الإثنين, سبتمبر 16, 2024
آراء

في الذكرى السنوية 10 لإبادة الايزيديين

فؤاد عثمان / صحفي و ناشط في مجال الابادة الجماعية

تمر علينا نحن الشعب الكوردستاني الذكرى الـ 10 لابادة الكورد الايزيديين على يد تنظيم داعش في نفس الوقت نستذكر عمليات الانفال في مرحلتها الثامنة التي شملت منطقة بادينان .حيث قامت داعش بالسيطرة على قصبة سنجار وسهل نينوى في يوم 4 أغسطس 2014 وقام تنظيم داعش بخطف وقتل آلاف الإيزيديين وأجبر الفتيان على أن يصبحوا جنودا وتاجر بالنساء والفتيات والاطفال في إطار الاستعباد الجنسي.
وما زال عدد القتلى مجهولا ويستمر اكتشاف المقابر الجماعية ، فيما يحمل الايزيديون ندبات تلك التجربة حتى اليوم وأينما كانوا في العالم.
تسببت الحملة بمقتل 3 آلاف إيزيدي واختطاف 5 آلاف آخرين وتشريد 400 ألف في دهوك وأربيل وزاخو، فضلا عن تعرض 1500 امرأة للاغتصاب الجماعي، وبيع منهم 1000 كسبايا. وهناك شبه كبير بين جريمتي إبادة الإيزيديين وعمليات الانفال ، ولو تمعنا النظر بالجرائم التي ارتكبها داعش ضد الازيديين و عمليات الانفال التي نفذت من قبل النظام المباد لرأينا تشابها من حيث التنفيذ والتخطيط و عملية اخفاء الجريمة .
بالامكان القول ان عملية ابادة الكورد الايزيديين متممة لعمليات الانفال ويمكن ان نسميها الانفال التاسعة، حيث الهدف واحد والاساليب مختلفة.
بحكم مشاركتي في تنقيب و فتح المقابر الجماعية للمؤنفلين و مقابر الايزيديين في ( المهاري وجبل حمرين و صوريا و دبس و السماوة ) ، وفي فتح عدد من المقابر الجماعية للايزيديين في منطقة سنجار( خانة سور و برديا و حةردان) في منطقة سنجار ، لفت نظري الى ان اسلوب القتل لدى النظام البائد و تنظيم داعش متشابه الى حد كبير واريد ابين وجهة التباين والتشابه بين الجريمتين.
نفذت عمليات الانفال في 8 مراحل و في فترات تاريخية من 22/2/1988 حيث عمليات الانفال الاولى في (جافايتي ) الى نهاية الشهر الثامن ، فيما ختمت عمليات الانفال في بادينان ، اما ابادة الايزيديين ، فقد قام تنظيم داعش بابادة الكورد الايزيديين بعد سيطرتهم على منطقة سنجار و سهل نينوى بعد 14/4/2014 الى حين تحرير هذه المناطق من داعش .


واتخذ النظام من الاية القرأنية ( الانفال ) عنوانا لجريمته، مستهدفا اتباع الدين الاسلامي وهم الكور السُنة. بينما استند تنظيم داعش على اسس فتاوي دينية متعصبة في جرائمهم ضد اقلية دينية وهم الايزيديون . مع انه مجرد كلام و ليس هناك وثائق تثبت ذلك، بان النظام البعثي قد باع عدد من الفتيات الكورديات المؤنفلات الى الشيوخ والدول العربية لكن بشكل سري، فيما داعش سبى الفتيات والنساء الايزيديات علنا جهارا وتاجر بهن بين مسلحيه .
هناك شبه كبير بين الحفر التي دفن فيها ضحايا الانفال و والايزيديين من حيث الابعاد ، مقابر عمليات الانفال عرضها 4 طولها 8 بعمق متر او اكثير، كذلك الحال بالنسبة الى حفر مقابر الكورد الايزيديين ، اما اسلوب القتل الجماعي التي مارسها النظام البعثي حسب اقوال الناجين من المؤنفلين من بين ( اسنان الشفلات) ، انه تم ربط ايادي الضحايا قبل رميهم في الحفر و اطلاق النار عليهم.
اما تنظيم داعش فاكثرية ضحاياه تم ذبحهم ، ففي مقبرة ( خانة صور) لاحظنا ان عملية الذبح فقد تم فصل الرأس عن الجسد من على حافة الحفرة ومن ثم تم رمي الجثث الى داخل الحفر ، لكن روى لي احد الشهود الناجين من مذبحة ( كوجو) انه تم رمي الضحايا جماعيا ومن ثم تم تغطية الجثامين بوضع التراب بالشفلات دون تحفير.
مع ان عمليات الابادة في حملة الانفال نفذت بمنتهى السرية و بعيدا عن الانظار حيث لا تتوفر فيها اية وثائق او صور او حتى دلالات مكانية بحيث ( كما يقال) ان النظام قتل المنفذين ايضا ناهيك عن ان عمليات الانفال نفذت في اماكن بعيدا جدا في عمق الصحراء يصعب الوصول اليها . اما عملية ابادة الكورد الايزيديين فقد نفذ تنظيم داعش في اماكن ماهولة وقريبة من المناطق السكنية . امام انظار الناس وقد تم تثبيت عمليات القتل من قبل هذه الجماعة في مواقع الكترونية لها مما وفرت وثائق كثيرة وقد تم توثيق كل الجرائم من قبل منظمة ( يونيتات) .
احد اوجه الاختلاف بين الجريمتين الانفال وابادة الايزيديين ، ان النظام البائد فصل الرجال عن النساء قبل تنفيذ عمليات القتل الجماعي في المعتقلات وقتلهم في مقابرة جماعية بشكل منفصل اما جماعة داعش فقد جمع الجنسين في قتلهم و دفنهم ، هذا يعني ان ضحايا مقابر الايزيديين تحوي النساء والرجال معا، ولو نظرنا الى ان النظام البائد نفذ عمليات القتل الجماعي للمؤنفلين في اماكن بعيدة عن اماكن سكانهم، حيث نقلهم الى الصحارى في اقصى الجنوب وعلى الحدود السعودية حيث يبعد عن اماكن سكناهم قرابة 1000 كيلومترات ومن ثم نفذ بهم عمليات الابادة الجماعية .
اما جماعة داعش الارهابية فقد نفذت عملية ابادة الايزيديين في اماكن قريبة من مواقع سكانهم ، وعلى سبيل المثال ضحايا مقبرة (خانة سور) كانوا من اهالي ناحية سنوني التي تبعد عن المقبرة اقل من ثلاث كيلومترات.
الخلود لارواح شهداء الانفال والايزيديين .

الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين

شارك هذه المقالة على المنصات التالية