طاهر دوسكي : الأمير ( خاني لَپْ زيرين ) وملحمة ( قلعة دمدم ) الأسطورية
كورد أونلاين تاريخ النشر: 1 فبراير، 2017تُعتبرمعارك ( قلعة دمدم ) من الملاحم المهمة في التاريخ الكوردي , ففي أواخر عام 1608وبداية عام 1609 الميلادي , وحسب العديد من المصادر التاريخية ، بدأت اولى معارك الجيش الايراني بقيادة الشاه عباس الصفوي , ضد سلطَة الأمير الكوردي ( خاني لَپْ زيرين ) أي ( الخان ذو الكف الذهبية ) ,, وتَذكُر الروايات بأن سبب تسمية ( لَپْ زيرين ) أتت من أن الشاه عباس الصفوي في أحدى الأيام تنكر بزي تاجر ومر على خيمة الامير قرب أورمية وأراد الشاه أن يشعل غليونه ولم يجد شئ ليحمل به الجمر من النار ليضعه على غليونه , فقام الأمير بحمل الجمر على كف يده ووضعه على غليون الشاه اكراماً لضيفه , وأحترقت نتيجةً لذلك كف الأمير فكافأه الشاه بكيس من الذهب وضعه في كفه المُحترق ,,
وبرادوست منطقة تقع بين إيران والعراق وتركيا في مركز كوردستان , و ورد اسمُها في كتاب (الشرفنامه ) الذي يؤرخ للأمارات الكوردية التي كانت موجودة في نهاية القرن الخامس عشر والسادس عشر للميلاد , وكانت امارة برادوست شرق اورمية احدى هذه الإمارات المذكورة بهذا الكتاب ,,,
وتَحدثَ العديد من المؤرخين والمستشرقين عن وقائع معارك قلعة دمدم التي دارت بين الكورد البرادوستيون وجيش الشاه عباس الصفوي ، وأثنوا جميعاً على البطولة النادرة التي أبداها المقاومون الكورد بقيادة (الأمير خاني لَپْ زيرين ) في الدفاع عن قلعتهم ، على الرغم من تعرضهم لحصارٍ قاسٍ استمرعدة أشهر,,
فقد قام الشاه عباس الصفوي بحملة شرسة ضد امراء برادوست المتحصنين في قلعتهم الحصينة دمدم وخاض الكورد ملحمة تأريخية ما زالت قصصها تروى في أرجاء كوردستان ألى يومنا هذا , وانتهت هذه الملحمة بمقتل ( الامير خانى لپ زيرين ) وسقوط قلعة دمدم ,,,
ويقول المؤرخ محمد امين زكي في كتابه ( خلاصة تاريخ الكورد وكوردستان ) ..
وغدت شجاعة الأبطال المدافعين عن ( قلعة دمدم ) وبسالة أميرهم ( ألخان َلپْ زيرين ) أسطورة تتناقلها الأجيال الكوردية المتعاقبة جيلاً بعد جيل ,,, وأعتبروها صفحة مشرقة و مُشرِفة من تأريخ الكورد ونضالهم وتضحياتهم من أجل الحياة الحرة , والكرامة الإنسانية …
———-
تُعتبرمعارك ( قلعة دمدم ) من الملاحم المهمة في التاريخ الكوردي , ففي أواخر عام 1608وبداية عام 1609 الميلادي , وحسب العديد من المصادر التاريخية ، بدأت اولى معارك الجيش الايراني بقيادة الشاه عباس الصفوي , ضد سلطَة الأمير الكوردي ( خاني لَپْ زيرين ) أي ( الخان ذو الكف الذهبية ) ,, وتَذكُر الروايات بأن سبب تسمية ( لَپْ زيرين ) أتت من أن الشاه عباس الصفوي في أحدى الأيام تنكر بزي تاجر ومر على خيمة الامير قرب أورمية وأراد الشاه أن يشعل غليونه ولم يجد شئ ليحمل به الجمر من النار ليضعه على غليونه , فقام الأمير بحمل الجمر على كف يده ووضعه على غليون الشاه اكراماً لضيفه , وأحترقت نتيجةً لذلك كف الأمير فكافأه الشاه بكيس من الذهب وضعه في كفه المُحترق ,,
وتشير رواية أخرى هي الأقرب ألى التأكيد , بأنه ذات يوم هاجمت زمرة من قطاع الطرق خيول الشاه عباس الصفوي , فدافع الأمير( خاني لپ زيرين ) عنها وقاتل ضد أفراد الزمرة قتال الأبطال وتمكن من قتل معظمهم وفَرالباقون وأنقذ الخيول منهم , وفي أثناء المعركة قُطِعت كف الأمير , فأمر الشاه بصب كف من الذهب له تثميناً لبطولته ,،
