الثلاثاء 05 آب 2025

عفرين تحت الاحتلال (327): الاعتداء على مدنيين، خمس قرى مهجّرة وممنوعة على أهاليها، اعتقالات ومجهولي المصير، حرائق حراجية، تشليح وسرقات

إعادة تعيين معظم رؤساء المجالس المحلية السابقة في منطقة عفرين رؤساءً للبلديات بالإضافة إلى الإبقاء على معظم أعضائها وموظفيها، على غرار ضمّ معظم عناصر ميليشيا “الشرطة العسكرية” السابقة ومسلّحين آخرين إلى جهاز الأمن العام، تلك الهياكل التي كانت تابعة للاحتلال التركي، وذلك في إطار خطة ربط مؤسسات المنطقة بمحافظة حلب، مع استمرار عمل ميليشيا “الشرطة المدنية” والمفاصل الأمنية ضمن بقايا ميليشيات ما سمي بـ”الجيش الوطني السوري” بالارتباط مع الاستخبارات التركية التي لا تزال تتحكم بالملف الأمني، وكذلك بقاء القواعد العسكرية التركية ومنع عودة أهالي خمس قرى إلى ديارهم بسببها، وعدم تخلي ولاية هاتاي التركية عن إدارة المنطقة منذ عام 2018م رسميًا…. وقائع دامغة تدلّ على استمرار تركيا في احتلال المنطقة، وعرقلتها لتنفيذ اتفاق الشرع – عبدي ولتوفير بيئة آمنة لعودة مهجّريها.

فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:

= إصابة مدني بالرصاص:

مساء أمس الجمعة 1/8/2025م، أقدم مستقدم منحدر من بلدة أبو الظهور بريف إدلب الجنوبي الشرقي، يدعى “مازن المحمود” وفق مصادر إعلامية محلية، على إطلاق الرصاص نحو المواطن “غيفارا أحمد حسن /30/ عاماً” من أهالي قرية “جوقيه/جويق” التابعة لمركز عفرين، في محله للبقالة بالقرية، وأصابه بجروح بليغة، لا سيّما في ساقه الأيمن، مما استدعى إسعافه إلى المشفى السوري التخصصي بعفرين؛ وذلك لمطالبة “غيفارا” بديون بقاليته المتراكمة على “مازن” وامتناعه عن الاستمرار في بيعه بالدين، حيث لاذ الجاني بالفرار.

= الاعتداء على مدنيين:

– بتاريخ 8/7/2025م، أثناء تفريغ صهريج ماء ملحق بجراره الزراعي لأحد المنازل خلف مبنى “قيادة الشرطة” في بلدة راجو، تعرّض السائق “زكريا علي حمكي /28/ عاماً” من أهالي قرية “عتمانا”- راجو للضرب الشديد وإطلاق الرصاص في جواره من مسدس، على يد ثلاثة شبّان مسلّحين من المستقدمين، فأصيب بكسور في عدد من أضلاعه ورضوض في جسمه، وذلك بحجة ملفّقة، ودون مساءلة المعتدين أو توقيفهم.

– مساء 10/7/2025م، أثناء عودته من أرضه الكائنة بجانب “نبع بطمان”- النهر الأسود، قرب مفرق قرية “كمرش” على طريق راجو، اعترض ثلاثة مسلّحين ملثمين يرتدون لباس الأمن العام ويستقلون دراجة نارية طريق المواطن “محمد شيخموس يوسف /40/ عاماً” من أهالي قرية “عتمانا”- راجو، وأطلقوا الرصاص من الكلاشينكوف بين أرجله، وأوقفوه وضربوه ضرباً مبرحاً، وسرقوا منه دراجته النارية وهاتفاً جوّالاً ومبلغاً مالياً، ولاذوا بالفرار، حيث تقدّم المعتدى عليه بشكوى لدى الأمن العام دون نتيجة.

– ليلة 12/7/2025م، دخل لصّان إلى منزل المواطن “محمد قضيب البان بن علي /30/ عاماً” في بلدة راجو، الذي كان نائماً بجوار شقيقه وشقيقته، فاستيقظ “محمد” وتعارك مع اللصين، فتعرّض لضربة سكين في ساعده ورضوض في جسمه، إلى أن لاذا بالفرار.

– بتاريخ 13/7/2025م، أقدم عدد من مستقدمي ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه” على إهانة وضرب المسن “رشيد محمد جولاق /60/ عاماً” في بلدة شيه/شيخ الحديد، لأنه طالب بديون محله البقالية المتراكمة على أحدهم، حيث يمتنع عن السداد.

