التي تبقى كل شؤونها أسرارا وتغيب الشفافية في كل ممارساتها، وتكون هزائمها “انتصارات” واستمراريتها ” ضرورة” وشعاراتها ديماغوجية وتضليلية حتى العظم، وعادة ما تلوح بخطر وهمي “يهدد الوطن” في حال غيابها وتوحي بضرورة استمراريتها، وغير ذلك الكثير، وهذا السلوك اتبعته الحكومات المسيطرة على كردستان، حيث جعلت السياسة في خدمة القوة العسكرية، وليس العكس، إذ أن السياسة الحقيقية كانت تتطلب إيجاد حل سلمي ديمقراطي لمجمل قضايا هذه البلدان وتحقيق الازدهار والرفاهية الاقتصادية لشعوبها كافة، دون تمييز والاعتراف بالتعددية القومية، لا محاولة صهرها جميعا في بوتقة القومية السائدة عنوة وبموجب أساليب بدائية لن تجد لها مثيلا في العالم المتمدن، وهي مع الأسف اختارت طريق الحسم العسكري في معالجة مجمل الأمور واتباع سياسة القمع وفرض الوقائع بالقوة دون أن تفضي إلى شيء، أو تحل هذه القضايا، بل سببت التراجع الاقتصادي والاجتماعي المستمر لهذه البلدان كما في تركيا وسورية وعراق النظام البائد وإيران، وهي مستعدة لأن تقدم على أي شيء إلا السياسة الموضوعية التي تضمن المستقبل الزاهر المطمئن للأجيال القادمة بعد أن تم تجريب كل الأساليب على مدى أكثر من قرن من الزمن للتخلص من قضية الشعب الكردي دون أن يفلحوا في ذلك، فالقضية لا زالت موجودة وهي تكبر حجما ككرة الثلج مع ازدياد وتيرة القمع والقتل والمجازر، ولن تهدأ المنطقة عموما، والبلدان التي تسيطر على كردستان، على وجه الخصوص، ما لم تحتكم أنظمتها للحكمة والمنطق، وتجنح للسلم والحل السياسي لهذه القضية القوية بعدالتها وشرعيتها..
لقراءة وتحميل الملف اضغط هنا:
الديمقراطي-العدد-629-آذار-2024-2
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=37532