واشتهر الامير بشجاعته وكرمه اللامحدود , وكان أميراً لعشيرة برادوست الكوردية وكان له طموح الأستقلال بقومه عن سلطة الشاه عباس الصفوي ، فبنى قلعته الشهيرة ( دمدم ) الواقعة في منطقة برادوست …
وبرادوست منطقة تقع بين إيران والعراق وتركيا في مركز كوردستان , و ورد اسمُها في كتاب (الشرفنامه ) الذي يؤرخ للأمارات الكوردية التي كانت موجودة في نهاية القرن الخامس عشر والسادس عشر للميلاد , وكانت امارة برادوست شرق اورمية احدى هذه الإمارات المذكورة بهذا الكتاب ,,,
ويُذكرأن البرادستيون ينحدرون من نسل ( الامير بدر ) من الكورد الحَسنويه الذين حكموا لقرون كرماشان وهمدان واردلان من بلاد الجبل , وجنوب أذربيجان , ويبدو أن نفوذ امراء برادوست كان يمتد على منطقة واسعة تبدأ من سلماس مرورا بسهل أورميه حيث تقع قلعة دمدم التأريخية وانتهاءً بمدينة ( اشنويه ). ثم امتدت سلطة الامارة بعد مأثرة دمدم إلى مناطق كانت ضمن سيطرة امارة السوران حول سيدكان وممر( كيله شين ) التاريخي …
وتَحدثَ العديد من المؤرخين والمستشرقين عن وقائع معارك قلعة دمدم التي دارت بين الكورد البرادوستيون وجيش الشاه عباس الصفوي ، وأثنوا جميعاً على البطولة النادرة التي أبداها المقاومون الكورد بقيادة (الأمير خاني لَپْ زيرين ) في الدفاع عن قلعتهم ، على الرغم من تعرضهم لحصارٍ قاسٍ استمرعدة أشهر,,
ويقول المؤرخ محمد امين زكي في كتابه (خلاصة تاريخ الكورد وكوردستان ) ,
” ان روعة هذه البطولة والتضحية العظيمة جَعلت العلامة المستشرق المسيو (و. مان) على ان يذكرها بشئ كثير من الاجلال و الاعجاب وان يصفها بالروعة والجلال”
فقد قام الشاه عباس الصفوي بحملة شرسة ضد امراء برادوست المتحصنين في قلعتهم الحصينة دمدم وخاض الكورد ملحمة تأريخية ما زالت قصصها تروى في أرجاء كوردستان ألى يومنا هذا , وانتهت هذه الملحمة بمقتل ( الامير خانى لپ زيرين ) وسقوط قلعة دمدم ,,,
وأن الامراء البرادوست الذين جاؤوا بعد الامير خان حافظوا على قلاعهم في ( ديزج – ومركور- وتركور- وصوما )
وحسب ماذكره ( عبدالوهاب طالباني ) في مقالٍ له ” كان ل (الاميرخاني لپ زيرين ) في بداية الأمر حظوة لدى الشاه الايراني في وقتها ، وهو الذي أنعم عليه بلقب (خان) مع اسناد منصب حكومة (تركور) و(مركور) و(اورمي) و(اشنو) ورئاسة عشيرة (برادوست) اليه , وبدأ الأمير( لَپْ زيرين ) حينها ببناء ( قلعة دمدم ) ، التي كانت وحسب الروايات والاقوال الشائعة في تلك الجهات ، عامرة في عهد الساسانيين “
وبدأت الخلافات بين الشاه الأيراني و( الأمير لپ زيرين ) , بسبب بعض الأختلافات المذهبية والقومية , حيث قرر الشاه اسكان بعض الأتراك الهاربين من البلاد العثمانية من المواليين له والذين كانوا من اتباعه بين عشيرة برادوست الكوردية , في سهل اورمية الخصب ومناطق برادوست وموكريان المجاورة ,وبقت سيطرة هؤلاء على المنطقة , وقاموا باستقطاع مناطق شاسعة من اراضي برادوست وموكريان لصالح اعيان وامراء الترك …
الا أن الأمير تصدى لهم وللجيش ( القزل باشي ) الذي أرسله الشاه لحماية هؤلاء الأتراك , وتمكن من هزيمتهم , فأرسل الشاه جيشاً آخر بقيادة الوزير الأعظم “معتمد الدولة ” الذي هو الآخر لم يستطع فعل شئ سوى ضرب الحصار على القلعة , حيث لم تكن لأسلحة جيش الشاه وبضمنها المدافع أي تأثير على القلعة ,,