– مساء 22/7/2025م، قرب مفرق قرية “علتانيا”، أثناء عودته من قرية “بليلكو” المجاورة إلى قريته “ممالا” بناحية راجو، أوقف مسلّحون يرتدون لباس الأمن العام ويستقلون دراجة نارية المواطن “محمود علي إسماعيل /45/ عاماً” بعد إطلاق النار في جواره، وأجبروه مع طفله للدخول في غابة حراجية، ليقيدوه وينهالوا عليه بالضرب المبرح، ويسرقوا منه دراجته النارية وهاتفاً جوّالاً ومبلغاً مالياً، ثم لاذوا بالفرار.

– مساء 24/7/2025م، أقدم مسلّحان ينتحلان صفة الأمن العام ويستقلان دراجة نارية على إيقاف الشاب “نزار محمد إيحمو /20/ عاماً” من أهالي قرية “جقماق” – راجو، بين مفرقي قريتي جقماق – جنجليا، أثناء ذهابه إلى كرم عنب لحراسته، وأطلقا بعض الرصاصات في جواره وضرباه بأخمص بارودة، وسرقا منه دراجته النارية وبارودة صيد وهاتفاً جوالاً ومبلغاً مالياً، ولاذا بالفرار.

= خمس قرى مهجّرة:

تداولت صفحات التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين – وتمّ التأكد من صحته من قبلنا – معروضاً محررًا في 13/7/2025م باسم “مختار قرية باصلحايا – محمد حسن مقداد” وهو مقيم في مدينة عفرين، موجهًا إلى “حضرات من يهمه الأمر وإلى من يستطيع مساعدتنا“، ويتضمن عرضًا عن معاناة أهالي القرية المهجّرين منذ بداية عام 2018م وهم إلى الآن مشرّدون بين القرى المحيطة ومدينتي عفرين وحلب وغيرهما، بسبب وجود الجيش التركي فيها، وأنهم مُنعوا عدة مرّات من محاولات دخولها، بينما تُرعى الأغنام بين أراضيهم بشكلٍ جائر، وأنهم يعانون الفقر وعدم إيجاد السكن والمأوى، وفي القرية دمار وتخريب وسواتر ترابية وألغام؛ وناشد المختار إيجاد حلٍّ لعودة أهالي القرية وإزالة الألغام منها وفي أراضيها.

وفي 1/8/2025م، قال المدير الإعلامي لإدارة منطقة عفرين الحالية: “منذ سبع سنوات، لا يستطيع أهالي قرى باصلحايا، جيه، درويش وشيخورزه فوقاني، من العودة إلى بيوتهم بسبب وجود قواعد تركية فيها، وبقيت هذه القرى مغلقة أمام أهلها رغم المطالبات المتكررة. اليوم، وبمتابعة مباشرة من مدير المنطقة السيد مسعود بطال، نؤكد أن هذا الملف قيد المعالجة، وبإذن الله، قريبًا سوف يعود الأهالي إلى قراهم”.

فيما كتبنا في عشرات التقارير المنشورة على مدار سبع سنوات، أنّ الجيش التركي تسبب بتهجير سكّان خمس قرى بشكلٍ كامل منذ احتلالها في آذار 2018م، ويمنع عودة أهاليها إلى الآن، وهي: (“باسليه/باصحايا” و “جلبر ومزارع تابعة لها” في جبل ليلون، “درويش” و “جيه/جبلية” بناحية راجو، “شيخورز فوقاني” بناحية بلبل”، وتعتبر هذه العملية جريمة ضد الإنسانية ومخالفة جسيمة للقانون الدولي الإنساني.

= اعتقالات عشوائية:

خلال شهر حزيران الماضي، خرج عدد من المعتقلين أبناء عفرين، المخفيين قسراً منذ أكثر من سبع سنوات في سجون الاحتلال التركي، إما هرباً مع آخرين من سجني بلدة الراعي ومارع بعد اقتحامهما من قبل مجموعات مسلًحة وبعض الأهالي بعد سقوط نظام الأسد، أو بعد تقديمهم إلى محاكمات شكلية أغلقت ملفاتهم، أو بعد انتهاء محكوميتهم في سجون تركية، منهم “نواف وليد علو /35/ عاماً من قرية دمليا – راجو، دوغان مراد إسماعيل /30/ عاماً من قرية حبو ـ مابتا/معبطلي، إسماعيل محمد حمرشو /27/ عاماً من قرية كاخرة ـ مابتا/معبطلي، بكر عابدين حبش /35/ عاماً من بلدة بعدينا – راجو”.

