الخميس, سبتمبر 19, 2024
آراء

عفرين كانت وستبقى كردستانية

بير رستم

جغرافية الكرد؛ كردستان والتي هي لغوياً تعني الأرض التي يسكنها الكرد، كما هي بلوجستان للبلوج وأفغانستان للأفغان وتركمانستان للتركمان.. الخ حيث يتكون المصطلح من جذرين لغويين يدمج الشعب، العرق أو القومية مع جذر أو اللاحقة ستان والتي تعني الأرض في اللغات الهندوأوربية وبذلك يتشكل مصطلح جديد يشير للجغرافيا الوطنية لشعب من هذه الشعوب والتي تسكن تلك الجغرافيا أو ما يصطلح عليه بالمفهوم الجيوسياسي.. وهكذا وبالرغم من أن هذه الجغرافيات تأخذ معناها من سكانها، ومنها كردستان؛ بمعنى أن الواقع على الأرض ونتيجة ديموغرافية المنطقة تحدد بأنها جغرافيا كردية، كون الأغلبية المطلقة، وربما الواحدة في بعض المناطق، هم من الشعب الكردي، لكن بالرغم من ذلك تجد بأن؛ هناك من يريد أن يجعلها زوراً عربية والبعض الآخر يجعلها آشورية سريانية.

طيب عزيزي؛ إذا كانت هذه الأرض ليست لنا وبأنها كانت عربية ولا سريانية، فممكن حضرتك تفهمنا وين تبخرتم وكيف الكرد صاروا هم الغالبية في هذه المناطق مع أن لم تتأسس دولة كردية خلال كل المراحل الماضية لكي “تستكرد” هذه المناطق، بل بالعكس تعرض شعبنا وما زال للأنفال والجينوسايدات وآخرها هي ما تفعلها تركيا مع الجماعات الإسلامية الراديكالية وعلى رأسهم الاخوان، كما يحصل في عفرين وسري كانية وغيرهما من المناطق الكردستانية التي تحتلها تركيا، حيث التغيير الديموغرافي لصالح المكونات الأخرى؛ العرب والتركمان والآخرين.. نعم نحن الكرد وجغرافيتنا كردستان هي التي قضمت تاريخياً وليس العكس ليأتي كل مدع وهو يتهم الكرد؛ بأنهم “استولوا على جغرافيتهم”!! بالرغم من أن الواقع والتاريخ يكذب كل تلك الادعاءات.

ثم الغريب بالأمر هو أن يجتمع كل هؤلاء ضد الكرد وكل واحد يدعي لنفسه الجغرافيا وهو تعدادياً ديموغرافياً لا يملك حتى خمسة بالمائة من سكان تلك البقعة الجغرافية الكردستانية، مثل ادعاء تركيا وتركمان كركوك؛ بأن “المدينة تركمانية” ولكن الانتخابات كشفت زور الادعاء التركي التركماني حيث خسروها لصالح الكردي؛ مرشح الاتحاد الوطني والذي بات محافظاً لها وقد سبق للتركمان وخسروا في الانتخابات البرلمانية حيث كشفت الانتخابات حينذاك بأن الأغلبية السكانية هم من الكرد، بالرغم من سياسات التعريب التي قام به النظام السابق البائد؛ نظام صدام حسين الدموي المجرم حيث حينها لم يستطع التركمان أن يحققوا أي نتبجة ولو عشر ما كانوا يدعون من نسبة سكانية.

وهكذا هو الحال في عفرين حالياً حيث تركيا تحاول أن تلغي هويتها الكردستانية، لكن حتى قبورنا تشهد بأنها كردستانية ولا هوية أخرى لها وسيأتي ذاك اليوم الذي تنتفض فيها المدينة من جديد، كحال كركوك، لتكشف عن هويتها الكردستانية وتسقط عن نفسها كل الهويات الزائفة الاخوانية التركية التركمانية.

الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين

شارك هذه المقالة على المنصات التالية