فقرر الشاه قيادة الهجوم على القلعة بنفسه وحاصر القلعة لعدة اشهر ولكن حظه لم يكن افضل من حظوظ قواده واستمر حصار القلعة طويلا ,
ويعتبرقيام الشاه بأسكان الترك الهاربين من العثمانيين في مناطق برادوست أحد الأسباب في بدء الخلافات أضافة الى أسباب أخرى,,
حيث كان هناك من يقوم بالدس على الأميرعند الشاه , خصوصاً عندما بدأ الأمير ببناء القلعة , ومن بين هؤلاء الذين كانوا يقومون بالدس لدى الشاه على (الأمير خاني لپ زيرين ) كان الزعيم (خان) زعيم منطقة ( مه ركه ) وهي منطقة قريبة من قلعة دمدم وكان زعيمها يخشى سلطة الامير الكوردي ( لپ زيرين ) القوية وصيت شجاعته المنتشر ومناعة قلعته ,,
ويُذكرأن تزوج الامير الكوردي من فتاة حسناء في خانية ( مه ركه ) تُدعى ( كولبهار ) وأثارهذا غضب الزعيم ( خان ) لانه أراد تلك الفتاة الجميلة لنفسه وليس لغريمه , فأخذ الخان يحيك الدسائس والمكائد ضد الامير ويؤلب الشاه ضده ,, وقال الخان للشاه ان ( الاميرخاني لپ زيرين ) قد شيد قلعة عظيمة ومنيعة وأعلن الاستقلال , ولا يعترف بسلطة الشاه فجن جنون الشاه وأمر بهدم القلعة , وطلب من ( لپ زيرين ) القيام بذلك , الا أن الأمير لم يصغ لأوامر الشاه , حيث كان مجتمع القلعة المتماسك والملتف حول الامير ينعم بالحرية والرخاء بفضل حكمة الامير واجراءاته المدروسة ومهارته في ادارة شؤون أمارته الصغيرة ,, وكانت الحياة في القلعة منظمة والروح المعنوية لسكانها عالية ,,
فأمر الشاه بأرسال جيش” جرارا” لهدم القلعة على رؤوس سكانها ,,,
وكان للقلعة نقطة ضعف هي ” ندرة المياه ” ، فقد كان للمدافعين عن القلعة صهريج واحد للماء وخزان يكبس فيه الثلج , مع نبع واحد يتصل بالقلعة عن طريق جدول تم فتحه ويمر هذا الجدول من اسفل الارض , وهذا الطريق لايعرفه غالبية سكان القلعة ألا القلة القليلة منهم , ومن ضمن الذين كانوا يعرفون بأمر الطريق والنبع شخص يدعى ( محمود الموكرياني ) وكان يعمل سائسا” لخيول الامير حتى ينعم من خلال ذلك برؤية الحسناء كولبهارمن بعيد , فقد كان هذا السائس مغرما” بها , ويطيل التفكير فيها دون جدوى , وطرأت في ذهنه فكرة شيطانية وهي أفشاء سر النبع والجدول الذي يزود القلعة بالمياه الى الشاه , مُمَنِياً النفس بأن يجازيه الشاه فيهبه الحسناء كولبهار, وتمكن ( محمود الموكرياني ) بطريقة خادعة من اللجوء الى الشاه و افشاء سر الجدول , وجاء الشاه وجلس قرب النبع منتشياً ونهل من مائه بكأس من الذهب وشربه ,,
ثم نادى على محمود وسأله : – ما الذي دفعك الى الخيانة ؟
فأجابه : – أريد ان أخدم شاهي , وأطمع بأن يساعدني في تحقيق حلمي بالزواج من الحسناء كولبهار.
فرمقه الشاه بنظرة ازدراء وأمر بقتله سحلاً وذلك بربطه بذيل حصان جامح ,, كما أمر بذبح قطيع من الماشية واراقة دمائها في الجدول لتأخذ طريقها الى القلعة و اضطرب سكان القلعة حين شاهدوا الدم يجري في الجدول عوضا عن الماء ولكن الامير الكردي طمأنهم بأن الاحواض والجِرار مليئة بالماء وان موسم الامطار قريب حيث ستمتلأ الاحواض بالمياه من جديد لحين وصول النجدات اليهم من أشقائهم الكورد في الامارات الكوردية الاخرى , ولكن طال أمد الحصار ولم تصل النجدات وأخذ الماء يشح في القلعة ,,
ويقول المؤرخ محمد امين زكي في كتابه ( خلاصة تاريخ الكورد وكوردستان ) ..