ولكن مازال مصير العشرات إن لم نقل المئات – لا يتوفر إحصاء دقيق- مجهولاً، منهم: “أحمد محمود حمو/أبو جبل /40/ عاماً من قرية دمليا- راجو، خليل عابدين حبش /45/ عاماً من بلدة بعدينا- راجو، فوزي حميد حمزة– مواليد 1976 من قرية كوليا تحتاني- راجو، حمزة شعبان إبراهيم – مواليد 1992م وشقيقته “آسيا من مواليد 2002م” من قرية خليلاكا- بلبل، أحمد شيخو بن سيدو /28/ عاماً من قرية كيلا- بلبل، نوري إبراهيم جابو /43/ عاماً من قرية قره كول- بلبل، رياض عارف جابو /45/ عاماً من قرية كاخره- مابتا/معبطلي”.

ولا يزال هناك معتقلين كُـرد في سجن ماراته المركزي بعفرين بتهمة العلاقة مع “الحزب” أي “حزب الاتحاد الديمقراطي PYD”، منهم (“محمد أحمد سيد، محمد مصطفى بنفشه” من أهالي بلدة جلمة – جنديرس، “عدنان عبد الرحمن” من قرية كفرزيت – ناحية المركز).

وهناك من مهجّري عفرين اعتُقل أثناء اجتياح منطقة الشهباء بريف حلب الشمالي أو لدى عودة بعضهم إلى المنطقة، من قبل ميليشيات ما سمي “الجيش الوطني السوري” واقتيدوا إلى سجون أعزاز ومارع والراعي، وهم مجهولي المصير.

وبتاريخ 9/7/2025م، قامت دورية من الاستخبارات التركية وميليشيا “الشرطة المدنية في معبطلي- السياسية” باعتقال المواطن “حيدر سيدو بن بكر /63/ عاماً من منزله في قرية “شيخوتكا” مع نجله الذي أفرج عنه بعد أربعة أيام، ولا يزال “حيدر” قيد الاعتقال التعسفي، وهو الذي اعتقل في مرّةٍ سابقة.

وبتاريخ 9/7/2025م، اعتقل الأمن العام المواطن “حسين إسماعيل أحمد /48/ عاماً” من أهالي قرية “ممالا”- راجو، وسلّمه لبقايا ميليشيا “الشرطة العسكرية” المرتبطة بالاستخبارات التركية، بسبب خروجه من سجن مارع أثناء اقتحامه من قبل أهاليها بعد سقوط النظام، حيث كان معتقلاً فيه منذ أكثر من عام ونصف بعد ترحيله من تركيا مع أسرته قسراً، ولا يزال قيد الاعتقال التعسفي.

= حرائق حراجية:

نتيجة تراكم بقايا الأشجار الحراجية الكثيفة والتي قُطعت من قبل ميليشيات الاحتلال التركي خلال الأعوام السابقة، عصر الأربعاء 23/7/2025م، اندلع حريق هائل في غابة بين قريتي “أرنده، ترموشا” بناحية شيه/شيخ الحديد، فالتهم مساحة واسعة؛ وأكّد “الدفاع المدني السوري” أنّ فرقه بالتعاون مع فعاليات محلية والأهالي تمكّنت من إخماده بعد /18/ ساعة عمل.

وأكّد “الدفاع المدني السوري” أيضاً أنّ فرقه، يوم الأحد 20/7/2025م، أخمدت حريقاً حراجياً في جبل قرية حج حسنا بناحية جنديرس.

= انتهاكات أخرى:

– هناك حوالي عشر عائلات من بقايا مسلّحي ميليشيات “جيش النخبة” في قرية “شيخوتكا” – مابتا/معبطلي، يرفضون العودة إلى مناطق سكناهم الأصلية، ويمتنعون عن تسليم منازل عائلات القرية العائدين، ويستفزون أهالي القرية، ويجاهرون بأنهم سيغادرون بعد أن يغتنموا من موسم الزيتون القادم؛ من بينهم المدعو “العقيد أبو جمعة“.

– مؤخراً، قبل مغادرة عدد من عائلات المستقدمين إلى مناطقهم الأصلية، قامت بتعفيش وسرقة كامل محتويات منازل المواطنين “حنيف محمد كردي، حنيف هورو، وحيد محمد عمر، خليل عمر” في قرية “معملا” – راجو، المستولى عليها منذ عام 2018م.

– بتاريخ ٢٤/٧/2025م، قامت مجموعة مسلّحة بسرقة مجموعة توليد كهربائية من منزل الدكتور عادل زينل في قرية “تلف” التابعة لمركز عفرين.

إنّ عدم تبييض السجون من المعتقلين على أساس سياسي وبتهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وعدم كشف مصير المخفيين قسراً من أبناء عفرين لأكثر من سبعة أعوام، يتعارض مع ما فعلته سلطة المرحلة الانتقالية مع باقي السجون وما أعلنته من فتح صفحةٍ وطنية جديدة، ويعدّ مخالفة جسيمة للقانون الدولي الإنساني.

02/08/2025م

المكتب الإعلامي-عفرين

حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)