“تمكن الجيش الايراني الذي كان عدده أكثر من المدافعين بثلاثة وعشرين مرة ، من الاستيلاء على الطريق المؤدي الى النبع الخارجي المذكور ، بعد حروب واهوال دامت اربعة اشهر” تكبد فيها الايرانيون الكثير من الخسائر في جنودهم ومعداتهم , وعندما فقد المدافعون السيطرة على النبع اكتفوا بشرب مياه الامطار والثلوج المخزونة في المكابس ، و”مسميتين في الدفاع عن القلعة من الداخل ، فقاسوا نتيجة ذلك أهوالا كثيرة ومشقات عظيمة، ولكن حدث ان امطرت السماء فملات صهريج المياه ما يكفي لمدة ستة اشهر ، ولما رأى القائد الايراني ذلك ، اضطر لاصدار الامر بالزحف على القلعة والاستيلاء عليها”,,
ويصف المؤرخ محمد أمين زكي هذه المعارك التي دارت , ويقول :
” تقدم الجيش الايراني الى الامام ووصلوا الى اسوارالقلعة وابراجها فدارت معارك دموية بين المهاجمين والمدافعين بضعة شهور ، تكبد فيها الجيش الايراني خسائر فادحة وتضحيات عظيمة ، ولكنه تمكن اخيرا من الاستيلاء على احد الابراج ، وكان فيه (قرا بيك ) ورجاله فأبادهم عن اخرهم ، هذا الانتصار الجزئي سهل الامر للمهاجمين ، كما اقلق بال المدافعين ، ومن المصادفات الغريبة ، ان الوزير الايراني ( القائد العام ) ، مات عقب هذه الحادثة مباشرة ، فعين الشاه بدله (محمد بك ) البكدلي سردارا ، فجاء هذا القائد وتسلم العمل فواصل القتال والحصار ردحا من الزمن ، الى ان تمكن من فتح ثلمة في حصن اخر من حصون القلعة واسوارها ، فأزدادت الحرب شدة ، واستمات المُحاصرون في الدفاع عن الحصون ، والمهاجمون في الهجوم واقتحام المهالك الى ان قتل معظم المدافعون ، فاستولى ( القزل باش ) على هذا الحصن ايضا ، وبعد مدة سقط حصن اخر في يد ( بير بوداق حاكم اذربيجان ) ، وهكذا ضعف الدفاع رويدا رويدا , وادى الحال بالمحصورين الى ان يتلاحقوا وينحصروا في بقعة لا تُمَكِنَهم من الحراك الا بكل صعوبة “
وفي هذا الوقت كان ( القزل باش ) قد استولوا على معظم الحصون ….ومنها حصن (نارين) الذي كان فيه قصر (الأمير خان) ، حيث اجتمع به بقية المدافعين المحصورين ، فازاء هذه الحالة اضطر (امير خان) للعدول عن الاستمرار في المعارك الى النهاية للحفاظ على ماتبقى من أرواح المدافعين عن القلعة ، وأرسل الى قائد ( القزل باش ) يعلمه بأستعداده لتسليم نفسه ، ولكن ورود معلومات الى المدافعين عن ( قلعة دمدم ) بأن جيش الشاه سوف يقوم بعد تسليم الأمير لنفسه بالغدر بهم وقتلهم عن آخرهم ، ، فاضطروا ازاء ذلك الى ان يمتشقوا السيوف ويستمروا بالدفاع عن القلعة وعن انفسهم , فدارت معارك رهيبة حامية بينهم وبين قواد جيش الشاه وجنودهم جنبا الى جنب ووجها لوجه وقتل منهم الكثير ,,,
وهنا ألقى الامير خطاباً حماسياً وهو يخاطب رجال القلعة , قال فيه :
– ان الموت في ساحة المعركة هو خيرٌ لهم من أن يحتل العدو القلعة ويجدهم يحتضرون عطشاً فعليهم ان يدافعوا عن شرفهم وكرامتهم قبل ان ينتهكها جيش الشاه …
فهب شباب القلعة وتسلحوا بشتى انواع الاسلحة , وبعد ان تفقد الأمير تحصينات القلعة و جاهزية جنوده ذهب ليودع زوجته ,,
وتقول بعض الروايات بأنه جرى حوارُ وِداعٍ مؤثر بين الأمير و زوجته الحسناء كولبهار التي كانت قد انجبت له ولدين , فقال ( الأمير خاني لپ زيرين ) لها :
— لقد وُلِدَتْ جميلتي الحسناء لتعيش حرة فوق الجبال الشُم , ووَلَدَت ولدين كل منهما كالليث ، فأعملي من اجل تربيتهما بجد لتجدي فيهما سعادتك ،, وحين تكون القضية قضية شرف فأننى أعرف ماذا ستفعلين لتحافظي عليه ,, ولا تنسي هذا اليوم …
ونزلت دمعتان من مآقي الحسناء كولبهار وبرقتا كالبرق وانسابتا على خديها كاللؤلؤتين , وقالت :
–اذهب يا ليثى وأنت مُفعَمٌ بالحب ولن يُغلَبَ رجلُ الحب و التضحية ولتكن كولبهار فداء لك ,, وأعلم بأني سوف أُرَبى أولادك وأرضِعَهُم قِيَم الرجولة و الشجاعة ,, أستودعك الله , وأُقسِمُ بسيفك أن أكونَ مخلصةً لذكراك وأن أتغنى بجدارتك وأفتخر بشُهرتِك وأضحي بحياتي من أجلك …
ثم أمر الأمير بإخراج النساء و الأطفال و الشيوخ من القلعة عن طريق نفق سرى يؤدى إلى الجبال القريبة …
وبعدها فُتِحت بوابات قلعة دمدم وتدفقت سيول الرجال هادرة ألى خارجها لملاقات المهاجمين من جيش الشاه , وكان الغروب قد لون قمم الجبال لتوها بالصفرة الذهبية , و بوغت جيش الشاه بهذا السيل من الرجال ونشبت معركة دموية ضارية استبسل خلالها المقاتلون الكورد , ولكن ميزان القوى لم يكن متكافئا فقد حشد الشاه جيشا جرارا يبلغ تعداده اضعافا مضاعفة وكان أكثر من المدافعين عن القلعة , ولكن كان المقاتلون الكورد يحاربون بكل بسالة بقيادة أميرهم ( خاني لپ زيرين ) وبعد أن قُتِلَ معظمهم ومن ضمنهم الأمير , لجأ من بقي منهم على قيد الحياة إلى الجبال ولم يتمكن جيش الشاه من أسر أي مقاتل منهم , ودخل الجيش المهاجم إلى القلعة ولم يجدوا أحداً فيها …
وغدت شجاعة الأبطال المدافعين عن ( قلعة دمدم ) وبسالة أميرهم ( ألخان َلپْ زيرين ) أسطورة تتناقلها الأجيال الكوردية المتعاقبة جيلاً بعد جيل ,,, وأعتبروها صفحة مشرقة و مُشرِفة من تأريخ الكورد ونضالهم وتضحياتهم من أجل الحياة الحرة , والكرامة الإنسانية …
وان حصون القلعة وآثارها الباقية الى اليوم تشهد على صفحة من الكفاح الكوردي في سبيل التحرر ،, وتضحيتهم بكل غال وثمين من أجل تحقيق أهدافهم ,، وقِتالهم حتى الموت في سبيل الدفاع عن أنفسهم …
ومن عِبَر ذلك التاريخ البطولي وُلِدَت ملاحم الثورات الكوردية المتعاقبة الى غاية تاريخنا الحديث ، وما تحقق الان في أقليم كوردستان العراق يستند في جزء منه على تلك العِبَر والتضحيات الجسام التي قدمها الشعب الكوردي في سبيل نيل حريته …
ومهما اختلفت الروايات الا أنها حافظت على ما هو جوهري في مضمون ملحمة ( قلعة دمدم ) والتى تعكس مدى اصرار الكورد وعلى مر العصور للذود عن حريتهم ودفاعهم عن حقهم في تقريرالمصيرمهما كلفهم ذلك من تضحيات …
———-
المصادر :
المؤرخ الكوردي محمد امين زكي في كتابه (خلاصة تاريخ الكورد وكوردستان ) ..
جودت هوشيار ( ملحمة قلعة دمدم : حكاية الأمير ذو الكف الذهب والحسناء كولبهار)
عبدالوهاب طالباني ( ذكرى بدء معارك قلعة دمدم الاسطورية 1608)
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
مادة منشورة بتاريخ 2013 / 2 / 5
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=2660